"يكذب في نقل الحقائق ويزيف التاريخ".. هكذا وصفت وسائل إعلام عبرية بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، في تعقيبها على التصريحات التي أدلى بها الأخير أمس وتراجع عنها مساء نفس اليوم، بشأن "إرسال قوة عسكرية إلى القاهرة لإنقاذ السفارة الإسرائيلية من اقتحامها في 2011". وبعنوان "نتنياهو يفبرك الحقائق وينسب لنفسه نجاحات أمنية"، قال موقع "عنيان مركازي" الإخباري العبري إنَّ رئيس الوزراء يخترع معلومات من عنده ويفبرك حقائق ويزيف التاريخ، وذلك للتباهي بنجاحات لم يقم بها". وأضاف: "المشكلة أنَّ رئيس الوزراء قال إنَّ مصر كانت تحت حكم الإخوان المسلمين في سبتمبر 2011 خلال تصريحاته عن اقتحام السفارة، لكن في هذه الفترة لم يكن الإخوان هم الذين يحكمون، بل الجنرال طنطاوي، ونتنياهو ليس هو الذي أنهى هذه الأزمة، بل الرئيس الأمريكي باراك أوباما، والذي استغاث به نتنياهو لحل المسألة، فما كان من واشنطن إلا الاتصال بمن يحكم مصر وقتها، أي طنطاوي، هاتفيا وانتهت الأزمة". وتابع: "نتنياهو كذب في عدة أمور خلال حديثه عن حادث الاقتحام؛ وهذا الأخير وقع بعد عدة أسابيع تقريبًا من الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع حسني مبارك في إطار ما عرف بالربيع العربي، وفي هذه الفترة حكم المجلس العسكري مصر بقيادة المشير طنطاوي وليس من قبل الإخوان المسلمين". وذكر الموقع: "تحت حكم طنطاوي، عملت حكومة تكنوقراطية، أمَّا الإخوان فصعدوا إلى السلطة في يونيو 2012 بعد انتخاب محمد مرسي رئيسًا للبلاد، والولاياتالمتحدة هي التي مارست ضغوطًا على القاهرة لتحرير المحاصرين في السفارة الإسرائيلية". بدورها، قالت صحيفة "معاريف": "الحقيقة ليس كما زعمها نتنياهو، فبعد ساعات من اقتحام مبنى السفارة جرت محادثة بين الأخير ورئيس الولاياتالمتحدة باراك أوباما، على أثرها تدخلت قوات الكوماندوز المصرية للمكان وحررت الطاقم الدبلوماسي والحرس، وحتى وقتنا هذا لم يكن هناك أي حديث عن تهديد وجهته تل أبيب بعملية عسكرية لجيشها كما قال نتنياهو أمس". ومساء أمس، تراجع نتنياهو عن تصريحات قال فيها إنَّه هدَّد بإرسال قوات خاصة إسرائيلية إلى القاهرة عام 2011 لإنقاذ أفراد أمن إسرائيليين حاصرهم متظاهرون واقتحموا السفارة الإسرائيلية. وذكر بيانٌ صادرٌ عن مكتب نتنياهو، حسب "رويترز": "إسرائيل لم تكن تعتزم القيام بعملية من تلقاء نفسها لكن فقط بالتنسيق مع السلطات المصرية".
وأضاف: "النية كانت صوب اتخاذ إجراء منسق وليس من جانب واحد.. نحن سعداء بعدم الحاجة لذلك وشكرنا الجيش المصري الذي تعامل مع الأزمة بطريقة مسؤولة وحل المشكلة". واقتحم المتظاهرون السفارة الواقعة في قلب القاهرة يوم التاسع من سبتمبر 2011 احتجاجًا على مقتل خمسة من أفراد الأمن المصريين على يد جنود إسرائيليين كانوا يلاحقون مسلحين نصبوا كمينًا لثمانية إسرائيليين وقتلوهم على الحدود. وقال نتنياهو، في تصريحاته الأولى أثناء احتفال بوزارة الخارجية الإسرائيلية إحياءً ليوم ذكرى الذين سقطوا دفاعًا عن إسرائيل، إنَّ تهديده دفع المصريين لإرسال قوات وإنقاذ ستة حراس كانوا داخل السفارة. وأضاف نتنياهو: "جماهير هائجة.. جاءت لذبح مواطنينا وفي ذلك المساء استخدمنا كل ما لدينا من وسائل بما في ذلك التهديد بعملية إنقاذ عسكرية إسرائيلية، وهو ما كان في نهاية الأمر العامل الحاسم وجاء بالقوات المصرية إلى الموقع".
من جانبه، أعلن أحمد أبو زيد الناطق باسم وزارة الخارجية إنَّ الوزارة لم تكن على علمٍ بأي مناقشة إسرائيلية داخلية من هذا النوع حينها، لافتًا إلى أنَّ الحكومة المصرية تتحمل مسؤولية تقديم الحماية لأي بعثة دبلوماسية أجنبية على الأراضي المصرية بموجب التزاماتها الدولية وأنها ستواصل القيام بذلك.