خصصت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية افتتاحية عددها، الصادر اليوم الثلاثاء، للحديث عن مرحلة ما بعد محاولة الانقلاب العسكري الفاشل في تركيا، وجاءت بعنوان "الديموقراطية باقية في تركيا.. ولكن إلى متى؟". الصحيفة الأمريكية قالت: إن "فشل محاولة الانقلاب العسكري في تركيا، العضو في حلف الناتو وحليف رئيسي للولايات المتحدة، كان انتصارًا مُرحَّبًا به للديمقراطية في منطقة غالبًا ما تفتقر للديموقراطية، ولكن بينما يُعظِّم الرئيس رجب طيب أردوغان هزيمة المتآمرين، يبدو أنه يستخدم التمرد كذريعة لقمع المعارضة المشروعة وتطهير الجهاز الحكومي من خصومه السياسيين، الأمر الذي يعتبر مسار خطير. وأكدت "لوس أنجلوس تايمز" أنه من المفهوم أن يلقي أردوغان القبض على المشاركين في أحداث يوم الجمعة الماضي، ولكن حملة الاعتقالات شملت عددًا كبيرًا، الأمر الذي يدعو للسخرية. واحتجزت الحكومة آلاف من ضباط الجيش، وعلقت 3 آلاف من أعضاء السلطة القضائية و 9 آلاف من المسؤولين في وزارة الداخلية". وأشارت الصحيفة إلى اعتراف المسؤولين بأن أسماء العديد من أولئك المحتجزين جائت من قائمة وضعت قبل محاولة الانقلاب في إطار التحقيق في تأثير رجل الدين الإسلامي فتح الله جولن، وهو حليف سابق أردوغان، ويعيش الآن في الولاياتالمتحدة. ويتهم الرئيس أردوغان الداعية فتح الله جولن وحركة "الخدمة" التي يتزعمها بالتخطيط لمحاولة الانقلاب، ودعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى "إما إلقاء القبض فتح الله جولن أو إعادته إلى تركيا". فيما قال وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري: إن "الولاياتالمتحدة ستنظر في طلب تسليم جولن إذا قدمت تركيا دليل قانوني بإدانته". "الصحيفة" ذكرت أن الولاياتالمتحدة انتقدت محاولة الانقلاب، إذ دعا أوباما يدعو جميع الأطراف إلى دعم الحكومة المنتخبة ديمقراطيا في تركيا، "ومع ذلك، فإن الولاياتالمتحدة قد أعربت منذ فترة طويلة عن مخاوفها من الانجراف نحو السلطوية في تركيا". وكانت وزارة الخارجية الأمريكية، أشارت في تقريرها الأخير حول حقوق الإنسان إلى بعض الانتهاكات في تركيا بما في ذلك اعتقال 30 صحفيًا، والمبالغة في استخدام قوانين مكافحة الإرهاب، مما أدى إلى تحقيقات وأحكام قضائية ذات دوافع سياسية. "لوس أنجلوس تايمز" لفتت إلى ما قاله جون كيري من أنه يجب ألا يصبح الانقلاب الفاشل تصريحا لمزيد من القمع، وكذلك ما ذكره بأن المعاهدة التي شكلت حلف الناتو التي تنص على أن الدول الأعضاء عليها أن تحترم "مبادئ الديمقراطية والحرية الفردية وسيادة القانون". من جانبها، شددت فيديريكا موجيريني، رئيس مفوضية الشؤون الخارجية للاتحاد الاوروبي، الذي تطمح تركيا للانضمام له، على أهمية سيادة القانون في هذا البلد. واختتمت الصحيفة الأمريكية بالقول: "الولاياتالمتحدة وحلفائها يعتمدون على تركيا، ليس فقط باعتبارها عضوًا في حلف شمال الاطلسي، فقد استخدمت القوات الجوية الأمريكية قاعدة إنجرليك التركية في شن هجمات ضد داعش، لكن تركيا تستفيد أيضًا بارتباطها بأوروبا والولاياتالمتحدة. وهذه العلاقة سوف تصبح أكثر توترًا إذا قرر أردوغان أن يقوض الديمقراطية التي يدعي أنه يمثلها.