أعلنت وزارة دفاع أذربيجان اليوم الاثنين أن الوضع على خط التماس في منطقة قرة باغ الجبلية (ناجورني كارباخ) متوتر، وتجري عمليات قتالية عنيفة. وأفاد المتحدث العسكري الأذربيجاني بأن معارك عنيفة جرت مساء الأحد أيضا على محور "أجديرينسك"، وأن "القوات المسلحة الأذربيجانية تسيطر على الوضع، كما تسيطر على الأراضي المحررة يوم السبت". من جانبها أعلنت وزارة دفاع جمهورية قرة باغ غير المعترف بها أن الجانب الأذربيجاني تابع ليلا قصف مواقع جيشها والقرى الأرمنية القريبة من خط التماس بالمدفعية والراجمات. وحسب الوزارة، فقد استخدم الجيش الأذربيجاني مدافع من عيار ١٥٢ مم وراجمات "جراد" ودبابات، بينما أفادت وزارة دفاع أذربيجان أن القوات الأرمينية قصفت المواقع الأذربيجانية بالراجمات ١٢١ مرة، كما أعلنت مقتل ٣ من جنودها خلال معارك الليلة الماضية، مؤكدة أن الجانب الأرميني تكبد خسائر فادحة. وذكرت تقارير إدارة الأممالمتحدة لتنسيق القضايا الإنسانية أن ٣٣ شخصا على الأقل قتلوا وأصيب أكثر من ٢٠٠ نتيجة تصاعد النزاع في قره باغ ليلة٢ أبريل الحالي، كما أفادت التقارير أن العمليات القتالية جرت بالقرب من بلدات "أدجيري" و"مارتوني" و"جادروت" حيث يعيش ١٤٤٠٠ نسمة. وتشير الأممالمتحدة إلى أن الجانبين أعلنا عدم حاجتهما إلى المساعدات الإنسانية الدولية. وكانت الخارجية الأرمينية قد ذكرت في وقت سابق من مساء الأحد، أن جيش الدفاع عن قرة باغ ينتظر من أذربيجان مقترحاتها حول التهدئة، مؤكدًا أن المفاوضات يجب أن تتم في سياق استعادة الوضع السابق. وشهد يوم الأحد استمرار تبادل إطلاق النار بين الجانبين الأرمني والأذربيجاني المتنازعين على أراضي منطقة "ناجورني كارباخ" أو قرة باغ الجبلية، في محيط مدينة مارداكيرت، ولم تظهر المعطيات وقوع أي إصابات أو سقوط ضحايا جراء القصف، ووقع هذا القصف بعد إعلان "باكو" عن قرار وقف إطلاق النار من جانب واحد. واتهمت وزارة دفاع أرمينيا الجانب الأذربيجاني باستئناف قصف مواقع جيش دفاع جمهورية قرة باغ منذ صباح الأحد، بالرغم من إعلان باكو وقف عملياتها القتالية، غير أن وزارة دفاع أذربيجان أعلنت عن توقف الأعمال القتالية في منطقة النزاع، نافية إعلان جمهورية قرة باغ حول تواصل الاشتباكات في شمال وجنوب شرق الإقليم. هذا وقد تأزَّم الوضع بشكل خطير في قره باغ ليلة الجمعة على السبت الماضيين، فيما تبادل الجانبان الاتهامات بالمسؤولية عن انتهاك الهدنة التي تم عقدها عام ١٩٩٤ بعد حرب بدأت عام ١٩٨٨ من أجل استقلال تلك المنطقة التي كانت تتمتع بالحكم الذاتي في إطار جمهورية أذربيجان السوفيتية آنذاك وكانت تسكنها أغلبية أرمينية. ودعا الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الطرفين إلى ضبط النفس ووقف أعمال العنف، في وقت أجرى فيه وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف اتصالات مع نظيريه الأرمني والأذربيجاني، داعيًا إياهما لوقف العنف في المنطقة. وتتواصل ردود الأفعال الدولية، وعلى رأسها الأممالمتحدة، بضرورة وقف العمليات القتالية في تلك المنطقة والعودة إلى طاولة المفاوضات، سواء في صيغة ثلاثية تضم روسياوأذربيجانوأرمينيا أو في صورة مجموعة مينسك التي تضم روسياوالولاياتالمتحدة وفرنسا. على صعيد متصل تعهد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بدعم أذربيجان، حليفة أنقرة "حتى النهاية" في نزاعها مع أرمينيا حول إقليم قرة باغ. ونقلت الرئاسة التركية عن أردوغان قوله أثناء زيارته إلى الولاياتالمتحدة: "نصلي من أجل انتصار أشقائنا الأذربيجانيين في هذه المعارك بأقل خسائر ممكنة"، مؤكدًا على أننا "سندعم أذربيجان حتى النهاية". وتعتبر تركيا، التي تربطها علاقات ثقافية ولغوية قوية مع أذربيجان، حليفة أساسية لباكو، ولا تقيم في المقابل علاقات مع أرمينيا بسبب الخلاف حول المجازر بحق الأرمن في ظل السلطنة العثمانية عام ١٠١٥ والتي تعتبرها يريفان "إبادة جماعية"، وهو ما ترفض أنقرة الاعتراف به. وحول ردود الأفعال الدولية، أعربت المفوضة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موجيريني عن قلقها البالغ إزاء تصعيد الوضع في قرة باغ، ودعت لوقف العمليات القتالية. وقالت موجيريني: إن "الأنباء عن القتال على امتداد خط التماس تثير قلقًا بالغًا، وأدعو كافة الأطراف لوقف العمليات القتالية فورًا والالتزام بالهدنة.. وعلى كافة الأطراف التحلي بضبط النفس والامتناع عن خطوات أو تصريحات من شأنها أن تؤدي إلى التصعيد". من جانبه، قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير: "يجب وقف كافة الأعمال القتالية في منطقة النزاع بإقليم قرة باغ"، مضيفًا "أدعو كافة الأطراف وقف كافة الأعمال القتالية فورًا، واحترام الهدنة". هذا وناقش الرؤساء المناوبون لمجموعة مينسك الخاصة بمشكلة قرة باغ والتابعة لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي موضوع استخدام القوة العسكرية في الإقليم، ودعوا إلى وقف العمليات القتالية فورًا. وأعرب المشاركون في اللقاء (روسياوالولاياتالمتحدة وفرنسا) عن قلقهم بخصوص الانتهاكات الواسعة لنظام وقف إطلاق النار، وعن أسفهم لسقوط قتلى بينهم مدنيون، وشجبوا بقوة استخدام السلاح في قرة باغ مؤخرًا.