«إثيوبيان هيرالد»: النيل ليس هبة لمصر وحدها.. والسد لن يضر بمصالحها أو ينتقص من حصتها متابعات الصحف الإثيوبية بشأن سد النهضة والتوتر مع مصر بعد تحويل مجرى النيل الأزرق نهاية الشهر الماضى، طغت عليها صبغة تكاد تكون واحدة، فقد بدأت بالفصل بشكل واضح بين مخاطبتها حكومة الرئيس المنتمى إلى جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسى، واللغة التى يستخدمها لمخاطبة الشعب المصرى. صحيفة «ذى إثيوبيان هيرالد» قالت إن إدارة مرسى «تموت رعبا» من الاحتجاجات الضخمة المقرر لها فى 30 يونيو، بسبب فشله فى معالجة المسائل السياسية والاقتصادية فى الداخل. وتابعت: إنه لهذا يحاول مرسى التغطية على فشله باستخدامه قضية بناء سد النهضة على أنه قضية أمن قومى، بينما فى واقع الأمر يحمل السد نعما كثيرا للشعب المصرى، لكن مرسى يصوره على أنه نقمة لأشقائنا وشقيقاتنا فى مصر. وقالت الصحيفة إنه على رغم المحاولات الفاشلة من مرسى وإدارته لتصوير السد على أنه تهديد لمصر، فإن لجنة الخبراء الثلاثية التى تضم خبراء من إثيوبيا والسودان ومصر، قالت إن السد لا يمثل أى ضرر كبير على دول المصب. ودعت الصحيفة مرسى إلى الاعتراف بالفوائد التى سيجلبها السد على مصر وباقى دول الحوض، مؤكدة أن النيل ليس هبة لمصر فقط، ولو كان ذلك لنبع من مصر وانتهى فيها، ولكنه يعبر الحدود بين كل بلدان هذه المنطقة، ومن ثم فإن التعاون حسن النية بين دول الحوض سوف يجعل من النيل أداة أساسية للتنمية فيها وانتشال شعوبها من الفقر، ويجب أن ينتهى الساسة المصريون من استدعاء لغة الحرب والتحريض ضد إثيوبيا. الصحيفة نشرت كذلك قصيدة بعنوان «أهلا مصر!» للشاعر الإثيوبى منجيشا أمارى، دعا الساسة المصريين إلى إعادة النظر فى تهديداتهم لإثيوبيا، وأن يحافظوا على إثيوبيا، كأفضل صديق لبلادهم إلى الأبد، مؤكدا أن حصة مصر لن تتأثر بفعل سد النهضة وإنما ستعود فوائده على جميع دول حوض النيل. فى نفس الوقت، جدد السفير الإثيوبى فى الخرطوم أبادى زيمو التزام بلاده بالمضى قدما فى بناء سد النهضة لتوليد الطاقة الكهربائية. وقال فى مقابلة مع وسائل الإعلام السودانية إن السد ليس الهدف منه الإضرار بمصالح أى من دول المصب، خصوصا مصر والسودان. وقال إن بلاده زودت مصر والسودان بكثير من الوثائق والتفسيرات والدراسات التى تثبت أن المشروع لن يضر بمصالحهم. ونفى السفير أى دور لإسرائيل فى بناء السد للإضرار بمصالح مصر، مؤكدا أن إثيوبيا لا تتبنى أبدا مثل تلك السياسات التى تسعى للإضرار بمصالح الآخرين. وقال إن «المصريين ضحايا للشائعات المزيفة عن السد». أما مركز المعلومات الإثيوبى الأمريكى، الذى يتخذ من الولاياتالمتحدة مقرا له، ويسهم فيه معارضون إثيوبيون فى المنفى، فقال إن كلا من الحكومتين المصرية والإثيوبية «خاطفو ثورات» وكلاهما يلبس نفس القناع بسبب يأسهم من إخماد الغضب الشعبى تجاه سياساتهما. وتابع أن الحكومتين الإثيوبية والمصرية، تستخدمان قضية النيل لتحويل الانتباه بعيدا عن المعضلة التى تواجههما فى الحكم.