حسنها يستريح بمجدها حسناء وجلى مضت تحمل طعما من ندى يكتم افصاحا خجولا وتر هاجع في الروح غمغمة الأحلام الشرود يحيط بأسرارها رغم الطمأنينة الساحرة وخصلات الحنين على وجهها نسمة من أرض الكنانة لاتخشى هجوم اليأس على الثقافة المصرية وهي ذاتها أيقونة ثقافية مصرية انها فاتن حمامة التي منحتها الجامعة الأمريكية في بيروت مؤخرا الدكتوراه الفخرية. وواقع الحال إن «سيدة الشاشة العربية ونسيم الابداع في الفن السابع» انتهزت كما لاحظ معلقون ونقاد مناسبة تكريمها من الجامعة الأمريكية في بيروت لتوجيه رسائل للثقافة والمثقفين المصريين في لحظة فارقة في تاريخ المجتمع المصري مؤكدة على أن الابداع سينتصر رغم الهجمات التي تتعرض لها الثقافة والفن والأدب. وإلى جانب فاتن حمامة منحت الجامعة الأمريكية في بيروت الدكتوراه الفخرية التكريمية للمفكر الأمريكي وعالم اللغويات الشهير نعوم تشومسكي وعالم الفضاء شارل عشي ورجل الأعمال اللبناني الأصل راي عيراني الذي عرف بأنشطته الخيرية. وكانت فاتن حمامة قد تسلمت شهادة الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 1999 كما حصلت عبر مسيرتها الفنية على وسام الأرز من لبنان ووسام الكفاءة الفكرية من المغرب والجائزة الأولى للمرأة العربية عام 2001. وفاتن حمامة التي التحقت بالمعهد العالي للتمثيل عام 1946 و«ملاك الرحمة» و«كرسي الاعتراف» و«اليتيمتين» و«ست البيت» و«لك يوم ياظالم» و«بابا أمين» و«الأستاذة فاطمة» و«صراع في الوادي» و«المنزل رقم 13» و«لاوقت للحب» و«موعد مع الحياة» و«امبراطورية ميم» و«اريد حلا». وبطلة فيلم «يوم حلو يوم مر» قامت ببطولة عدة افلام تعتمد على روايات من عيون الأدب المصري والعالمي مثل «دعاء الكروان» عن رواية لعميد الأدب العربي الدكتور طه حسين و«لاتطفيء الشمس» عن قصة لاحسان عبد القدوس ولاوقت للحب والحرام عن ابداعات للدكتور يوسف ادريس وفيلم «نهر الحب» الذي اعتمد على رواية عملاق الأدب الروسي ليو تولستوي الشهيرة «آنا كارنينا». وفيما حقق مسلسلها التلفزيوني «وجه القمر» عام 2000 واحدة من أعلى نسب المشاهدة فإن فاتن حمامة قامت من قبل ببطولة مسلسل هادف هو «ضمير ابلة حكمت» عام 1991 واشتركت في عضوية العديد من لجان تحكيم المهرجانات السينمائية في موسكو وكان والبندقية والقاهرة والاسكندرية وطهران وجاكارتا. ولعل التكريم الجديد لفاتن حمامة يوميء لأهمية انتاج أعمال ثقافية عن دور السينما والدراما في تشكيل المجتمع المصري وتطوره منذ أن عرفت مصر «الفن السابع» قبل أكثر من 100 عام فيما حفرت فاتن حمامة التي ولدت في السابع والعشرين من شهر مايو عام 1931 علامة بارزة في تاريخ السينما المصرية التي كانت ومازالت رافدا من أهم روافد تشكيل ثقافة المصريين والعرب ككل. وفاتن حمامة التي دخلت عالم الفن السابع منذ أن كانت طفلة في السابعة من عمرها المديد باتت جزءا من ثقافة رجل الشارع المصري الذي عادة مايصلي الفجر في «الحسين» ويعشق صوت الشيخ محمد رفعت في تلاوة القرآن وبعد أن يعود لمنزله من عمله يتابع مباريات كرة القدم ويهوى مشاهدة فيلم من أفلام فاتن حمامة وهو يشعر بالفقد والحنين لزمنها الجميل. إنه زمن نجيب محفوظ وام كلثوم ومحمد عبد الوهاب وعباس محمود العقاد وطه حسين وتوفيق الحكيم ويوسف شاهين ويوسف إدريس ومحمد حسنين هيكل وجمال حمدان وعبد الحليم حافظ وفريد الأطرش وسيد مكاوي وعبد الكريم صقر وصالح سليم وعمر الشريف وصلاح أبو سيف وعشرات الأسماء الأخرى من أصحاب القامات العالية في المجالات الابداعية المتعددة التي صنعت عن جدارة «القوة المصرية الناعمة» وصورة مصر كما يحبها المصريون ويهواها العالم.