ألقى الدكتور أشرف الشيحي وزير التعليم العالي والبحث العلمي، اليوم الجمعة، كلمة مصر أمام الدورة 199 للمجلس التنفيذي لمنظمة التربية العلوم والثقافة التابعة للأمم المتحدة "اليونسكو" بالعاصمة الفرنسية باريس. وأكَّد الشيحي، في كلمته، أهمية حماية التراث الثقافي، ورؤية مصر لتحقيق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية والنمو الاقتصادي مع إعطاء أولوية خاصة للنهوض بالشباب، مشدِّدًا على الأولوية التي تحظى بها إفريقيا في ثوابت السياسة المصرية وعلى دعم مصر على مر التاريخ للقضية الفلسطينية. ووجَّه الوزير الشكر والتقدير إلى "المديرة العامة" على العرض المستفيض والتفصيلي الذي قدمته خلال الجلسة الافتتاحية للدورة، قائلاً: "يدفعنا ما تضمنه هذا العرض من نقاط إيجابية نحو تكثيف العمل لتعزيز دور اليونسكو من أجل تلبية احتياجات وتطلعات شعوب العالم لإرساء السلام والتعايش السلمي، ومواجهة التعصب والتطرف والإرهاب وتحقيق التنمية المستدامة". وأضاف: "كلنا أمل في أن نتمكن من التوصل للحلول الإيجابية والمبتكرة لمواجهة التحديات القائمة سواء كانت سياسية مثل تلك المرتبطة بحماية التراث الثقافي، أو موضوعية متصلة ببرامج تعاون اليونسكو مع الدول الأعضاء أو إجرائية متصلة بدراسة إصلاح الحوكمة أو مالية مرتبطة بالأزمة المالية التى تمر بها المنظمة". وتابع: "خلال عام ٢٠١٥ انتهت الأهداف الإنمائية للألفية وأهداف التعليم للجميع، وبدأ في يناير 2016 رسميًّا العمل على تنفيذ أهداف التنمية المستدامة لعام 2030 وقد سارعت مصر اتساقًا مع ذلك إلى بلورة رؤية مصر 2030، من أجل تحقيق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية، والنمو الاقتصادي المتوازن والشامل، مع إعطاء أولوية خاصة للنهوض بالشباب".
وأوضح: "مصر مؤمنة بأهمية الشباب في صياغة حاضرها وصناعة مستقبلها، وأعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي عام 2016 عام الشباب المصري، وأصدر في هذا الصدد حزمةً من القرارات لتفعيل دور الشباب ودعمهم سياسيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا وثقافيًّا، وإشراكهم في صناعة القرار والعمل على توفير فرص عمل لائقة لهم، بما يدعم من قدرتهم على مقاومة الفكر المتطرف". وأشار إلى أنَّ البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة جاء ليثبت جدية الدولة المصرية في تمكين الشباب من الإضطلاع بالمسؤولية خلال المرحلة المقبلة، وإنشاء قاعدة شبابية من الكفاءات القادرة على تولّي المسؤولية السياسية، والمجتمعية، والإدارية فى الدولة. واستطرد: "على التوازي، جاء مشروع "بنك المعرفة" الذي أطلقته مصر مؤخرًا ليمثل خطوة نحو بناء مجتمع متعلم ومتنور، عن طريق إتاحة كافة العلوم والمعارف الإنسانية بشكل ميسر ومجاني لكل مواطن، ونتطلع هنا إلى تكثيف التشاور مع اليونسكو فيما يمكن أن تقدمه من إسهامات إضافية لمصر في مشروعاتها الموجهة لدعم الشباب". ومضى يقول: "كما تعلمون جميعًا، فإنَّ الأولوية الإفريقية تُعد أحد ثوابت السياسة المصرية، وتعمل مصر من خلال رئاستها لرابطة تطوير التعليم في إفريقيا، بالإضافة إلى رئاسة اللجنة الفنية المتخصصة للتعليم والعلوم والتكنولوجيا للاتحاد الإفريقي، على تكثيف وتطوير أطر التعاون بالقارة، وزيادة مساهمتها ومشاركتها للدول الإفريقية بالإضافة إلى بلورة وصياغة السياسات الاستراتيجية الهادفة إلى إحداث نهضة شاملة في هذه المجالات".