الباحث في علوم الفضاء بوكالة ناسا، الدكتور عصام حجي، طالب مساء أمس الثلاثاء، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» الدولة، بإعلان حالة الحداد العام لمدة 3 أيام، ودقيقة صمت في كل الجامعات المصرية الساعة 12:00 ظهرا على روح الدكتور أحمد زويل. ولكن لم تعلن الدولة الحداد الرسمي على أحمد زويل لا كرامة ل«عالم» في وطنه يرى المحلل السياسي، الدكتور أحمد دراج، أن السبب يتلخص في أن «العلم لا يلقى تقديرًا في مصر، وبالتالي فلن يفكروا في إعلان الحداد على روح عالم مثل أحمد زويل». وقال دراج ل«التحرير» إن مصر لم تتذكر أحمد زويل بكلمات إشادة إلا بعد موته كغيره من العلماء، حيث إنه ظل يتعرض للهجوم طوال حياته في مصر، وقالوا إنه يريد أن يصبح رئيس جمهورية، واتهموه بالخيانة والتطبيع. ما فعله «المواطن الأمريكي» بينما كان لأستاذ العلوم السياسية، جمال زهران، رأي آخر، وقال: «إن هذا الرجل لا خلاف عليه كعالم حاصل على جائزة نوبل، لكنه لم يقدم شيئًا لبلده يستحق عليه إعلان الحداد الرسمي». وأضاف زهران ل«التحرير» أن زويل هو "مواطن أمريكي" أكثر من أنه مواطن مصري، حيث إنه كان ضمن مستشاري الرئيس الأمريكي أوباما، وظل هناك أغلب حياته رغم أنه نتاج التعليم المصري الناصري. متابعًا «كما تم تكريمه في إسرائيل من قبل الرئيس الإسرائيلي الأسبق عزرا وايزمان عام 1993، وهو ما يمثل نقطة سوداء في حياته» حسب زهران. وقال زهران «حتى في مشروع مدينة زويل، استولى على قطعة أرض ملك للدولة دون دفع ثمنها، ودخل في أزمة مع جامعة النيل تحدى فيها حكم القضاء، فهو لم يكن يحترم الدولة المصرية». يُشار إلى أن مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا هى مشروع قائم في 6 أكتوبر، هدفه تطوير التعليم في مصر، وهي مؤسسة مستقلة يتم تمويلها عبر التبرعات من الهيئات والأشخاص، وكان هناك خلافات بين المدينة وجامعة النيل، بسبب قرار مجلس الوزراء عام 2011 بتخصيص مباني جامعة النيل لمدينة زويل، إلى أن تم التسوية والاتفاق على التقسيم لحل الأزمة في 2014. وأشار زهران إلى أن أحمد زويل لا يقارن بشخص مثل مجدي يعقوب، الذي يتوجب عند وفاته إعلان الحداد الرسمي، لأنه رجل أعطى لبلده مشروعا عظيما كمركز علاج أمراض القلب في أسوان، وفقًا لقوله. والحداد الرسمي وفقًا للبروتوكول هو «تنكيس الأعلام في كل أنحاء الدولة، وفي سفارات الدولة بالخارج، إلى جانب وقف الأنشطة الفنية في المسارح الحكومية، ووضع شارة سوداء على القنوات الحكومية، قد تكون مدة الحداد 3 أيام أو أسبوعا أو شهرا بحسب الحدث». وقامت الدولة بإعلان حالة الحداد العام في أوقات سابقة أبرزها، وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، ملك السعودية، لمدة 7 أيام، ووفاة حفيد الرئيس الأسبق حسني مبارك، إضافة إلى شهداء القوات المسلحة في سيناء الذين استهدفتهم عملية إرهابية في كمين «كرم القواديس». وتوفي العالم المصري، أحمد زويل، مساء أمس بالولاياتالمتحدةالأمريكية جراء إصابته بمرض السرطان عن عمر يناهز ال70 عامًا. وأدلى شريف فؤاد، المستشار الإعلامى للدكتور زويل، بتصريح صحفي صباح اليوم الأربعاء، قائلًا إن الجثمان لن يصل القاهرة قبل الأحد المقبل، وسيتم تشييعه في جنازة عسكرية. ومن جانبه نعى مجلس الوزراء، برئاسة المهندس شريف إسماعيل، الدكتور زويل، مشيدًا ب«الإسهامات التي قدمها العالم الجليل في خدمة العلم والإنسانية والتي توجت بنيله جائزة نوبل في الكيمياء لسنة 1999» -بحسب بيان رسمي. معلومات عن أحمد زويل - ولد زويل في 26 فبراير 1946 بمدينة دمنهور، التي تبعد 160 كيلومترا شمال غربي العاصمة المصرية القاهرة. - التحق بكلية العلوم بجامعة الإسكندرية وحصل على بكالوريوس العلوم في الكيمياء عام 1967، وعمل معيدا بالكلية ثم حصل على درجة الماجستير عن بحث في علم الضوء. - انتقل إلى الولاياتالمتحدة في منحة دراسية وحصل على درجة الدكتوراه من جامعة بنسلفانيا في علوم الليزر، ثم عمل باحثا في جامعة كاليفورنيا خلال الفترة بين عامي 1974 و1976، قبل أن ينتقل إلى العمل في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا (كالتك). - حصل على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1999 عن أبحاثه في مجال «كيمياء الفيمتو» (هى تكنولوجيا لتصوير التفاعلات بين الجزيئات باستخدام أشعة الليزر)، ليصبح أول عالم مصري وعربي يفوز بجائزة نوبل في الكيمياء. - منحه الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك قلادة النيل، وهي أرفع وسام مصري. - في عام 2009 عينه الرئيس الأمريكي باراك أوباما في المجلس الاستشاري الرئاسي في البيت الأبيض. - في نوفمبر من نفس العام، عين كأول مبعوث علمي للولايات المتحدة إلى دول الشرق الأوسط. - أطلق مشروع مدينة زويل للتكنولوجيا في يناير عام 2000، إلا أن المشروع تعطل بعد وضع حجر الأساس لأسباب غير معلومة لمدة 11 عامًا، حتى تجدد مرة أخرى بعد ثورة 25 يناير، وأصدر الرئيس السابق، عدلي منصور، قرارًا جمهوريًّا بتخصيص 200 فدان لبناء المشروع بمدينة السادس من أكتوبر، لكنه تأجل بسبب خلافات قانونية وتوفي زويل قبل أن يشهد حفل افتتاحه.