سمية طارق عبيد، الطالبة الشهيرة ب"فتاة المول".. آثارت تعاطف الرأى العام، بكونها ضحية لحادثة تحرش واعتداء بالضرب، وظهرت فى برنامج "صبايا الخير" الذى تقدمه الإعلامية ريهام سعيد، لتتحول إلى ضحية للمرة الثانية بنشر "ريهام" صورها الخاصة فى الحلقة، وتنقلب الدنيا رأسا على عقب، ضد ريهام سعيد، ويصدر حكمًا بحبسها لانتهاك حرمة الحياة الخاصة للفتاة، لكن شيء مجهول قلب الموازين، وتنازلت الفتاة فى نهاية غير متوقعة، لتحصل "ريهام" اليوم على البراءة.
البداية فى أكتوبر 2015 بدأت قضة سمية عبيد، ببلاغ تقدمت به إلى قسم شرطة مصر الجديدة، تفيد بأنه أثناء تواجدها بأحد المولات التجارية بشارع الأهرام بمنطقة الكوربة، بمصر الجديدة، فوجئت بشاب يقف أمام البوابة ويتحرش بها، وعندما اعترضت وهددته بإحضار أمن المول سبها وتعدى عليها بالضرب، وسرعان ما انتشر فيديو التعدى عليها على مواقع الانترنت، بعد تفريغ كاميرات المراقبة بالمول. 24 ساعة.. كانت كفيلة لوزارة الداخلية، حتى تحدد هوية المتهم الذى ظهر فى كاميرات المراقبة بالمول التجارى، وتم القبض عليه، وخرج اللواء أبو بكر عبد الكريم المتحدث بإسم وزارة الداخلية، ليؤكد أن التحرش جريمة لايمكن لرجال الأمن التهاون أو التقاعس عنها، كما تحدثت الفتاة فى مداخلة مع الإعلامى وائل الإبراشي، لتشكر وزارة الداخلية وتؤكد أنها سعيدة بالقبض على المتهم، بعدما كانت فقدت الأمل فى ذلك. وفى اليوم التالى، أى 29 أكتوبر، تمت إحالة المتهم للنيابة، وأمرت فى مفاجأة للجميع بإخلاء سبيل المتهم بكفالة 100 جنيه، وأنكر المتهم التحرش بالفتاة، لكنه قال إنها سبته، بما استفزه ودفعه إلى التعدى عليها بالضرب، وأقر أمام النيابة بصفعها على وجهها، ومغادرة المكان، وانتهت النيابة إلى إحالة المتهم لمحكمة الجنح. وفى 7 نوفمبر 2105، قضت محكمة مصر الجديدة برئاسة المستشار شريف هجرس وسكرتارية محمد عبد الصادق، بمعاقبة المتهم بالحبس شهرا وكفالة 200 جنيه، لكن المتهم استأنف على الحكم، فيما قضت محكمة جنح مستأنف مصر الجديدة، برئاسة المستشار إسلام أبوالنصر، فى 16 فبراير بالعام الجارى، بخفيف الحكم الصادر ضد المتهم إلى الحبس أسبوعين بدلا من الحبس لمدة شهر، لإدانته بالاعتداء عليها بالضرب وليس التحرش.
ريهام والتشهير فى سياق متصل، ظهرت "سمية عبيد" فى برنامج الإعلامية ريهام سعيد "صبايا الخير"، على قناة النهار، مساء 28 أكتوبر 2015، لتتحدث عن واقعة التحرش بها باعتبارها ضحية ومجنى عليها، لكنها فوجئت ب"سعيد" تهاجمها، وتشكك فيها، وتنشر لها صورًا شخصية وخاصة لا يجوز تداولها علنًا. وقالت الفتاة خلال الحلقة: إن ملابسها لم تكن خادشة للحياء لأن 80% من البنات بيلبسوا "تي شيرت كت"، أو بنطلون جينز، ومفيش أي ملابس تبرر إني أتعرض للتحرش، وأرى أن ملابسي مناسبة للذهاب إلى المول وأرتديه أيضا في الجامعة"، ووصفت المعتدي عليها "هاني"، بأنه مسجل خطر وأمن "المول" على علم به جيدا. وتابعت الفتاة أن: "المول لم يقم بأي رد فعل لأنهم على علاقة بالشاب باعتباره من سكان المنطقة"، مشددة على أنها لم تتصرف بشكل سيء أو كانت ترتدي ملابس ليتم التحرش بها، وتعدى المتهم عليها بالضرب أمام رجال الأمن. لكن ريهام سعيد، انتقدت حديث الفتاة، وقالت إنها لم تقتنع بكلامها ولماذا قام بضربها بالأساس، وبعد انتهاء اللقاء بالفتاة ضحية التحرش، قالت المذيعة: "زي ما في متحرشين في الشارع.. في بنات زودتها أوي في الشارع، لموا بناتكم وحافظوا عليها مش هيحصلهم حاجة". ونشرت الإعلامية، صورًا شخصية، لفتاة المول، وهددتها فى البرنامج أمام الكاميرات، "فيه صور تانية كتير ومش عايزة أفضحك".
نهاية ريهام سعيد.. المؤقتة وكان انتهاك حرمة الحياة الخاصة ونشر صور "سمية" بمثابة فضيحة للإعلامية ريهام سعيد، وثارت الدنيا ضدها بسبب نشر صور الفتاة، لمنافات ذلك للمواثيق والقيم الإعلامية، وأكدت الفتاة فى برنامج الإعلامى وائل الإبراشي، أن إعداد برنامج ريهام منعها من اصطحاب تليفونها المحمول معها خلال التسجيل، وقال لها أحدهم إنه سيضعه على جهاز الشحن، لكنها فوجئت بسرقة 600 صورة من التليفون، بثت "سعيد" عددًا منها فى الحلقة، وشككت فيها وفى روايتها، وههدتها بالمزيد بقولها "مش عايزة أفضحك". واضطرت قناة النهار إلى إيفاق البرنامج، وأعلنت ريهام سعيد أنها استقالت، وهاجمها الجميع على نشر الصور الشخصية للفتاة ومهاجمتها، بالرغم من كونها مجنى عليها بالضرب والتحرش كما أكدت.
حبس ريهام أقامت "فتاة المول" دعوى قضائية ضد "ريهام سعيد"، اتهمتها فيها بالتعدى على حرمة حياتها الشخصية، والتشهير بها عبر برنامج تليفزيونى، وفى فى 29 فبراير الماضى، قضت محكمة جنح الجيزة، بحبس الإعلامية ريهام سعيد 6 أشهر وتغريمها 10 آلاف جنيه عن تهمة السب، والحبس سنة وكفالة 15 ألف جنيه في تهمة الاعتداء على الحرية الشخصية، والتهديد والسب، وهي القضايا المعروفة ب"فتاة المول". وبالطبع استأنفت ريهام سعيد، على حكم حبسها، لكن جلسة 8 مايو شهدت مفاجأة من العيار الثقيل، بأن أبدى المحامى حاضر عن "فتاة المول"، تنازله عن الاتهام، وكانت المفاجأة الأكبر، حين قال المحامى إن عرض صور موكلته فى البرنامج كان بناءًا على اتفاق بينها وبين "ريهام"، وأنهما تصالحا فيما بينهما، وتتنازل موكلته عن دعواها المدنية ضد الإعلامية. ولم يقتصر الأمر عند ذلك، بل تبارى محامى ريهام فى طلب براءتها بغض النظر عن التصالح وإقرار محامى الفتاة بأنها وافقت على نشر الصور بإرادتها، "سعيد"، وعاب المحامى حكم أول درجة، وقال إن المحكمة الأولى التى أدانت موكلته، لم تطبق صحيح القانون، وبرر قوله بأن الصور المعروضة للفتاة ملتقطة على الشواطيء وفى أماكن عامة، بما ينفى تهمة الاعتداء على حرمة الحياة الشخصية. وقال المحامى إن عرض الصور كان بالاتفاق مع المدعية، وأنه كانت هناك إساءة فى فهم تعقيب ريهام سعيد عقب عرضها الصور، بقولها "فيه حاجة غلط"، مؤكدًا أنها كانت تقصد واقعة التحرش، وليس صور الفتاة.
إسدال الستار وكان اليوم هو ختام فصول "قضية فتاة المول"، إذ قضت محكمة جنح مستأنف قسم الجيزة، برئاسة المستشار شعبان غلاب، بقبول استئناف الإعلامية ريهام سعيد، على حكم عامًا و6 أشهر وتغريمها 10 آلاف جنيه، وكفالة 15 ألف جنيه، لاتهامهما بسب وقذف سمية عبيد، الشهيرة بفتاة المول، والاعتداء على حرمة حياتها الخاصة، وقضت ببراءتها مما نسب إليها، بعد إقرار المدعية التصالح، والتنازل عن الدعوى المدنية قبلها.