"جردونى من ملابسي ومرحموش سني"، بهذه الكلمات بدأت سعاد ثابت، "70 عامًا"، رواية واقعة تهجم نحو 300 من أبناء القرية التي تقطن وأسرتها فيها، وذلك أثناء تواجدها في سرايا نيابة أبو قرقاص قبل الإدلاء بأثوالها، مطالبة القيادة السياسية بالقصاص لها ممن اعتدوا عليها وزوجها، وجردوها من ملابسها وأحرقوا منزلها،. تلك الواقعة التي حدثت في "الكرم" بمركز "أبو قرقاص" التابع لمحافظة المنيا، هزت الرأي العام، وأعادت إلى الساحة الحديث المرير عن الطائفية، والفتن التي لا تهدأ في الصعيد. عارٍ تمامًا من الصحة، ولا يخرج عن كونه شائعة، حيث إنه من المعروف عن نجلها.. لمعرفة باقي التفاصيل اضغط هنا . وأثار هذا الأمر غصب كثير من بين الإعلاميين والبرلمانين، الذي استهجنوا ما حدث مع السيدة المسيحية، مطالبين الدولة باتخاذ إجراء حاسم في هذا الأمر. وتعجب الإعلامي "عمرو عبد الحميد"، في تغريدة له عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الإجتماعي "تويتر" من تصريحات محافظ المنيا اللواء، طارق نصر، حينما قال "البيت لما ولع الستات جريوا وطلعوا بقمصان النوم"، ليرد عليه: "لماذا يغضب كثيرون من تصريح محافظ المنيا الذي هوَّن من جريمة تعرية السيدة سعاد ثابت؟!، الرجل يعبر عن واقع إجتماعي أليم ومخجل نتجاهله قصداً". وأيَّد الإعلامي والنائب البرلماني مصطفى بكري، حديث البابا تواضروس، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ودعوته الجميع إلى غلق الطريق أمام من يحاولون المتاجرة بحادث المنيا؛ لإشعال الفتنة الطائفية، ومطالبته بضبط النفس. وأضاف بكري، في تغريدات نشرت له عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "العيش المشترك هو حديث المسؤولية من رمز ديني ووطني كبير، لا أحد يستطيع المزايدة عليه، نعم الحدث مؤلم، ولكن صوت العقل هو الطريق الوحيد، لوأد الفتن ومحاسبة المتورطين، لقد قال البابا اثناء حرق الكنائس من قبل الإخوان بعد ثورة ٣٠ يونيو (وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن)، بعد كلام قداسة البابا فليت وقف المزايدون ورعاة وصناع الفتن وليتقوا الله في مصر، آمنا جميعًا، أن من يحاولون استغلال الحدث هم الأعداء". في حين، أعرب الإعلامي خالد تليمة عن غضبه من الأزمة، خلال تقديمه لبرنامج "صباح اون"، على فضائية "ONTV"، اليوم الخميس، قائلًأ: "حكاية إن اللي حصل ميقبلهاش أي مصري ده كلام فاضي لأن اللي عملوا كده مصريين لازم نبقى صرحاء مع أنفسنا، وفيه مصريين فرحنين بده وشايفين ثأر لصالح الدين وإعلاء لدين ومقتنعنين بكدا، وده مش أسوأ حاجة الأسوأ لسه مجاش". واستنكر الكاتب الصحفي علاء الأسواني ما حدث ل«سيدة أبو قرقاص»، مستاءلًا: "الهمج أحرقوا بيوت الأقباط وقاموا بتعرية قبطية مسنة سؤال: (لو كانوا يهتفون ضد السيسي هل كانت الشرطة تركتهم ؟ للاسف حماية النظام أهم من المواطن)". وتأسف جمال عيد الناشط الحقوقي ومدير الشبكة العربية لحقوق الإنسان، قائلًا: "حقك علينا كلنا يا أمي، والعار لينا إحنا كلنا وعلى دولة ونظام خلوا مصر يعشش فيها العار والخوف والكراهية والاستبداد". كما قام بنشر هاشتاج "مصر اتعرت"، عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الإجتماعي "تويتر"، مصحوبًا بتغريدة قال فيها: "لأ مصر مش سليمة ، وأي حالة تحرش أو اغتصاب أو تعرية لمواطنة مصرية ، مفروض هي تعرية للدولة كلها وانتهاك لها". وقال الفنان عمرو واكد"، عن واقعة "سيدة المنيا"، في صفحته الرسمية على "تويتر": "أي إسلام يخلي أي حد يعري أي سيدة؟ ربنا ينتقم منكم ومن كل أمثالكم الجهلاء والغوغاء. كلنا اتعرينا. دي جريمة في حق الأقباط والمسلمين معا". كما استنكر مجدي ملاك، عضو مجلس النواب بمحافظة المنيا واقعة تجريد عجوز من ملابسها بالمنيا، قائلًا: "لا يمكن التهوين من الحادث هذه السيدة هي أم لكل مصري، ولا يقبل أي مواطن مصري أيا كانت ديانته وعرفه واتجاهه بهذا الحادث"، مضيفًا خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "صباح أون"، المذاع عبر فضائية "أون تي في": "المنيا بها الكثير من الأحداث نظرًا لوجود تطرف وجهل وتخلف وتًركت لكثير من الجماعات المتشددة، ويجب أن نعلي دولة القانون، وتقدمنا بطلب مقابلة وزير الداخلية لبحث هذا الأمر، ووضع حد لمثل هذه الأحداث". ووصفت الكاتبة الصحفية، "فاطمة ناعوت"، ليس في مشهد قرية الكرم رجال، إنما كائنات ذكوريّة مقززة، هل تدرون فيم يرقص أولئك الذكور ولِم يهللون وعلام يمرحون ويصفقون ولأي سبب يكبرّون؟ وتابعت عبر تدوينة على صفحتها الشخصية على موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك": "إنهم يحتفلون ب"ذكورتهم" لأنهم جرّدوا سيدة مسنّة في السبعين من ملابسها وداروا بها عارية في شوارع القرية وحواريه!.. إنهم يحتفلون بقوتهم في مقابل ضعفها. بفحولتهم في مقابل استرقاقها.. بكثرتهم في مقابل وحدتها.. بجمهرتهم في مقابل عزلتها.. بكرامتهم في مقابل هوانها على الناس. ودعت قائلة: "اللهم يا رب المستضعفين في الأرض إن كنت تقبل ما جرى في صعيد بلادي فأنا أخجل من إنسانيتي ومن وجودي وأذرف دمع الخزي بين يديك..اللهم كفكف دمعي ودمع هذه الأم المُهانة فأنت تعلم أنني لا أدعو على أحد".