استمرارًا لاشتعال حلبة الصراع بين السعودية وإيران في الفترة الأخيرة والتي تخطت حدود منطقة الشرق اﻷوسط، تشهد الفترة الحالية حلقات جديدة من هذا المسلسل، فعقب أزمة الحج وفشل المفاوضات بين الجانبين في تنظيم زيارة الحجاج الإيرانيين للسعودية، أعلنت السلطات الأمنية بالرياض إلقاء القبض على جواسيس خلال السنوات ال3 الماضية بتهمة التخابر مع كل من طهران وتل أبيب. وجاء في بيان للسلطات السعودية، أن طهران وتل أبيب اتفقا على دعم عناصرهما الجاسوسية داخل السعودية، حيث أصبح النظام الإيراني والكيان الصهيوني وجهين لعملة واحدة في الاتفاق والتخطيط والسعي لاستهداف أمن واستقرار السعودية بتجنيدهما عناصر جاسوسية لصالح جهازي المخابرات (السافاك) الإيراني و (الموساد) الإسرائيلي. وقالت صحيفة (عكاظ) السعودية: إن "الأجهزة الأمنية والاستخباراتية السعودية نجحت خلال الثلاث سنوات الماضية، في الكشف عن الجواسيس المرتبطين بتلك الأجهزة الإستخباراتية للبلدين، والقبض عليهم وإحالتهم للجهات التحقيقية والعدلية"، لافتة إلى أن جهازي استخبارات الدولتين اتفقا على دعم عناصرهما الجاسوسية داخل السعودية بالأموال نظير قيام الجواسيس بتوفير المعلومات والتقارير التي تطلب منهم من قبل ضباط (الموساد) الإسرائيلي والمخابرات الإيرانية، إضافة إلى إخضاع عدد منهم لدورات تدريبية من أجل ضمان تحقيق أهدافهم التي سعوا من أجلها". واتهمت السلطات السعودية ما أسمتهم بعض المشبوهين، بدخولهم بطريقة غير مشروعة إلى أنظمة معلوماتية سعودية عن طريق جهاز الحاسب الآلي لغرض الحصول على بيانات سرية تمس أمن المملكة الداخلي والخارجي واقتصادها الوطني، وتأييد بعضهم لمظاهرات وأعمال شغب وقعت بمحافظة القطيف، وحملت لائحة الدعوى ارتكاب معظم المتهمين جرائم الرشوة بأخذ أموال مقابل الإخلال بواجبات وظيفتهم، إضافة إلى حيازتهم عددًا من الأسلحة بقصد الإخلال بالأمن الداخلي. في المقابل، كان هناك هجوم مضاد من المعسكر الأخر، حيث يمارس فصائل و القوى الشيعية بالعراق ضغوطًا على رئيس الوزراء حيدر العبادي لطرد السفير السعودي، وتشن الفصائل والقوى الشيعية العراقية الحليفة لإيران شن حملة بيانات منظمة لطرد السفير السعودي ثامر السبهان من بغداد، وذلك على خلفية تغريدة له على موقع "تويتر" أدان فيها بشدة التدخل الإيراني المفضوح في العراق، وتحديدًا في حرب تحرير الفلوجة التي تحولت إلى حرب إبادة طائفية لآلاف السكان الأبرياء الذين تعذر عليهم الخروج من هناك. وطالبت كتلة بدر النيابية حكومة العبادي بإعلان السفير السبهان شخصًا "غير مرغوب به"، لتدخله السافر بالشأن الداخلي للعراق محاولاً تمزيق النسيج الوطني وإثارة الفتن"، وأضافت الكتلة، أن السبهان "تناسى أنه يمثل دولة لا تعرف معنى الديمقراطية بل أصبحت بلاده منطقًا للفكر المتطرف الذي أنتج القاعدة وداعش الإرهابيتين". وشدد السفير السعودي في العراق في تغريدة له على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي " تويتر" على وجود شخصيات إيرانية حول الفلوجة، تريد نشر الطائفية، إذ قال: إن "وجود شخصيات إرهابية إيرانية قرب الفلوجة دليل واضح بأنهم يريدون حرق العراقيين العرب بنيران الطائفية المقيته وتأكيدًا لتوجههم بتغيير ديموغرافي".