"يومًا بعد يوم تزداد العنصرية ضد المسلمين في فرنسا، وكانت مطالبة عمدة مدينة لوريت - غرب البلاد- جيرار تاردي للمسلمين، عبر لوحات إعلانية في الشوارع والطرقات، بعدم إصدار ضجيج في شهر رمضان، ورسائل أخرى تستهدف المسلمات وتذكرهن بأن العيش والإقامة في فرنسا لا يكون إلا بكشف الوجه، هي الوجه الآخر للفرنسيين". عنصرية المسؤول الفرنسي لاقت تأييد اليمين المتطرف بباريس، وعلى حسابها الإلكتروني بموقع "تويتر"، حيث قالت صوفي روبير -الكاتبة المتشددة: "أمام نفاق أحزاب اليمين واليسار، أشيد بشجاعة العمدة الذي ذكر بمبادئ الجمهورية الفرنسية" الجالية الإسلامية تحتج وترد بإفطار جماعي وسارعت وسائل الإعلام الفرنسية بمطالبة العمدة بتقديم استفسار، إلا أنه رفض الرد على أسئلتها مباشرة واكتفى بإرسال رسالة نصية عبر الهاتف للصحفيين متهمًا إياهم بالاصطياد في الماء العكر ورفض تقديم أي اعتذار. في المقابل، أصدرت الجالية الإسلامية بيانًا احتجاجيًا على ما قام به العمدة، وقال عمر بلبواب -رئيس المجلس العلمي لمنطقة لالوار الفرنسية: إن "ما أقدم عليه تاردي يعتبر استفزازًا لمشاعرنا كمسلمين وقد طالبنا منه الكف عن هذه التصرفات التي ترفع من نسب الإسلاموفوبيا"، مضيفًا أن العمدة يرفض دخول النساء المحجبات للبلدية رغم أن القانون الفرنسي لا يمنع المحجبات بل المنتقبات فقط من ارتداء النقاب في الأماكن العمومية والحكومية". كما قام عشرات المسلمين في مدينة لوريت بتنظيم إفطار جماعي وسط ساحة البلدية كرد على تصريحات العمدة جيرار تاردي، ودعوا المواطنين مسلمين وغير المسلمين إلى مائدتهم لمشاركتهم الإفطار في أجواء احتفالية، وذلك بحسب تصريحات باسم بريكي منظم الإفطار الجماعي. دعوات ضد المحلات التي توظف محجبات يأتي الأمر بعد أسابيع من دعوة جاكليم برينيو -عمدة مدينة سان جراتيان الفرنسية- إلى مقاطعة المحلات التجارية التي توظف المحجبات، واستهدفت برينيو متجرًا كبيرًا بمدينة "أرجنتوي" المجاورة لمدينتها، ونشرت العمدة على صفحتها الرسمية في فيسبوك تدوينة تدعو من خلالها إلى مقاطعة كل المحال التجارية التي توظف بائعات أو مستخلصات يرتدين الحجاب الإسلامي، مبررة ذلك بأن الأمر يتناقض مع مبادئ الجمهورية كالمساواة. وزير فرنسية تشبه المحجبات بالزنوج والعبيد وفي أبريل الماضي، قالت وزيرة حقوق المرأة الفرنسية، لورانس روزينيو: إن "حجاب المسلمات ليس سوى رمز للعبودية"، وشبهتهم ب"الزنوج اللذين يفضلون العبودية"، وفي حوار مع وسائل الإعلام أفادت "روزينيو "،"بالطبع هناك نساء يخترن ارتداء الحجاب، كان هناك أفارقة زنوج وأمريكيون زنوج يفضلون العبودية". وأعربت الهيئة الوطنية الاستشارية الفرنسية لحقوق الإنسان مؤخرًا عن قلقها بسبب تصاعد حالات العنصرية ضد المسلمين في فرنسا، سواء على مستوى الأعمال الفردية أو على مستوى بعض القوانين.