وأكَّد المهندس طارق النبرواي نقيب المهندسين، حسب بيانٍ صادرٍ عن النقابة، اليوم الأربعاء، أنَّ النقابة تدعم وتساند كل ما يسارع في تحقيق الحلم النووي ، قائلًا: "جاهزون للتعاون العلمي والفني في هذا المجال". وخلال الندوة، كشف الدكتور مهندس يسري أبو شادي كبير مفتشى الوكالة الدولية للطاقة الذرية سابقًا، عن استفادة مصر من المفاعلات النووية التي ستقيمها روسيا خلال السنوات المقبلة، مثمنًا من قيمة الاتفاق المصري مع روسيا كونه يضم العديد من البنود لصالح مصر . المشروع النووي المصري الأكثر أمانًا في العالم
أوضَّح أبو شادي أنَّ المشروع النووي هو مشروع تجاري مربح وبه كم كبير من التسهيلات الفريدة التي حصلت عليها مصر بموجب الاتفاق، لافتًا إلى أنَّ المفاعلات تعمل بالماء الخفيف المضغوط الأكثر انتشارًا وخبرة وأمانا في العالم كون درجة الأمان به عالية جدًا. وأضاف: "هناك من فوجئ بالاتفاق المصري الروسي، وهو خطوة وقرار جريء كان مطلوبًا وضروريًّا وحتميًّا بل إجباريًّا لما تعانيه مصر من نقص في مصادر الطاقة الكهربائية". الطاقة النووية غير ملوثة أشار أبو شادى إلى أنَّه يوجد 444 مفاعلًا نوويًّا لإنتاج الكهرباء في 31 دولة، و65 مفاعلًا جديدًا تحت الإنشاء في 16 دولة، موضِّحًا أنَّ الطاقة النووية غير ملوثة ومستمرة بنفس القوة على مدار الساعة وطوال العام بكامل طاقتها عكس أغلب مصادر الطاقة الأخرى، وأنَّ عمر المفاعل من 60 إلى 80 عامًا. لا قلق من "اليورانيوم المخصب" كشف أبو شادي عن أنَّه قدم رسالة لرئيس الجمهورية سلمها لرئيس الوزراء في 10 سبتمبر 2014، طالب فيها بضرورة بدء الخطوات العملية لإقامة برنامج نووى في مصر، واقترح إلغاء المناقصة والتعاقد بالأمر المباشر مع روسيا لبناء أول محطة طاقة نووية في الضبعة، على أن يتم استيراد وقود اليورانيوم المخصب من روسيا بمبدأ القرض أو الإيجار طوال فترة استخدامه في المفاعلات مع إرجاعه لروسيا ثانية بعد الاستخدام مما يخلص مصر من أخطر الفضلات الإشعاعية "الوقود المستهلك"، وضمان خروج اليورانيوم المخصب والبلوتونيوم الناتج إلى خارج البلاد وهما العنصران المثيران للقلق الدولي عامة. وأوضح: "مصر وروسيا وقعتا العقد الأساسي في نوفمبر 2015 لكن هناك عقود تنفيذية وتمَّ التفاهم عليها سيتم الإعلان عنها لبدء التنفيذ.. والاتفاقية تشمل شراكة مصرية بنسبة 20%، لكنها تتمثل في العمالة والمقاولين وعمليات حفر الأرض والمهن المدنية المساعدة، وهذا ما لا أود أن تكتفي به مصر، بل نريد المشاركة في صناعة المحطات النووية نفسها، وخاصةً أنَّ مصر تمتلك الكوادر المهنية المُدرَّبة القادرة على المشاركة بفعالية، فمصر تمتلك القدرة لتكون مصنعة ومصدرة للمفاعلات النووية". مفاعلات الماء الخفيف المضغوط الأكثر انتشارا بالعالم أشار أبو شادي إلى أنَّ مصر اختارت أن تكون مفاعلاتها من مفاعلات الماء الخفيف المضغوط، وهي الأكثر انتشارًا في العالم حاليًّا، وتمثل 64% من المفاعلات في العالم، لافتًا إلى أنَّ هذه المفاعلات يوجد منها أربعة أجيال، تضم الجيل الأول الذي ظهر في الخمسينات، والجيل الثاني الذي انتشر بشكل كبير في السبعينات والثمانينات، وفي التسعينات ظهر الجيل الثالث المطور، وأخيرًا ظهر الجيل الرابع الذي لن يدخل المجال التجاري قبل عام 2030، مضيفًا: "مصر فضلت أن يكون مفاعل الضبعة من الجيل الثالث المطور وهو أنسب الأنواع لمصر لأنه الأعلى أمانًا". اختيار «الشركة الروسية» عبقري أوضَّح أبو شادي: "هذا النوع من المفاعلات تصنعه خمس شركات فقط في العالم، هي شركة روزاتوم الروسية وكيبلو الكورية الجنوبية وستنجهاوس – توشيبا وهي شركة أمريكية يابانية مشتركة وشركة أريفا الفرنسية وأخيرًا شركة سينيك الصينية، واختارت مصر الشركة الروسية لأنها أفضل الشركات الخمسة فضلًا عن أنَّ شركات كوريا وأمريكا واليابان وفرنسا لا يمكنها أن تمنح رخص تشغيل مفاعلات إلا بعد موافقة الإدارة الأمريكية ذاتها، وهذه الموافقة لا تتم إلا بعد أن تحصل واشنطن على ضمانات ضخمة من الدولة التي سيقام بها المفاعل، يكون بمثابة شيك على بياض للإدارة الأمريكية، أمَّا الشركة الصينية فخبرتها لا تزال أقل من الشركات الأخرى، ولهذا فإنَّ اختيار الشركة الروسية كان عبقريًّا". مكاسب خيالية أفاد أبو شادي بأنَّ المشروع النووي سيحقِّق لمصر مكاسب اقتصادية وصفها ب"الخيالية"، وقال: "مصر ستسدد 45 مليار دولار مقابل بناء وتشغيل المفاعلات الأربعة في الضبعة وفي المقابل ستحصل على كهرباء قيمتها 280 مليار دولار. مصر حصلت على أفضل تعاقد في تاريخ بناء المفاعلات النووية باتفاقها الأخير مع روسيا". قوة هائلة أكَّد أبو شادي: "المفاعل المصري سيتحمل زلازل حتى تسع درجات ريختر، ويتحمل تسونامي ضخم لمياه البحر ويقاوم القصف بالطيران والصواريخ، وسيتحمل قنبلة وزنها 400 طن مقذوفة بسرعة 200 متر في الثانية، ولا يمكن اختراق أجهزة الكمبيوتر الخاصة به، وفي حالة انقطاع الكهرباء عنه لأي سبب فكل ما سيحدث هو أنَّه سيتوقف عن التشغيل لحين عودة الكهرباء، وحوائطه تمنع خروج الإشعاع إلى الخارج، ولو وصل الأمر إلى أنَّ إرهابي فجر قنبلة داخل المفاعل فإن كل ما سيحدث هو حدوث خدش بسيط جدًا في حجرة الكنترول روم". إنتاج ماء وكهرباء ذكر أبو شادي: "المفاعلات النووية الأربعة في الضبعة ستنتج 20% من كهرباء مصر بخلاف أربعة مليارات متر مكعب من المياه المقطرة الصالحة للشرب، بخلاف إنتاج بخار مياه تدخل في صناعة الأسمدة والأسمنت". موقع الضبعة الأفضل لإقامة المفاعلات النووية شدَّد أبو شادي على أنَّ موقع الضبعة هو أفضل مكان لإقامة المفاعلات الأربعة، لافتًا إلى أنَّ المكان خضع لدراسات استمرت 33 عامًا انتهت جميعها إلى أنَّه أفضل مكان لإقامة المشروع النووي المصري.