مع احتفال شركة "سيمنز" الألمانية بإنتاج وبيع التوربينة رقم 1000، كانت "التحرير" حاضرةً داخل أروقة المصنع العملاق بالعاصمة برلين؛ لإجراء جولة داخل المصنع المسؤول عن إنتاج التوربينات لمحطات إنتاج الكهرباء، فضلاً عن كونه هو المصنع المسؤول عن إنتاج ال24 توربينة المصرية لمحطات "سيمنز" العملاقة بمصر بقدرات تصل إلى 14400 ميجاوات، ستدخل بالكامل إلى الخدمة مع نهاية عام 2018، لتعادل ما يزيد عن 50% من القدرات الفعلية الحالية لمحطات إنتاج الكهرباء في مصر. "جولة التحرير" داخل الشركة بدأت مع وليي مايكسنر الرئيس التنفيذي للشركة للطاقة والغاز، فقال إنَّ مصر وضعت خطةً للتنمية المستدامة حتى عام 2030، فضلاً عن وضع خطة طموحة لقطاع الكهرباء، لافتًا إلى أنَّ مصر كانت تنتج في عام 2014، 177 مليار كيلووات ساعة من الكهرباء، بينما وفقًا للخطة الطموحة، سيتم إنتاج 371 مليار كيلووات ساعة مع حلول عام 2030. وأضاف أنَّه مع حلول عام 2018، سيتم الانتهاء من محطات "سيمنز" العملاقة، وهو ما سيقضي على انقطاع الكهرباء في مصر بشكل نهائي، لافتًا إلى أنَّ الشركة ستنشئ مصنعًا لإنتاج توربينات الرياح، بخلاف إنشاء مركز للصيانة بالقرب من العاصمة الإدارية الجديدة لصيانة المحطات الثلاث، مشيرًا إلى أنَّ الشركة فازت بعقود لصيانة المحطات الثلاث العملاقة لمدة 12 سنة. وأكَّد أنَّه تمَّ التعاقد مع الحكومة المصرية لتدريب 600 شخص على المحطات، منوِّهًا بأنَّ 20% من ال600 شخص بعد تدريبهم سيكونون مسؤولين عن تشغيل وصيانة المحطات فى مصر، فضلاً عن تدريب غيرهم من المهندسين والفنيين، وفقًا لما حصلوا عليه من تدريب على أعلى مستوى بشركة "سيمنس" الألمانية. "سيمنز" تحقِّق رقمًا قياسيًّا في إنتاج توربينات مصر.. يفوق ب6 أشهر أسرع توربينة تمَّ إنتاجها للشركة سابقًا وقال مايكسنر: "توجد توربينات في طريقها لمصر، حيث سيتم وضع التوربينات على الأرض في محطة بني سويف في يومي 18 و19 مايو المقبلين، ومن المثير للبهجة بالنسبة لشركة سيمنز أنَّه منذ طرح فيديو لنقل التوربينات المصرية على قناة اليوتيوب الخاصة بالشركة، حصلت على 14 ألف مشاهدة في الأسبوع الأول، وهذا رقم كبير وغير متوقع، ويعكس الاهتمام من جانب المصريين الأول، فضلاً عن اهتمام العالم بمشروعات سيمنز صاحبة الرقم القياسي في العالم من حيث الوقت لإنتاج ثلاث محطات بقدرات 14400 ميجاوات في أقل من ثلاث سنوات". وأوضح مايكسنر: "الشركة منذ أن فعَّلت التعاقد مع مصر أنتجت أول توربينة بعد 19 شهرًا، وهو رقم يفوق أي رقم للشركة من قبل، وهو يسبق أسرع وقت لتوربينة من إنتاج سيمنز بستة أشهر". محطات سيمنز ستوفر الكهرباء ل45 مليون مصري.. وكفاءتها توفر 1.3 مليار دولار سنويًّا من الوقود ولفت مايكسنر إلى أنَّ المحطات العملاقة الثلاث بالبرلس بكفر الشيخ، والعاصمة الإدارية الجديدة، وبني سويف، يعمل بها عمالة بنسبة تتراوح ما بين 15 إلى 20 ألف عامل، والأغلبية القصوى هم من المصريين، مؤكِّدًا أنَّ المحطات الثلاث ستوفِّر الكهرباء لأكثر من 45 مليون شخص، بخلاف أنَّ المحطات نظرًا لقدرتها الفائقة ستعمل بكفاءة 60,5%، وستوفِّر لمصر سنويًّا مليارًا و300 مليون دولار من استهلاكات الوقود. جولة في المصنع اصطحب أحد المسوؤلين، "التحرير"، في جولة داخل المصنع، شارحًا تاريخ وكيفية العمل، حيث أنَّ الشركة هي أقدم شركة لتصنيع التوربينات الكهربائية في العالم، وتمَّ إنشاء المصنع في عام 1904، وجاء أول إنتاج لتوربينة من المصنع بعد عامين من إنشائه "1906"، وكان مخصصًا لإنشاء التوربينات البخارية، وتمَّ تصنيع توربينات الغاز في عام 1972. سيمنز توزع إنتاجها على 65 دولة.. وتصدر 90% من الإنتاج.. والأعمال اليدوية "ميراث" من الحرب العالمية الثانية تتوارثه الأجيال أوضَّح المسؤول أنَّ شركة سيمنز أنتجت 1000 توربينة يتم توزيعها ل65 دولة، لافتًا إلى حجم الثقة العالمية في منتجات الشركة، حيث إنَّ 90% من إنتاج الشركة يتم تصديره للخارج. وخلال الجولة، رصدت "التحرير" أحد العمال الذين يعملون "يدويًّا"، حيث أكَّد المسؤول أنَّ الأعمال اليدوية تعد من الميراث داخل المصنع، ولا يمكن الاستغناء عنها لأنَّه ميراث لا بد أن تتوارثه الأجيال منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية. تحدَّث المسؤول عن الأعمال اليدوية بالمصنع التي هي بمثابة التاريخ، بخلاف الشفرات "الحادة" والتي تتكون منها التوربينة وضواغط التوربينة، وجميعها تسهم بشكل مجمع في إنتاج الكهرباء داخل التوربينة.