السعودية تتحرر من عملاق النفط «أرامكو»

"أسسها الملك الأكبر من دون نفط... أرامكو ليست دستورنا" بهذه الكلمات أعلن الأمير محمد بن سلمان، وزير الدفاع السعودي والمشرف على عدة وزارات أخرى، تحرير السعودية واقتصادها من الاعتماد على النفط، فيما يسمى بخطة "رؤية السعودية 2030".
"بن سلمان" قال، اليوم الاثنين: "أصبحت لدينا حالة إدمان نفطية في السعودية فعطلت تنمية القطاعات كثيرًا"، لافتًا إلى أن المملكة أسسها الملك عبد العزيز ورجاله وأداروها من دون نفط.
وأكد أن شركة النفط الكبرى "أرامكو" سيتم تحويلها إلى شركة للطاقة والكتل الصناعية، حيث ستعمل السعودية على بيع أقل من 5% من "أرامكو"، فيما يعتبر أكبر اكتتاب عام على مستوى العالم.
كما ستنقل الشركة إلى صندوق الاستثمارات العامة، الذي سيقوم بلعب دور رئيسي في الاقتصاد من خلال استثماره في الداخل والخارج، وسيتم تحويل جزء من أسهمها إلى صندوق سيادي تبلغ قيمة أصوله 2 تريليون دولار، بهدف الحد من اعتماد المملكة على مداخيل النفط.
"وكالة بلومبرج" الأمريكية وصفت خطة السعودية بأنها "تاريخية" وتشمل تغيرات اقتصادية واجتماعية واسعة، فهي تشمل إنشاء أكبر صندوق للثروة السيادية في العالم، إذ تبلغ قيمته أكثر من 2.7 تريليون دولار، وهو ما يكفي لشراء كل من أبل، وجوجل، ومايكروسوفت، وبيركشاير هاثاواي، وهي أكبر أربع شركات في العالم".
"جريجوري جوز"، وهو أستاذ في جامعة تكساس، قال: إن "الانتقال من اقتصاد قائم على النفط إلى شيء مختلف هو أمر في غاية الصعوبة، فالسعوديون يتحدثون عن هذا الأمر منذ عقود من الزمن".
وأضافت الوكالة أن الأمير محمد بن سلمان يقود أكبر هزة اقتصادية منذ تأسيس المملكة العربية السعودية في عام 1932، بالإجراءات التي تمثل تحولا جذريا لدولة مبنية على عائدات النفط.
ما هي "أرامكو"؟؟
"أرامكو"، وهي شركة النفط الوطنية المملوكة للمملكة العربية السعودية، تعتبر أكبر مصدر للنفط الخام وسوائل الغاز الطبيعي في العالم.
وتتمتع الشركة بأضخم بنية تحتية للنفط والغاز في الصناعة من حيث حجم الإنتاج وموثوقية التشغيل والتقدم التقني، إذ تنتج برميلا واحدا تقريبا من كل ثمانية براميل ينتجها العالم من الزيت.
وتحتفظ الشركة بأكبر طاقة إنتاجية احتياطية من النفط الخام في العالم، وهي طاقة جاهزة للاستخدام بغرض المحافظة على استقرار السوق النفطية في حال اضطراب الإمدادات.
وتتولى الشركة إدارة احتياطي مؤكد من النفط الخام التقليدي والمكثفات يبلغ نحو 261.1 بليون برميل، فيما بلغ متوسط الإنتاج اليومي من النفط الخام 9.54 مليون برميل في اليوم. كما تتولى الإشراف على احتياطيات من الغاز الطبيعي تبلغ 294 تريليون قدم مكعبة قياسية.
ويقع المقر الرئيسي للشركة في الظهران بالمملكة العربية السعودية. كما توجد شركات تابعة ومنتسبة لها داخل المملكة وفي الصين ومصر واليابان والهند وهولندا وكوريا وسنغافورة والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.