كتب - أحمد مطاوع يبدو من خلال تصريحات الرفض لمبادرة "صناعة البديل الحقيقي"، كجزء من اللجنة التحضيرية لتوحيد القوى الوطنية المدنية، التى أطلقها المرشح الرئاسى السابق حمدين صباحى، زعيم التيار الشعبى وحزب الكرامة، أن هناك حلقة مفقودة، إما فى فهم نوع المبادرة وأهدافها، أو مفاجأة التوقيت ذاته، أو ربما لعدم إعلان خطة واضحة لكيفية صناعة البديل المطروحة من قبله، أو غياب للثقة فى الطرح؛ وهو ما دفع شخصيات لها ثقلها السياسى إلى نقد المباردة، وكان أبرزهم الدكتور محمد أبو الغار رئيس الحزب المصرى الديمقراطى، الذى وصفها خلال حواره مع «التحرير»، أمس، ب"التهريج"، والمرشح الرئاسى الأسبق عمرو موسى حينما أكد خلال اتصال هاتفى ببرنامج "حصريًا مع ممتاز" على فضائية العاصمة، أمس، أنها "غير مناسبة". نستعرض أبرز النقاط التى ارتكزت عليها أسباب الرفض من قبل شخصيتين مؤثرتين بقيمة أبو الغار، وموسى، والرد الذى استبق به صباحى نفسه عليهم، خلال تصريحات خاصة لبرنامج "القاهرة اليوم" نقلها عمرو أديب. - اتفق الثنائى أبو الغار وموسى، على صعوبة وضع البلاد الحالى، "المضطرب" كما وصفه الأخير، و"الكارثى" بحسب تعبير الأول. - سيطرت فكرة الاستقرار على رؤية الثنائى، وإن اختلف تقييم الموقف وأسباب تكون الرؤى، أبو الغار رأى أن "الدولة لا تتحمل سقوط الرئيس الحالى عبد الفتاح السيسى"، فى حين عول موسى على "تطبيق الدستور واحترامه، وتفعيل دور البرلمان والسلطة التنفيذية، واستمرار الرئيس نفسه". - فى الوقت الذى شدد أبو الغار على انعدام الاختيارات المتاحة فى الوقت الحالى لطرح بديل، وأن أقصى الطموحات "الضغط على النظام من أجل إجراء تغييرات محددة"، رأى موسى أنه فى ظل حاجة المواطن الشديدة لاستشعار الإنجازات، هناك إمكانية لإنجازات السريعة، ومتوسطة المدى وبعيدة المدى، ويجب أن "نتحدث عن تشجيع وإنجاح مشروع الحكم القائم الآن، لا البدائل". - بدا أبو الغار متناقدًا مع موقفه تجاه المبادرة التى وجهها صباحى لجموع الشعب وتوحيد القوى السياسية لبناء بديل مدنى معارض، إذ أكد أن تجربة الحكم المدنى، تحتاج توحد كل القوى المدنية واتساعها بأن يكون الشعب المصرى طرفًا أصيلًا فى المعادلة. فى المقابل، كان موسى أكثر اتساقًا مع موقفه الذى وصف فيه مسار الدعوة بأنه "مختلف عن مسار المجتمع الأهلي والمدني"، وشدد على استقرار الدستور والحكم بشكله الحالى، مشيرًا إلى أن "الدستور ليس عصيًا على التعديل"، وأن البرلمان الذى اختاره الشعب بإرادته أمامه فرصه لإثبات جدارته بتلك المكانة. وفى الوقت الذى حكم عمرو موسى والدكتور محمد أبو الغار، على مبادرة صباحى ل"صنع بديل حقيقى"، بأن من شأنها التأثير على استقرار الدولة، وأنها تدعو إلى إنهاء حكم السياسى، سبق حمدين صباحى، وقطع الطريق على تلك التقيمات والتخوفات تجاه المبادرة التى أطلقها فى بيان عبر صفحته على موقع التواصل الاجتاماعى، بعدما قوبلت بهجوم إعلامى حاد من جانب المنابر الإعلامية المساندة للنظام القائم، وذلك عبر رسالة حملها للإعلامى عمرو أديب، ونقلها فى برنامجه، يوم الأحد الماضى. قال أديب، إن زعيم التيار الشعبي، حمدين صباحي، المرشح الرئاسي السابق، أبلغه أن بيان صناعة البديل الحقيقي، لم يُكتب بواسطته، إنما تمت كتابته بواسطة اللجنة التحضيرية لتوحيد القوى الوطنية المدنية التي أصدرته، مشددًا على أن "صباحي يقوم بدوره الوطني المحترم، فضلًا عن أنه جزء من 30 يونيو". وأكد أديب، أن صباحى أبلغه خلال اتصال تليفونى، ما نصه: "لا أنادى بانتخابات رئاسية مبكرة، وأرجوك يا عمرو وضح هذه النقطة للمشاهدين، فأنا لا أطلب أى تغيير أو أن يرحل الرئيس السيسى، ولكن أقول إنه آن الآوان لكى تتجمع القوى الديمقراطية".