في خطوة من شأنها زيادة التوتر بين الصينوالفلبين ونزاعهما على بحر الصين الجنوبي، صادقت هيئة التحكيم الدائمة في لاهاي على عدم وجود حقوق تاريخية لبكين في بحر الصين الجنوبي، في المنطقة التي تسميها "خط النقاط التسع"، لافتة إلى أن الصين انتهكت الحقوق السيادية للفلبين. بينما رحبت "مانيلا" بالقرار، وقال وزير الخارجية الفلبيني برفيكتو ياساي: إن "بلاده ترحب بقرار المحكمة في لاهاي بشأن آلية التحكيم التي أطلقتها الفلبين فيما يتعلق ببحر الصين الجنوبي"، داعيًا إلى ضبط النفس. على الجانب الآخر، رفضت بكين الاعتراف بالقرار، وذكرت وكالة الأنباء الصينية الرسمية "تشينخوا" أن الصين لا تقبل ولا تعترف بقرار محكمة التحكيم الدائمة المدعومة من الأممالمتحدة بشأن نزاعها مع الفلبين على مناطق في بحر الصين الجنوبي، وقال وزير الخارجية الصيني: إن "هذا القرار باطل ولا تقبله الصين ولا تعترف به". وكان التوتر قد تصاعد أمس قبل قرار الهيئة الدولية، وبدأ الأسطول الصيني في ال5 من يوليو الجاري، القيام بمناورات حربية مفاجئة، من جزيرة هاينان إلى جزر باراسيل الشمالية، وانتهت هذه المناورات، أمس أي قبل صدور قرار المحكمة بشأن الدعوى التي رفعتها الفلبين بيوم واحد فقط. ومن المتوقع أن يصب قرار المحكمة الزيت على نار النزاع الحدودي المتواصل بين دول المنطقة، وذلك من خلال تعزيز موقف الفلبين بسلطة قانونية دولية. هذا وأصدر الرئيس الصيني "شي جين بينج"، أوامر للجيش بالاستعداد للقتال في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه قبل ساعات من صدور قرار المحكمة الدولية حول مطالبات الصين في المنطقة. جدير بالذكر أن الفلبين تقدمت بدعوى قضائية لمحكمة لاهاي في عام 2013، اتهمت فيها الصين بالاستيلاء على مجموعة من الجزر التابعة لها، ومنها "سكاربورو، وسرب"، إضافة إلى منطقة الصيد البحري التي تدعي مانيلا، مؤكدة أنها جزء من المنطقة الاقتصادية الخاصة بها، وقالت الفلبين في دعواها: إن "المطالبات البحرية الصينية الواسعة في بحر الصين الجنوبي لا تتفق مع اتفاقية الأممالمتحدة لقانون البحار التي تم التصديق عليها من قبل البلدين". وبعد هذه القضية رفعت أكثر من 15 دولة أخرى في المنطقة دعاوي قضائية مماثلة ضد الصين وتوسعها الإقليمي، لكن الصين أكدت أنها لن تعترف بأي قرار لمحكمة لاهاي ولن تقبل حكمها لأن هذه النوع من القضايا ليس من اختصاصها.