وعود كاذبة يطلقها المسئولون بمحافظة أسوان ليل نهار لتطوير الطريق الصحراوى الغربى بدائرة المحافظة، الذى أصبح يعرف بطريق الموت نظرًا لاستمرار نزيف الأسفلت وحصاد الأرواح على جنباته، حيث لا يمضى شهر واحد إلا وتحدث كارثة جديدة تدمى القلوب لعل آخرها وقوع حادثتين منذ 4 أيام فقط نتيجة تصادم سيارتين وانقلاب سيارة أخرى أودت بحياة 6 أشخاص دفعة واحدة. تاريخ طريق الموت أو الطريق الصحراوى الغربى بأسوان شاهد على وقوع أشهر الحوادث، أبرزها حادث تصادم سيارتين وقع فى نهاية شهر يونيو الماضى أسفر عن تفحم 7 جثث وإصابة شخص آخر، وهو الحادث الذى سبقه مصرع الضابط الشاب الرائد شريف عتمان رئيس مباحث مركز شرطة إدفو ومجندين آخرين فى شهر يونيو من العام الماضى، عقب انقلاب سيارة شرطة كانت تقلهم من مدينة أسوان باتجاه مدينة إدفو شمال أسوان. وكانت أبشع وأكبر الحوادث التى شهدها الطريق أيضًا، الحادث الذى وقع خلال شهر أكتوبر من عام 2014 فى التصادم المروع ل3 سيارات مما أودى بحياة 27 شخصًا من الصيادين العاملين فى بحيرة ناصر من أبناء محافظة الفيوم، وهو الحادث الذى سبقه حادث آخر فى شهر يناير من العام نفسه عقب تصادم سيارة نقل تحمل أرقام ( 13475 نقل سوهاج) بسيارة ميكروباص (تربو) تحمل أرقام (4661 ص و أ) كان على متنها 17 شخصًا قادمين من قرية المنصورية التابعة لمركز دراو بأسوان فى طريقهم إلى القاهرة، ونتج عن الحادث مصرع جميع مستقلى الميكروباص ال17 ومصرع اثنين من مستقلى السيارة النقل. تقول أسماء بلال - رئيس رابطة المرأة الإفريقية بأسوان - إن استمرار نزيف الأسفلت على الطريق الصحراوى بأسوان هو نتيجة لإهمال مشترك ما بين العامل البشرى والمسئولين فى إصلاح هذا الطريق، خاصة المنطقة المحيطة بوصلة "الكرابلة" القريبة من مركز إدفو. ووجهت بلال نداء واستغاثة إلى محافظ أسوان مجدى حجازى، قائلة "نطالبك باسم أمهات فقدن أولادهم فى ريعان شبابهم، باسم أطفال أصبحوا أيتام وفقدوا آباءهم، باسم كل دمعة حزن وكل ألم ملأ القلوب، أن تعتبر كل من راقت دماؤهم على الطريق الصحراوى هم أبناؤك أو إخوة لك، نرجو سرعة التصرف فى طريق الموت، لابد من إصلاح الطريق الصحراوى الغربى لمحافظة أسوان". وأضاف الناشط الحقوقى أسامة هلالى - منسق حملة الطريق الصحراوى الغربى بأسوان "طريق الموت" على صفحة "فيسبوك"، أنه تبنى منذ عام من الآن بمشاركة مجموعة من الشباب حملة إلكترونية لتجهيز وإعداد جميع المستندات اللازمة لرفع قضية موحدة ضد رئيس الوزراء ووزير النقل ورئيس هيئة الطرق والكباري ومحافظ أسوان، لتسببهم في ارتفاع عدد الحوادث على الطريق الصحراوى من أجل وضع كل مسئول أمام مسئولياته القانونية. وتابع: حصلنا على العديد من الوعود من المحافظ السابق اللواء مصطفى يسرى للانتهاء من إصلاح العيوب وتطوير الطريق الصحراوى ولكن دون جدوى، وكانت آخر تلك الوعود أن القوات المسلحة ستقوم بإصلاح الطريق الصحراوى الغربى. واستطرد: كانت وزارة النقل أعلنت عن البدء فى تنفيذ مشروع صيانة ورفع كفاءة الطريق الصحراوي الغربي أسوان / القاهرة بطول 70 كم فى المسافة ما بين محافظتى أسوانوالأقصر بتكلفة إجمالية تصل لأكثر من 192مليون جنيه، والتى تشمل إزالة الأسفلت القديم ووضع تربة أساس وأيضًا تربة زلطية ثم طبقة الأسفلت الجديدة مع تركيب علامات إرشادية للحد من الحوادث على الطريق.
من جانب، وفى أول رد رسمى لمحافظ أسوان الحالى اللواء مجدى حجازى تجاه استمرار نزيف الأسفلت بالطريق الصحراوى الغربى بأسوان، قال إنه سيتم مخاطبة مجلس الوزراء ووزارة النقل لإدراج تطوير بعض الطرق السريعة بدائرة المحافظة من بينها الطريق الصحراوى الغربى ضمن المشروع القومى للطرق فى موازنة 2016 / 2017، نظرًا لزيادة معدلات الحوادث بهذه الطرق على الرغم من أهميتها سياحيًّا وتجاريًّا وخدميًّا، بجانب ازدواج الطريق الصحراوى الغربى فى المسافة من أسوان وحتى الأقصر، واستكمال إنشاء المرحلة الأولى من تطوير الطريق الصحراوى الشرقى الذى بدأ من العلاقى وحتى الأعقاب بطول 22 كم.