شكّلت الغيرة الفنية تحديًا كبيرًا أمام كوكب الشرق أم كلثوم حيث لمع نجمها في زمن سيطر عليه أباطرة عظام في عالم الغناء فكان من الصعب أن يتقبلوا وجود منافس يسحب البساط من تحت أقدامهم كما فعلت أم كلثوم، من ناحية أخرى كانت الغيرة الفنية في حد ذاتها دافعًا لأم كلثوم لخوض مجال السنيما، فبعد أن أصبحت واحدة من أهم مطربي عصرها، رأت أن تخوض تجربة الأفلام الغنائية على غرار محمد عبد الوهاب ومنيرة المهدية، إلا أن غيرة منافسيها وزملاء مهنتها اتخذت في بعض الأحيان منحى آخر خرج عن إطار المنافسة الشريفة وعن كونها دافعًا للنجاح. ونعرض فيما يلي بعض تجارب أم كلثوم مع غيرة زملائها.. 1- منيرة المهدية استخدمت منيرة المهدية، والملقبة بالسلطانة، طرق غير مشروعة في حربها ضد أم كلثوم، فبعد أن تنكرت السلطانة في زي شعبي لحضور إحدى حفلات أم كلثوم تأكدت من مدى إعجاب الجمهور بها، فتقربت من الناقد الفني محمد عبد المجيد حلمي صاحب مجلة المسرح، ونشأت بينهما علاقة حب بدأ بعدها يكتب مقالات يوجه فيها نقدًا لاذعًا لأم كلثوم. وفي إحدى مقلاته، اتهم عبد المجيد حلمي أم كلثوم في شرفها، حيث سرد قصة تقدم أم كلثوم بشكوى لمحكمة السنبلاوين ضد أحد شباب القرية اتهمته فيها باغتصابها، وكادت المقالة تأتي بثمارها التي كانت ترجوها منيرة المهدية، حيث قرر والد أم كلثوم مغادرة القاهرة قبل أن يتدخل الشيخ أمين المهدي بإقناعه بالمواجهة بدلًا من الهروب. 2- عبد الحليم حافظ تعمدت أم كلثوم تجاهل الحديث عن العندليب عبد الحليم حافظ في أكثر من لقاء صحفي، وذلك بعدما تأكدت من نية العندليب في اعتلاء عرش الطرب في الوطن العربي، وبدأت العداوة بينهما في احتفالات عيد الثورة 1964، عندما أطالت أم كلثوم فترة بقائها على المسرح حتى الثانية صباحًا رغم أنه كان من المقرر لها أن تنهي فقرتها في الحادية عشر صباحًا، وعندما صعد العندليب المسرح استنكر ما حدث متسائلًا: "مش عارف كوني أختم الحفلة بعد أم كلثوم ده يعتبر شرف ولا مقلب" لينصرف الزعيم عبد الناصر غاضبًا وتبدأ العداوة بين حليم وأم كلثوم. ورد عبد الحليم حافظ الصفعة لأم كلثوم بعد سنوات طويلة في حفل زواج ابنة الرئيس السادات، حيث طلب العندليب من السيدة جيهان السادات الغناء قبل أم كلثوم بدعوى أنه يعاني من إعياء شديد ربما لا يستطيع معه الغناء إذا انتظر حتى انتهاء كوكب الشرق من وصلتها، وبالفعل بدأ العندليب في الغناء واستمر لساعات طويلة اشتعل معها غضب "الست". 3- أسمهان اشتعلت المنافسة بين أسمهان وكوكب الشرق في الأربعينيات، حينما استحوذت أسمهان على نسبة إعجاب كبيرة من الجمهور في جميع أنحاء الوطن العربي، إلا أن وفاة أسمهان في حادث مأسوي صادم أنهت تلك المنافسة، فكان من الطبيعي أن يشك البعض في وجود دور لأم كلثوم في مقتلها، إلا أن ذلك لم يثبت بدليل واحد. 4- محمد عبد الوهاب كان لموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب نصيب من المنافسة الشرسة مع أم كلثوم، ومن النار التي طالت كل من حاول الاقتراب من عرشها، حيث عملت أم كلثوم على "خطف" بعض الأغاني من عبد الوهاب ومنها أغنية "سهران لوحدي" والتي ألفها أحمد رامي خصيصًا لعبد الوهاب، لكن أم كلثوم ألحت على رامي لتغنيها هي وبالفعل رضخ أحمد رامي لرغبتها خاصة وأنه كان يكن لها مشاعر حب.