انتهت أزمة دير الأنبا مكاريوس في وادي الريان بمحافظة الفيوم، اليوم الجمعة، بعد قبول عرض مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية والاستراتيجية، المهندس إبراهيم محلب، بحسب تصريحات صحفية للنائب البرلماني، عماد جاد، الذي قال إن «الأمر تم تسويته بعد جلسة استمرت أكثر من 6 ساعات بين نشطاء أقباط ورهبان الدير». أزمة ما يسمى ب«دير وادي الريان» بدأت منذ أكتوبر ٢٠١٥، بسبب اعتراض بعض الموجودين داخله على شق طريق "الفيوم - الواحات" مرورًا بالدير، لأن ذلك يتطلب هدم السور وجزء كبير من مبانيه المنحوته فى الصحراء، وهو ما نفذته أجهزة الدولة بالفعل، وتم اعتراضهم من قبل الرهبان والمقيمين بالدير، إلى أن تطور الأمر بإحراق أحد بلدوزرات الشركة المسؤولة عن المشروع. عن تفاصيل انتهاء الأزمة، تحدث رهبان الدير ل«التحرير»، وقالوا إن الاتفاق ينص على أن مساحة الأرض 13 ألف فدان، سيقام الدير على مساحة 3500 فدان منها، كما ستقام مزرعة على مساحة ألف فدان تابعة للدير أيضًا، بينما تُخصص المساحة الباقية كمحمية طبيعية، على أن يمر الطريق خلالها. أوضح الراهب رومان، إن بدء العمل في المشروع مرهون بقبول شروطهم التي عرضوها على الوفد الحكومي الذي زار الدير، وهى أن يتم تأمين أسواره، وعيون المياه والمزارع به، إلى جانب الإفراج عن الأب بولس المحتجز بالنيابة حاليًا بسبب معارضته لشق الطريق الجديد، مشيرًا إلى أنه من المفترض أن يتلقوا الرد غدًا السبت. وواصل :«إذا وافقوا على الشروط، سيتم إمضاء العقود، وبدء أعمال شق الطريق على الفور». أضاف راهب آخر - فضل عدم ذكر اسمه - أن وفد مجلس النواب تواصل مع رئيس الدير، اليشع المقاري، المتواجد حاليًا في ألمانيا، والذي تدخل لإنهاء الأزمة مع الرهبان المعترضين تليفونيًا. وقال إن المتواجدين حاليًا في الدير عددهم 149، بينهم 35 راهبًا، والباقين أخوة (طالبو الرهبنة)، بينما ذهب نحو 90 آخرين كانوا في الدير، إلى أديرة أخرى مع بداية الأزمة؛ لرفضهم الخوض فيها. وعن قول البابا تواضروس الثاني إن «هذا المكان ليس ديرًا، وهؤلاء ليسوا رهبانًا»، أوضح الراهب أن البابا لديه حق لأن هذا الدير لم ينه أوراقه الرسمية، وبالتالي غير معترف به ولا بالموجودين داخله. ويكمل :«لم ينه الدير أوراقه لأنه مُقام في محمية طبيعية، وبالتالي كان يعقد اتفاقًا مؤقتًا يجدد سنويًا مع وزارة البيئة ليستمر، لكن بعد اتفاق المشروع، من المفترض إصدار أوراق رسمية للدير من جانب رئيس لجنة شئون الأديرة، الأنبا دانيال، أسقف البحر الأحمر». يذكر أن في عام 1996 أُعيد تعمير منطقة وادي الريان على يد الراهب إليشع المقاري، وقام برسامة عدد من الرهبان منفردا، وكل ذلك تم دون الرجوع للمجمع المقدس المختص بالاعتراف بالأديرة، وقد وصل عدد التجمع الرهباني إلى حوالي 250 شخصا حتى العام الماضي. وفي ديسمبر 2012، وبعد أسبوعين فقط من تجليس الأنبا تواضروس بطريركا للكنيسة القبطية الأرذوكسية، حصل إلشيع المقاري على توقيع البابا ليكون مفوضا للتحدث باسم الدير الأثري في معاملاته مع الدولة.