قال المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، غرازيانو دا سيلفا، إن النزاعات تعرقل جهود مكافحة الجوع في منطقة الشرق الأدنى، بعدما تضاعفت معدلات انعدام الأمن الغذائي بشكل متزايد، من ارتفاع مخاطر ندرة المياه وحالة الموارد الطبيعية الصعبة التي تزداد تفاقمًا، بسبب تغير المناخ. أضاف دا سيلفا، خلال كلمته، اليوم الخميس، بالاجتماع الوزاري في مؤتمر الفاو الإقليمي الثالث والثلاثين لمنطقة الشرق الأدنى، المقام حاليًا في روما، أن 15 من الدول ال19 الأعضاء بمنظمة الفاو في منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا، حققت الأهداف التي نصت عليها الأهداف الإنمائية للألفية، والتي تمثلت في تخفيض عدد السكان الذي يعانون من سوء التغذية بمعدل النصف، فيما عانت الدول التي تهددها الصراعات من تراجع خطير في حربها على الجوع، مثل العراقوسوريا واليمن، بالإضافة إلى الضفة الغربية وقطاع غزة. استدرك دا سيلفا: "أمّا بالنسبة للمنطقة ككل، فقد عانت من ارتفاع عدد الأشخاص الذي يعانونه من نقص التغذية بنسبة 30 بالمائةن وتضاعف عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع، ليصل إلى 33 مليون حاليًا"، مشيرصا إلى أن الأوضاع في سوريا غاية في الخطورة، بعدما بلغ عدد النازحين داخليًا "6.5 مليون شخص"، وفر أكثر من 4.8 مليون آخرين إلى البلدان المجاورة وغيرها كلاجئين، كما يحتاج نصف السكان الذين لا يزالون في سوريا إلى مساعدات غذائية. تابع دا سيلفا: "هذا المؤتمر بمثابة فرصة كبيرة للتفكير في كيفية المُضي قدمًا في التغلب على العديد من التحديات المقبلة.. تعمل الفاو مع شركائها لتعزيز الأمن الغذائي والقدرة على الصمود للأشخاص الأكثر عرضة للخطر، ليس فقط للحد من الآثار، لكن أيضاً لوضع الأساس المتين لعملية التعافي التي تلي انتهاء الأزمة". تضاؤل الموارد المائية وتغيّر المناخ شدد دا سيلفا، على أن من بين أخطر التحديات التي تواجهها منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا، الارتفاع غير المسبوق في ندرة المياه، إذ يصل نصيب الفرد من المياه العذبة إلى 10 بالمائة فقط من المعدل العالمي، وما تزال قضية ندرة المياه تتفاقم، وذلك بسبب زيادة عدد السكان في المناطق الحضرية وتحويلها من القطاع الزراعي، الأمر الذي يتسبب بحدوث تبعات سلبية على الأمن الغذائي والاقتصاد الريفي، وبالإضافة إلى ذلك، يفاقم التغيّر المناخي من أوضاع الموارد الطبيعية الشحيحة في المنطقة، فهو يُزيد من مستوى التعرض للأخطار الطبيعية، مثل الجفاف، حسبما يؤكد المدير العام للفاو. وألمح دا سيلفا، إلى أن المبادرات الإقليمية الثلاث لمنظمة الفاو "مبادرة بناء القدرة على الصمود من أجل تحسين الأمن الغذائي والتغذية"، و"مبادرة الزراعة المستدامة صغيرة النطاق من أجل تحقيق تنمية شاملة"، و"مبادرة ندرة المياه"، بدأت تؤتي ثمارها، بعدما جاءت هذه المبادرات كاستجابة لمجموعة من التوصيات التي تم إقرارها في المؤتمر الإقليمي السابق، الذي عقد عام 2014. الدول الغنية يجب أن تقوم بواجبها ودعا دا سيلفا، في ختام كلمته خلال المؤتمر، إلى بذل جهود أكبر في تعبئة الموارد في المنطقة للتغلب على التحديات التي تفرضها حالة عدم الاستقرار السياسي وانعدام الأمن، مردفًا: "نحن بحاجة لمزيد من الدعم من الدول الغنية في المنطقة، بغية مساعدة أنفسهم والدول المجاورة لهم بشكل أفضل". يشار إلى أن مؤتمر الفاو الإقليمي للشرق الأدنى، بدأ فعالياته، الإثنين الماضي، بروما، في حضور وزراء الزراعة وكبار المسؤولين من 25 دولة من دول المنطقة إلى جانب ممثلين عن منظمات المجتمع الدولي والقطاع الخاص، ومن المقرر أن يختتم المؤتمر فعالياته، غدًا الجمعة. كما تجدر الإشارة إلى أن الحكومة اللبنانية - الرئيس الحالي للمؤتمر الإقليمي، الذي ينعقد كل سنتين لضمان فعالية عمل المنظمة في الدول الأعضاء، وهو بمثابة أعلى هيئة حاكمة لمنظمة الفاو على المستوى الإقليمي، ويحدد أولويات جدول العمل والميزانية للمنظمة لفترة السنتين المقبلتين.