حث وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، ونظيره الأمريكي جون كيري، أذربيجانوأرمينيا على الوقف الفوري للأعمال القتالية في إقليم قرة باغ الجبلية "ناجورني كارباخ". وذكر بيان لوزارة الخارجية الروسية، أن الوزيرين أعربا، في اتصال هاتفي، عن قلقها البالغ إزاء تصاعد الصراع في قرة باغ، ودعيا إلى "الوقف الفوري للأعمال القتالية". وأضاف البيان أنه تم الاتفاق على تكثيف جهود روسيا والولايات المتحدة وفرنسا كشركاء رئيسيين في مجموعة مينسك للمساعدة في تسوية النزاع في قرة باغ، مشيرا إلى أن لافروف وكيري استنكرا محاولات بعض "اللاعبين الخارجيين" تأجيج الأزمة في قرة باغ. وعلى الصعيد الميداني، ذكرت وزارة الدفاع الأذربيجانية أن وزير الدفاع الأذربيجاني سيعطي أوامر بقصف مدينة خانكندي، ومناطق قرة باغ بالمدفعية في حال لم توقف أرمينيا إطلاق النار، مشيرة إلى أن الجانب الأرميني يواصل قصفه للمناطق السكنية على خط التماس في قرة باغ. وكانت الوزارة أشارت، في بيان سابق، إلى أن القوات الأذربيجانية تمكنت، خلال الساعات الماضية، من تدمير 12 عربة مدرعة في منطقة النزاع. وبحسب البيان، فإن الجانب الأرميني تكبد ما يقارب 170 قتيلا في صفوف مقاتليه، وأكدت الوزارة أن "الجنود الأرمن يتركون مواقعهم القتالية متراجعين"، وأن وحدات الهندسة الأذربيجانية تعمل على تعزيز الخطوط الدفاعية بالمواقع الاستراتيجية من أجل السيطرة على مصادر النيران المضادة". من جانبها، أكدت وزارة الدفاع الأرمينية مقتل 5 من المتطوعين نتيجة قصف الجانب الأذربيجاني لحافلة كانوا يستقلونها. وأشار المتحدث باسم وزارة الدفاع في قرة باغ إلى أن "الجانب الأذربيجاني فقد أكثر من 300 جندي من مقاتليه منذ استئناف القتال في المنطقة، وتم تدمير 18 دبابة، ومدرعتين، كما تم إسقاط مروحيتين و 6 طائرات من دون طيار وتدمير معدات عسكرية أخرى". هذا وأجرى جو بايدن، نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن، اتصالا مع الرئيسين، الأذربيجاني والأرميني، داعيا إياهما إلى التهدئة وإلى وقف فوري للقتال في منطقة قرة باغ. وقال بايدن" قلت للرئيسين، الأذربيجاني علييف والأرميني ساركسيان، إن وضع حل سلمي للنزاع في قرة باغ سيساهم وبشكل كبير في الاستقرار الأمني للمنطقة وازدهار البلدين الجارين". وفي سياق ذي صلة، دعا وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، تركيا إلى وقف تدخلها في شؤون جيرانها، مؤكدا وجود أدلة على تورطها في دعم الإرهاب. ولكنه في الوقت نفسه قال إن موسكو لا تتهم أنقرة بتصعيد التوتر في قرة باغ، موضحا: "نحن لا نتهم أي جهة خارجية بأنها حفّزت هذا التصعيد الراهن للتوتر، ولا نتهم أنقرة". وشدد من جهة أخرى على أنه يستطيع التنويه بوجود محاولات لإفشال التسوية من قبل الجهات التي لا ترضيها أسس التسوية في قرة باغ. وأشار لافروف إلى أن هذه الأسس ثبتت من قبل روسيا وفرنسا والولايات المتحدة في وثائق كثيرة بما في ذلك الوثائق الموقعة من قبل رؤساء البلدان الثلاثة والتي تفترض تسوية نزاع قرة باغ بصورة سلمية سياسية حصرا. وأعرب الوزير الروسي عن أمله بأن تجد الدعوات لوقف إطلاق النار الصادرة عنه وعن وزير الدفاع الروسي والرئيس الروسي صدى في باكو ويريفان، وقال "عبّرنا عن قلقنا الجدي وأكدنا رسالة الرئيس الروسي حول ضرورة وقف انتهاك نظام وقف النار فورا، والامتناع عن وضع عراقيل أمام استئناف جهود الانتقال إلى التسوية السلمية للنزاع". واعتبر لافروف أنه من غير المجدي تغيير إطار مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي بشأن قرة باغ، لأن المجموعة حققت نتائج خلال السنوات العشر الأخيرة، وأي فكرة حول إخراج التسوية خارج إطار المجموعة ستستخدم بلا شك من قبل من يريد تعقيد التسوية إن لم يكن إفشالها.