استعرض الأمين العام لجامعة الدول العربية، الدكتور نبيل العربي، اليوم الخميس، تقريرا حول مجمل ما حققه خلال خمس سنوات من توليه منصبه، مؤكدا أن التحديات الراهنة تستدعي وقفة جادة ومراجعة شاملة للعمل العربي المشترك ودور الجامعة إزائها. قال العربي، في خطابه الأخير أمام مجلس الجامعة ، ضمن فعاليات افتتاح أعمال الدورة 145 لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، إن الجامعة هي انعكاس للصورة العربية، مشيرا إلى أن غياب الإرادة السياسية، هو المعوق الأساسي أمام الجامعة العربية لتقوم بدورها. استعرض العربي الجهود التي بذلت خلال الأعوام السابقة؛ لإصلاح الجامعة العربية، وتطوير العمل العربي المشترك، لافتًا إلى مشروع ميثاق الجامعة العربية، بعد إدخال تعديلات عديدة عليه، وكذلك النظام الأساسي لمجلس السلم والأمن العربي، ومحكمة العدل العربية، التي أصبحت جاهزة لإقرارها من مجلس الجامعة؛ تمهيدا لعرضها على القادة العرب. نوه العربي بقرار مجلس وزراء الخارجية العرب في سبتمبر 2014، حول صيانة الأمن القومي، وضرورة توافر المواجهة الشاملة لمكافحة الإرهاب والتصدي للتنظيمات المتطرفة، مشيرا إلى أن الجامعة العربية عملت على تفعيل قرار قمة شرم الشيخ بتشكيل القوة العربية المشتركة للقيام بالدور المنوط بها. وشدد العربي على أن التحديات الراهنة تحتم ضرورة تشكيل القوة العربية المشتركة للقيام بالدور المطلوب منها لصيانة الأمن القومي العربي. نبه إلى أن الأمة العربية أمام منعطف خطير يستلزم إعادة النظر في تحديث ميثاق الجامعة العربية لمواكبة التغيرات الحالية وتفعيل الاتفاقيات القائمة وتبني إجراءات نحو المستقبل، والعمل على مواكبة التطورات تماشيا مع المنظمات الإقليمية والدولية لتحقيق الأمن والسلم الدوليين، والعمل على ترتيب أولويات عمل الجامعة العربية في مختلف المجالات، والاستجابة للرغبة الشعبية للمشاركة في العملية السياسية وخلق آلية لتطوير العمل العربي الجماعي المشترك. استعرض العربي التحركات التي قامت بها الجامعة العربية من أجل حل الأزمات في سوريا وليبيا واليمن، وحشد الجهود من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكدا في هذا الإطار أهمية تفعيل المبادرة الفرنسية لعقد مؤتمر دولي للسلام لإنفاذ حل الدولتين. عبر عن دعم الجامعة العربية للجهود الدولية الرامية لاستئناف مفاوضات جنيف بين المعارضة والحكومة السورية، محذرًا من ترك الساحة الليبية مفتوحة لانتشار التنظيمات الإرهابية، وأكد دعم الجهود الساعية لتشكيل حكومة وفاق وطني، وأهمية توافر الدعم الإنساني لليبيين. شدد على أهمية دعم جهود الحل السياسي لللأزمة اليمنية، مبيّنًا رفضه التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية، كما أكد دعم الجامعة العربية للعراق في مواجهة الإرهاب. قال العربي: "إن مصلحتنا جميعا تكمن في تفعيل دور الجامعة العربية لتحقيق الأهداف التي أنشئت من أجلها"، مؤكدًا أنه قاوم بكل ما يملك من قوة التحديات الراهنة في أدق اللحظات التي تمر بها المنطقة العربية.