استبق "أبو محمد الجولاني" زعيم "جبهة النصرة"ن تطبيق الاتفاق "الروسي الأمريكي" في البدء بهجمات جوية مشتركة، تستهدف مواقع ومقرات "النصرة"، ضمن خطة التنسيق العسكري بين البلدين في سوريا، ليعلن فك الارتباط بتنظيم "القاعدة"، وتغيير اسم "النصرة" إلى "جبهة فتح الشام"، في حين تبرز عدة صعوبات ومخاوف تترصد عمل "الجبهة" الوليدة. فك ارتباط ب"التراضي" قرار "الجولاني" غير المفاجئ، جاء بعد مباركة من رأس الهرم في قيادة "تنظيم القاعدة"، وبعد سلسلة مشاورات واجتماعات ولقاءات في "مجلس شورى جبهة النصرة" ضم عدد كبير من شرعيي وأمراء ومسؤولين أمنيين في الجبهة، بهدف البت في أمر فك الارتباط بتنظيم القاعدة، والذي بات أمراً ملحاً لدفع الحجج عن استهدافها من قبل الطائرات الروسية والأمريكية على حد سواء، إلى جانب سحب ذريعة استهداف الأماكن السكنية في المناطق المحررة. تبعات الخروج من عباءة القاعدة وتؤكد مصادر، أن "جبهة فتح الشام" التي شكلت بعد حل "جبهة النصرة" أمام جملة من الصعوبات والتحديات، خصوصاً على خلفية قرار فك الارتباط بالقاعدة، والذي يفتح الباب أمام بعض كوادرها وتحديداً "المهاجرين" منهم، في عدم تجديد البيعة ل"الجولاني"، والانضمام إلى صفوف تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، حيث يعتبر "الخروج من عباءة القاعدة" ردة، ويرى البعض أنه لولا الغطاء الذي وفره اسم "القاعدة" للجبهة، لما استطاعت أن تصمد أمام المد الجارف لتنظيم "الدولة" خلال السنوات الثلاث الماضية، حسب موقع أروينت نت. سورنة النصرة لكن في المقابل، تُصر "النصرة" على أن التنازل بالتراضي عن البيعة ل"القاعدة" بل وحتى تغيير اسم الجبهة، لن يمس بأي حال منهج التنظيم، القائم على رفض المشاريع الوطنية، والتمسك بالمشروع الإسلامي العابر للحدود. ومن جهة أخرى، تؤكد أن قضية العناصر غير السوريين فيها، يتم تصويرها بشكل مبالغ به، حيث لا تزيد نسبتهم على 10 في المئة من العناصر والقيادات، حسب تقديرات متطابقة، كما أن الجبهة ما زالت تعمل على استقطاب المزيد منهم في كل يوم، وفق تقرير سابق لموقع المدن. هذا التطور يمهد إلى الدفع أكثر باتجاه "سورنة النصرة"، ما سيُفقد الجبهة، حسب رأيهم، عامل الجذب الأكبر الذي يستقطب لها المقاتلين من غير السوريين، وينضم إلى "النصرة" الكثيرون من غير السوريين، فقط لأنها فرع ل"القاعدة". مشروعية القرار وانطلاقاً من هذه المخاوف، أكد "أبو محمد المقدسي" المنظر الجهادي المقرب من "النصرة"، عبر سلسلة تغريدات له مؤخراً ب"مشروعية قرار فك الارتباط طالما أن فيها مصلحة الجهاد". ورأى المقدسي أن "التخلي عن اسم القاعدة ليس جريمة أو ردة"، وذلك قبل أن يقدم المقدسي على سحب تغريداته، والتي فسرت وقتها بأنها تمهيد جدي لاتخاذ قرار فك الارتباط. القرارسيربك مخططات روسيا وأمريكا على صعيد منفصل، يرى مراقبون أن قرار فك الارتباط عن القاعدة سيربك مخططات روسيا وأمريكا، ويسحب ذريعة نظام الأسد بأن استهدافه للمناطق السكنية تأتي من حربه على الإرهاب، وخصوصاً الجماعات المرتبطة مع القاعدة. كما تساءل المراقبون ما إذا كان قرار فك الارتباط جاء نتيجة التقارب الروسي - التركي ، مضافة إلى جملة التوافقات الإقليمية والدولية التي تهدف جميعاً إلى انفراج جزري في الملف السوري. يشار أخيراً، أن قرار "الجولاني" فك الارتباط بتنظيم "القاعدة، يأتي بعد يومين من إعلان وزير الخارجية الأمريكية جون كيري، ، إحراز تقدم في المحادثات مع روسيا بشأن التعاون العسكري بين البلدين في سوريا، لافتاً إلى أن إعلان التفاصيل حول هذا الموضوع قد يكون مطلع آب المقبل، وأبرز مهام خطة التعاون بين البلدين، هي مشاركة موسكو وواشنطن في معلومات استخباراتية لتنسيق الضربات الجوية ضد "جبهة النصرة"، مقابل توقف النظام السوري، والمقاتلات الروسية، عن استهداف جماعات "المعارضة المعتدلة".