الحكومة ترفض الانتخابات المبكرة.. والأمن يلجأ إلى العنف من جديد فى أنقرةوإسطنبول «حتى الصبر له نهاية»، كان هذا تحذير رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان للمتظاهرين، يوم الأحد، وهو اليوم العاشر من الاحتجاجات ضد حكومته. وكان حديثه فى سلسلة من الخطابات لمؤيديه فى العاصمة أنقرة، وكذلك فى جنوب مدينة أضنة الساحلية، يحمل نبرة تحدٍّ، «كنا نتحلى بالصبر، وسنستمر، ولكن حتى الصبر له حدود!». كما لجأ أردوغان للحديث عن المؤامرات الخفية بالقول «انظروا إلى من يختبئ وراء المتظاهرين، ويسعى إلى ممارسة السياسة بهذا الشكل، يجب أولا أن يعرفوا ما السياسة؟ نحن لسنا من نسقط بسبب استفزازات فى الشوارع، لكن هم من سيسقطون». كانت الاحتجاجات قد بدأت فى الأساس للاعتراض على بناء مركز تجارى فى حديقة جيزى فى مدينة إسطنبول، ومع ذلك وصفها أردوغان بأنها أعمال تخريبية قائلا «كل ما فعلوه هو الدمار، أحرقوا المبانى العامة وسيارات». ودعا المعارضين له إلى الاحتكام إلى صناديق الاقتراع فى إشارة إلى الانتخابات المقررة بعد سبعة أشهر. ذكرت شبكة «سى إن إن» الإخبارية أنه منذ بدأت المظاهرات فى 31 مايو، قُتل اثنان من المحتجين. أحدهما فى حادثة سيارة فى إسطنبول، والآخر أطلق عليه الرصاص فى رأسه من قبل مجهولين فى أنطاكية، بالقرب من الحدود مع سوريا. وقال محافظ أضنة ل«سى إن إن» إن نقيب الشرطة قد توفى بعد سقوطه من أعلى جسر فى الأسبوع الماضى. وفى الوقت الذى كان يتحدث فيه أردوغان عن المؤامرات موجها حديثه إلى أنصاره فى مدينة أضنة وأنقرة، كانت قوات شرطة مكافحة الشغب مستمرة فى إطلاق الغاز المسيل للدموع على المحتجين، كما استخدمت المياه فى تفريق المتظاهرين. حيث كان عشرات الآلاف من المحتجين قد تجمعوا فى ميدان تقسيم مطالبين باستقالة الحكومة. وكان قد أغلق تماما محيط الميدان أمام حركة المرور كما قام المحتجون بتحصين الطرق المؤدية إليه بالحواجز. وفى الوقت نفسه، تزايدت حدة الاحتجاجات فى العاصمة أنقرة أيضا، حيث تجمع أكثر من خمسة آلاف من المحتجين فى ميدان كيزيلاى وسط المدينة، واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه لتفريق آلاف المتظاهرين. وذكرت شبكة «سكاى نيوز» الإخبارية أن شخصين على الأقل قد أصيبا فى الاشتباكات التى شهدها ميدان كيزيلاى. وقالت: واصلت الشرطة ملاحقة المتظاهرين الذين لجؤوا إلى الشوارع الجانبية المؤدية إلى الميدان. ومن جانبه قلل نائب رئيس الوزراء حسين سيليك بعد اجتماع بين مسؤولى حزب العدالة والتنمية من قيمة الاحتجاجات المعارضة لأردوغان، مضيفا أن الاحتجاجات «تحت السيطرة وتسير بشكل طبيعى». كما استبعد أيضا أى حديث عن الدعوة إلى إجراء انتخابات مبكرة لحل الأزمة. «لا يمكنك أن تقرر إجراء انتخابات مبكرة فقط، لأن الناس يسيرون فى الشوارع».