بهاء طاهر: الكتاب محرِّض على التفكير ونحن فى حاجة ماسة إليه «لماذا تخلفنا ولماذا تقدم الآخرون؟»، سؤال طرحه الكاتب شريف الشوباشى وأجاب عنه مؤخرا فى كتاب حمل السؤال اسمًا له، واحتفلت دار العين للنشر بتوقيعه مؤخرا فى ندوة ثقافية بحضور الكاتب الكبير بهاء طاهر، وأستاذ النقد الأدبى عبد المنعم تليمة، والدكتور مصطفى الفقى، والدكتورة درية شرف الدين، والدكتورة فاطمة البوطى التى أدارت الندوة. الشوباشى قدم عرضًا للكتاب، وقال «أعتقد أننى أديت واجبى بهذا الكتاب، حاولت الإجابة عن سؤال هو مثار اهتمامنا منذ تلقينا الصدمة الحضارية التى أصابتنا بوصول نابليون بونابرت للقاهرة»، وتابع «السؤال الذى تم طرحه فى ذلك الوقت على هيئة لماذا تخلفنا ونحن على دين الحق، بينما تقدم الآخرون رغم أنهم فى باطل مستمر، وظلت محاولات الإجابة عن السؤال مستمرة». صاحب «تحيا اللغة العربية ويسقط سيبويه» أضاف «تعمدت أن أكتب كتابًا قصيرًا لم يتجاوز 200 صفحة لعلمى المسبق بأن القارئ لم يعد لديه الوقت أو القدرة، على قراءة الكتب الطويلة، فقد كان لها زمانها الذى ولَّى، وعرضت الإشكالية فى نقاط سريعة بسيطة لأنتهى بمحاولة وضع الحل كما تصورته، وكما رأيت المشكلة». أستاذ النقد الأدبى عبد المنعم تليمة قال «السؤالان المنفصلان المتصلان اللذان تعرض لهما الشوباشى فى كتابه طُرِحا بقوة منذ الطفرة التى حدثت فى مصر قبل قرون وحتى ثورة 25 يناير، التى ما زال شبابها يبحثون عن إجابة حتى الآن»، وتابع «الكتاب أعجبنى فيه الكثير من الأشياء أهمها تكرار عرض السؤال الذى حاول كل العلماء التنويريين السابقين أمثال على مبارك ورفاعة الطهطاوى وأحمد فتحى زغلول الإجابة عنه، لكن الكتاب الحالى اختلف عن غيره فى استخدام الكتابة الفكرية القصصية فى عرض رؤية الكاتب». تليمة أضاف أن الكتاب الموضوع فى عشر وحدات استخدم الكاتب فى وحدته الأولى منهج «الحقيقة فوق العقيدة»، وهو أمر ليس له علاقة بالدين، لكن باستغلاله، موضحًا أن الدين له رجاله وفقهاؤه، لكننا نستغل الدين لنصل لما نريد باستخدام العقل وتفضيله على النقل، مضيفًا أن المسألة الثانية التى تعرض لها الكاتب بعنوان «إليكم يا حراس الماضى» أكدت أننا تخلفنا لأن حراس الماضى يضعون مستقبل الشعب خلفهم، ويستغلون الدين لتفسير لحظة سابقة، والعمل على جذب الناس إليها، وهو ما يفعله رجال الدين المتشددون الذين يوجه لهم الشوباشى رسالة يقول فيها «انظر أمامك» بينما هم فى وضع «للخلف دُر». أستاذ النقد الأدبى قال «إجابة السؤال الذى وضعه الشوباشى جاءت فى ختام كتابه سلسة واضحة، حيث توصل الكاتب إلى أنه كلما كانت الغلية لحراس الماضى والسلف، يميل المجتمع إلى التراجع والتخلف، وكلما نجح رجال المستقبل فى فرض سيطرتهم والتأسيس لإعمال العقل وطرد الخرافات والخزعبلات يظهر التقدم»، وتابع «منهج الكاتب فى ذلك الاعتماد على استشعار الماضى والتعلم منه دون العودة إليه أو التمسك به». الدكتور مصطفى الفقى وصف الكتاب بأنه «كتاب الثنائيات»، حيث يقارن بين «العقلى والنقلى»، و«الحلال والحرام»، و«القانونى واللا قانونى»، ويؤكد العمق الفكرى للكاتب الذى أظهر التباين فى الثقافات العربية والغربية على حد سواء، مضيفًا أن الكتاب حرب على الخرافة ودعوة للاستنارة، وأن الكاتب ولج به طريقًا جديدًا له التقدير عليه. الروائى الكبير بهاء طاهر وصف العمل بأنه «كتاب شجاع»، مؤكدا أننا فى حاجة ماسة إليه فى الفترة الحالية، لأنه من النوع المُحَرِّض على التفكير، وأضاف «لم أقرأ من الكتاب سوى المقدمة والفصل الخاص بالشعراوى، وقد اتضح منهما أننى على خلاف جزئى مع الكاتب، أهمها أن الشعراوى ليس مجرد نتاج لحراس العقيدة، لكن لسياسة دولية خلقت تلك الظاهرة».