كتب:- عبده عبد الباري لم تعد رأس البر مصيف "الغلابة" ومتنفسهم، ورواد اليوم الواحد، الذي يتوافدون من مختلف المحافظات، خاصة الدلتا وبورسعيد، الذين اعتادوا الذهاب إليها لقربها ورخص أسعارها وأعطت المدينة ظهرها هذا العام للبسطاء الذين اعتادت احتضانهم. تشكل سياحة رحلات أو زيارات اليوم الواحد، خاصة في الأعياد كشم النسيم أو أيام الجمعة أكثر من 60% من إجمالي المترددين على مصيف رأس البر، وغالبا ما يكون الزوار إما بسطاء دمياط جاءوا ليستمتعوا بقضاء يوم على شاطئ البحر، أو أهالي المحافظات المجاورة، ليتجمع الأهل والأقارب والجيران. البعض يستطيع تأجير "عشة" ليوم لوضع ملابسهم وأغراضهم بها أثناء نزول البحر، ومن لا يستطيع يقوم بتأجير شمسية على شاطئ البحر ليحتمي بها من حرارة الشمس. استغل سماسرة تأجير العشش الإقبال غير المسبوق الذي شهدته مدينة رأس البر منذ، صباح الجمعة الماضية، وقاموا بتأجير العشش بأسعار تفوق القيمة الإيجارية الحقيقية لها بل وتخطى إيجار العشش في اليوم أضعاف سعر الغرفة في أهم وأفخم الفنادق السياحية، فيما يتراوح سعر الغرفة لليلة الواحدة في الفنادق من 600 إلى 1200 جنيه، خاصة المطلة على البحر والنيل، بينما الفنادق الداخلية تتراوح من 200 إلى 400 جنيه. يقول مصطفى الأسمر، محاسب، إن أسعار إيجارات الفنادق والشقق السياحية شهدت ارتفاعًا جنونيًا خلال اليومين الماضيين وهو ما ينذر بموسم سياحي "نار"، وهروب المصطافين إلى مصايف أخرى كبلطيم وجمصة، مشيرًا إلى أن أسعار 3 ليالي في فنادق 3 نجوم بشرم الشيخ وصلت إلى 400 جنيه وهو ما سيحول السياحة الداخلية إلى شرم الشيخ والغردقة اذا استمرت أزمة السياحة العالمية في مصر.
يذكر محمد صابر، موظف، أنه بعد أن كانت رأس البر تشتهر بوجود الفنادق المتميزة والشعبية، والفيلات السياحية والعشش الصغيرة، الكل يجد فيها ضالته، خاصة بعد التوسعات التي شهدتها المدينة من خلال إنشاء الشوارع والشواطئ المجانية والعامة، إلا أنها تحولت هذا الصيف إلى حكر للأغنياء بعد أن وصل إيجار العشة أو الفيلا في اليوم الواحد إلى 1500 جنيه واضطر المواطنون لتأجير البدرومات وجراج السيارات بمبالغ وصلت إلى 500 جنيه في اليوم الواحد على الرغم من عدم وجود دورات مياه بها. ويوضح بهاء الدين حسن، محاسب: "كل شيء سعره ارتفع في رأس البر من أول تأجير العشش والأكل والشرب حتى المواصلات" مبديًا استيائه من غياب الرقابة، قائلًا "أجرة السرفيس الداخلي ارتفعت إلى جنيه ونصف، والمراكب النيلية سعرها زاد، والمشاريب والشيشة، كله زاد، يعنى نعمل إيه اللي ممعهوش ما يفرحش؟". من جانبه، اعتبر علي كامل منصور، رئيس غرفة تنشيط السياحة بدمياط، قيام أصحاب الفنادق وسماسرة تأجير العشش والفيلات برفع الأسعار بصورة مبالغ فيها نوع من "تطفيش" وطرد رواد مصيف رأس البر وهو ما ينذر بخطورة على موسم الصيف هذا العام. وأضاف منصور أن حوالي 60% من أصحاب الفنادق التزم بالأسعار المعتادة بينما رفعت باق الفنادق الأسعار بنسبة 100% بينما لم يلتزم أي من سماسرة ومكاتب تأجير الفيلات والعشش ورفعوا الأسعار بصورة مبالغ فيها. وناشد منصور، د. إسماعيل عبد الحميد طه، محافظ دمياط، بضرورة عقد اجتماع طارئ مع أصحاب الفنادق لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وضرورة التزام أصحاب الفنادق بالأسعار العادية.