يعتبر الفيزيائي الكبير إسحاق نيوتن، أحد أبرز رموز التاريخ العلمي على مر العصور لما له من إسهامات فارقة في مجال الفيزياء والرياضيات أرسى بها قواعد علمية سار عليها من جاءوا بعده وبنوا عليها اختراعات دفعت مسيرة العلم إلى الأمام، وكان من بين أبرز إسهامات نيوتن وضعه قوانين الحركة وقانون الجذب العام، كما أثبت أن حركة الجسام على الأرض وحركة الأجرام السماوية تخضع لنفس مبادئ الحركة والجاذبية. وعلى الرغم من أن نيوتن اشتهر باكتشافاته العظيمة في مجال الفيزياء إلا أنه تم الكشف مؤخرًا عن مخطوط يرجع إلى القرن السابع عشر مكتوب بخط يد نيوتن يوضح خطوات تحضير عنصر الزئبق الذي كان العلماء يعتقدون أنه يمكن تحويله إلى ذهب، ليأتي هذا الاكتشاف بعد مئات السنين من وفاة نيوتن ليغير من نظرة العالم له ويزيد من إعجابهم به. واشترت مؤسسة التراث الكيميائي الأمريكية الوثيقة، لفحصها وتبين أن الوثيقة كتبها نيوتن بخط يده واعتمدها كيميائي أمريكي، ما يعني أن نيوتن كان مهتمًا بالبحث في الكيمياء، إلى جانب أبحاثه الفيزيائية، إلا أنه لم ينسب اكتشافات مميزة في الكيمياء ولذلك لم يذكر اسمه بين كبار علمائها. ولد إسحق نيوتن في 25 ديسمبر عام 1642 في مقاطعة لينكونشير، بعد أن توفي والده بثلاثة أشهر وعانى من مشاكل صحية في بداية حياته إذ أن حجمه كان ضئيلًا للغاية عند مولده، ورغم احتياجه لرعاية والدته، التي كانت تدعى حنا إيسكوف، فقد تخلت عنه عندما بلغ سن الثالثة وتزوجت مرة أخرى ورحلت للعيش مع زوجها الجديد تاركة طفلها إسحاق في رعاية جدته، وكان ذلك سببا كافيًا لأن يكره زوج والدته بل أن ثمة مشاعر عدائية نمت لديه تجاه والدته ذاتها. غادر نيوتن منزل جدته للالتحاق بمدرسة الملك في جرانتهام، لكنه تركها ليعود لمسقط رأسه ويجد أن زوج أمه قد توفي، ورفض محاولات أمه لجعله يشتغل بالزراعة حيث كان يكره هذا المجال، وتدخل أحد معلمي المدرسة لإقناع والدته بعودته للتعليم، وبسبب تعرض نيوتن لمضايقات من الطلاب المشاغبين زادت مشاعر الانتقام لديه ما أسهم في تحفيزه على التفوق عليهم. وبعد حياة حافلة بالإنجازات والإسهامات العلمية الجليلة في الفيزياء والرياضيات توفي إسحق نيوتن في لندن يوم 20 مارس عام 1727، عن عمر ناهز 85 عامًا أثناء نومه، وتبين من فحص جثة نيوتن وجود آثار لعنصر الزئبق في شعره، رُجح أنها كانت بسبب تجاربه الكيميائية وهو ما قد يكون أصابه بالتسمم.