ينتظر أهالى السويس مشروع مدينة "جبل الجلالة"، الحلم المنتظر، والذى بدأ يتحول إلى واقع، إذ من المفترض أن يتم تسليم أحد مشروعاته فى أبريل المقبل, وعلى الرغم من وجود العشرات من المشروعات الكبرى بالمحافظة فإن جبل الجلالة يمثل طفرة اقتصادية لأهالى المحافظة، حيث تضم مدينة الجلالة العالمية وجامعة الملك عبدالله ومنتجعًا سياحيًا يطل على خليج السويس، إضافة إلى طريق العين السخنة الزعفرانة، الذى يشق جبل الجلالة. يعمل بالمشروع حاليا 53 شركة مدنية, تحت إشراف الإدارة الهندسية للقوات المسلحة، بإجمالى عدد عمال يصل إلى 15 ألف عامل وفنى ومهندس, وتم اختيار المنطقة لتميزها بالثروات التى ستحقق التنمية، حيث يوجد به رخام، وسيساعد الطريق الذى سينشأ فى الجبل على سهولة نقل الخامات إلى المحاجر، نظرًا للطبيعة الجغرافية لموقع المشروع، فضلا عن هضبة الجلالة الواقعة غربى البحر الأحمر، التى يقابلها فى الجهة الشرقية وضمن الأراضى السعودية جبال الحجاز، يتكون الجبل من صخور أركية قديمة وتكثر به العروق المعدنية، وهضبة الجلالة الشمالية 1223 مترًا والجنوبية 1472 مترًا، وبينهما واد، ويتكونان من صخور جيرية.
ويتكون المشروع من عدة محاور أهمها مدينة الجلالة التى تقع أعلى الهضبة بين العين السخنة والزعفرانة على ارتفاع 700 متر من سطح البحر بمساحة 17 ألف فدان، تحتوى على مدينة طبية عالمية وأول قرية أوليمبية تقام عليها الألعاب الأوليمبية المختلفة ومناطق سكنية سياحية وأخرى لمحدودى الدخل ومناطق خدمية لقاطنى المدينة ومنتجع الجلالة السياحى على شاطئ خليج السويس, وسيتم إنشاء محطة تحلية بطاقة 150 ألف متر مكعب لخدمة المنتجع ومدينة الجلالة وأيضا الكهرباء اللازمة.
كما تضم المدينة جامعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، التى ستقام على مساحة 100 فدان تعمل وفق أحدث النظم العلمية، وستضم كليات متطورة يحتاج إليها المجتمع المصرى فى تخصصات غير نمطية وغير موجودة فى الجامعات المصرية الأخرى، وتشمل تخصصات الزراعة الحديثة وتكنولوجيا توليد الطاقة الشمسية والرياح وكليات التعدين والطب.
أما طريق العين السخنة الزعفرانة فيعد من أصعب المشروعات التى يتم تنفيذها نظرًا لوعورة المنطقة الجبلية، ذات الكتل الصخرية الشديدة التى يقام عليها المشروع، واستلزم الأمر القيام بعمليات نسف وتدمير لقطع الطريق من خلال معدات خاصة تم زرعها وسط الجبل، حيث يتم نسف ارتفاعات كبيرة 230 مترًا، أى ما يعادل ارتفاع 80 طابقًا فى برج سكنى، وعملية النسف تتم بدقة حتى لا يتم التأثير على البيئة الجيولوجية والاستفادة من الصخور التى تم نسفها فى أعمال الردم، خاصة أن هناك 120 مليون متر مكعب ناتجة عن أعمال الحفر والنسف.