إختلفت قصص "التحرش" لكن تشابهت النتائج والتأثيرات على ضحاياه، فتيات كثيرة تعرضن للتحرش لكن أجبرهن لوم المجتمع على الصمت اختلفت قصص "التحرش" لكن تشابهت النتائج والتأثيرات على ضحاياه، فتيات كثيرة تعرضن للتحرش لكن أجبرهن لوم المجتمع على الصمت، سجنت الفتيات صرخاتهن وراء طوق "المجتمع وكلام الناس" حتى أصبحت نيران الغضب تكاد تقتلهن وتحرقهن. تحول الأمان "الأسري" بالنسبة لهن إلى سجن جحيم انتُهكت فيه كرامتهن وتحولت أحلامهن إلى سراب، فتيات شعرن بالخوف وفكرن في الانتحار وتلفيق قضايا لأنفسهن حتى يخرجن من سجن "أسرهن "، انعدم الأمان حول سماح، وتحول حنان الأب إلى نيران تحرق جسدها. سماح ربيع القلا، أو كما تحب أن يناديها الناس بسماح عبد الرحمن، تلك الفتاة التي تبلغ من العمر 26 عامًا والتي تُقيم بإحدى مدن محافظة كفرالشيخ، عاشت حياة مليئة بالانكسار وتجرعت مرارة القهر لمدة 11عامًا عاشتهم بعيدًا عن أسرتها بعد هروبها من جحيم "تحرش" والدها بها وسلبية والدتها كما تقول. معارك لسنوات تقول سماح "لم أشعر بالأمان منذ صغري بسبب تعمد والدي التحرش بي لكني وقتها كنت صغيرة لم أفهم نظراته ولا لمساته لأجزاء من جسدي لكنني كنت أتعمد الجلوس بجانب مدرستي حتى في أيام الإجازة حتى لا أكون فريسة لنظراته ولمساته التي أرعبتنى". تضيف سماح "كان بيحصل معارك بيني وبينه استمرت لسنوات وأنا بدافع عن نفسي وكنت بقاوم وبتكلم معاه وأعلمه الصلاة وأصلي معاه وأجيب له شرايط قرآن علشان يعرف ربنا ويعرف إني بنته ماينفعش يعمل معايا كده لكن بدون فايدة". وتستطرد سماح حديثها "سألت شيخ فقالي أسالي أمك يمكن تكون مقصرة معاه خوفت أروحلها أسألها لكن روحت لخالتي وقولتلها على اللي بيحصل وخالتي قالت لأمي لكنها كانت سلبية ومعملتش حاجة فإضطريت أروح أعمل محضر فيه بعدم التعرض ليا". محاضر وطب شرعي توضح قائلة "بعدت عن البيت وحد نصحني أروح مديرية أمن كفر الشيخ وفعلاً روحت بس فيه ظابط قابلني ولما حكيت له موضوعي حاول يحل ودي أول مرة ورجعني البيت بعد ما حلِّف أبويا على المصحف أنه مش هيلمسني تاني ولما رجعت البيت طلب من أمي أنها تربطنى بحبل علشان يولع فيا بعد ما قالي إنتي فضحتيني لكنه خاف من الشرطة علشان الظابط كان قاله إني هبعت حد يطمن عليها ولما عرف أني عملت فيه محضر طالبني أسامحه وخدني وخلاني أسحب المحضر وأنا صدقت وقولت هيرجع كويس". وتابعت "الضابط خدني وداني عند ناس وبعد ما أبويا عرف كتب محضر فيهم بأنهم خاطفني فمشيت، ونفس الظابط وداني عند ناس تانية لكني ماتحملتش بعد ما أحدهم طلب منى الزواج، وذهبت لوزارة الداخلية كي أُحرر محضرًا وأقابل الوزير لكني تراجعت وعندما تحدثت مع الظابط أرسلنى لوكيل النيابة ببلطيم وحكيت له قصتي وهو جاب لي شغل في مكان محترم ولما بعتو لأبويا في النيابة هرب علشان كدة عملولي محضر وعرضونى على الطب الشرعى رغم إنى قولت لهم إنى (سليمة)". مطاردة وفلوس تقول سماح "لما عرف إني اشتغلت في مكان كويس كان بيطاردنى وبيخد مني فلوس ولما حاولت آخد إخواتي وهما أطفال علشان أشغلهم معايا وأربيهم وأبعدهم عن الجو ده كان بيجيلي يخد فلوس علشان يسكت ويسيب الولاد وآخر مازهقت قولتله خد ولادك وكلمت رئيس مباحث بلطيم في ذلك الوقت قولتله إبعده عنى لكن معملش حاجة فاضطريت إنى ألفق قضية لنفسى علشان اروح السجن وأخلص من العذاب". بعد 11عامًا من الفراق مازالت سماح تُفكر في الانتقام من والدها وتطالب بإعدامه وبتغييراسمها من البطاقة حتى لا تنتسب إليه وتؤكد، "جبت مطواه وعورت نفسي وحطيت دم عليها وروحت مركز الشرطة وقولتلهم إنى قتلت واحد ورميته فى البحرعلشان يحبسونى واتخلص من القهر والكسرة وارتاح من الدنيا لكن محدش صدقني فاضطريت إنى أقول الحقيقة لكن اتسجلت عليا قضية "سلاح". 11عاماً من الفراق وتضيف "بعت فاكسات لمدير الأمن علشان استنجد بيه من جبروته وأنا بعد 11عامًا عانيت فيهم بكل أنواع العذاب لفيت على عدد من معظم محافظات مصر للهروب والبحث عن الأمان، وعشت بكلام الناس من أول ما مشيت مع إنى حافظت على نفسي ومتعودة على ظلم الناس". واستكملت قائلة "أنا عاوزة الراجل ده يتحبس وعاوزه أغير اسمي ومش عاوزة انتسب ليهم الأب والأم دول اللى بيحموا مش لقب بس هما عملوا عكس ده واتخلوا عن مسؤليتهم وربنا ما قلش كده، مش معترفة إنهم أبويا وأمى ودمى برئ منهم". واختتمت سماح حديثها قائلة "أنا بطالب مجلس النواب يعمل قانون يدافع فيه عن البنت وبلوم على القضاء أنه مش بينصر البنات المظلومين وأنا اتحملت 9 سنين علشان الناس متتكلمش عليهم لكن خلاص رغبة الانتقام واخذ حقى بتكبر جوايا وأنا طالبت إحدى نائبات البرلمان في كفرالشيخ إنها تتكلم في ده في المجلس لكنها رفضت خوفًا من الهجوم عليها". ووجهت رسالة لكل فتاة قائلة "متسكتيش عن حقك لو تعرضتي للتحرش أو الاغتصاب اشتروا نفسكم وآخرتكم حتى لو هتموتوا دا شرف ليكم".