جلس «خالد.م»، طبيب النساء والتوليد، داخل سيارة ميكروباص أجرة، فى المقعد الذى خلف السائق مباشرة، كان متأخرًا على حالة يعالجها، والاتصالات تزعجه باستمرار، فضبط تليفونه على الوضع الصامت، لكن الاتصالات المستمرة جعلت توتره يزداد. وأخيرًا انطلقت السيارة مكتملة الركاب، وكان الطريق ميسرًا لا تكدس فيه، لكن على بعد أمتار قليلة نزل مجموعة من الركاب، وأشار راكب على الطريق للسيارة المنطلقة إلى مدينة الصف بالجيزة، فتوقف السائق ليركب، وتوالى نزول الركاب وقدوم آخرين جعل السيارة تتوقف مرارًا وتكرارًا، وتشاجر الطبيب مع السائق ووصفه بالجشع، وأنه لم يسر خطوتين مكتملتين بالسيارة دونما الوقوف لحمل ركاب جدد، رغم أن سيارته كانت مكتملة العدد عند خروجها من موقف السيارات. ورد السائق على الطبيب دون عناء، مخبرًا له أن السيارة أجرة وأن هذا هو عمله، إلا أن الطبيب احتد عليه، وأخبره أنه لديه عمل، وأن الركاب الذين يشيرون إليه يمكنهم ركوب المواصلات الداخلية بالبلدة، لأنهم يركبون لمسافات قصيرة، بينما السيارة التى يستقلها مخصصة للطريق بين المركز ومركز الجيزة. وتدخل الركاب لتهدئة التشاحن بين السائق والطبيب، وعلى الطريق لوح راكب جديد، فما كان من السائق إلا أن توقف ليقله، وهنا كانت المفاجأة، إذ هاجم الطبيب السائق من المقعد الخلفى، وعض أذنه بحقد ولم يتركها إلا حينما قطع جزءًا منها بفمه، وبادر الركاب بالتحفظ على الطبيب، واستدعوا الشرطة للقبض عليه، ونقلوا السائق إلى المستشفى. ووجهت نيابة الصف برئاسة إبراهيم شهبندر، للطبيب تهمة إحداث عاهة مستديمة بالمجنى عليه، وأخلت سبيله مؤقتًا، على ذمة القضية، لحين إحالته إلى محكمة الجنح.