أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى والرئيس نازاربايف تطابق وجهات نظر كل من مصر وكازاخستان، بما يسهم فى تعزيز التعاون متعدد الأطراف بين البلدين. كما أكدا أهمية الحوار وتنسيق الجهد لمعالجة المشاكل الملحة والإقليمية من خلال آليات المشاورات الثنائية، وفى إطار المنظمات الدولية والإقليمية. جاء ذلك فى البيان المشترك للرئيسين فى ختام زيارة الرئيس السيسى لجمهورية كازاخستان. خلال المحادثات ناقش الرئيسان نور سلطان نزارباييف وعبدالفتاح السيسى مجموعة واسعة من قضايا التعاون الثنائى فى المجالات السياسية والاقتصادية والإنسانية وكذلك القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. واتفق الجانبان على أن محادثات القمة التى عقدت فى أستانا والاتفاقيات التى تم التوصل إليها ستفتح فصلًا جديدًا فى تاريخ العلاقات الكازاخستانية المصرية، كما ستعطى دفعة قوية لتطوير التعاون التجارى والاقتصادى والاستثمارى بين البلدين. وأشار الجانبان إلى أهمية الحوار وتنسيق الجهود التى تهدف إلى معالجة المشاكل الملحة والإقليمية من خلال آليات المشاورات الثنائية، وكذلك فى إطار المنظمات الدولية والإقليمية، بما فى ذلك الأممالمتحدة ومنظمة التعاون الإسلامى، وجامعة الدول العربية ومؤتمر التفاعل وتدابير بناء الثقة فى آسيا وغيرها من المنظمات الدولية. وتعبيرًا عن التأييد لمبادرة رئيس كازاخستان نور سلطان نزارباييف لعقد مؤتمر زعماء الأديان العالمية والتقليدية باعتباره عاملًا هامًا فى تعزيز الحوار بين الأديان والحضارات فى العالم، أكدت مصر رغبتها فى الاستمرار فى المشاركة بنشاط وعلى أعلى مستوى فى هذه العملية. ويثمن الجانب المصرى مبادرة الرئيس نور سلطان نزارباييف رئيس جمهورية كازاخستان حول إنشاء المنظمة الإسلامية للأمن الغذائى، يكون مقرها فى أستانا، كما رحب الجانب الكازاخستانى بتوقيع جمهورية مصر العربية على ميثاق المنظمة الإسلامية للأمن الغذائى، واتفق الجانبان على التعاون الوثيق والدعم المتبادل فى إطار تلك المنظمة. وتعتزم جمهورية مصر العربية المشاركة بفعالية فى معرض (إكسبو2017) الذى سيعقد فى أستانا، حيث إن شعاره "طاقة المستقبل" الذى تم اختياره لمعرض إكسبو 2017 يهدف إلى تسليط الضوء على موضوع مصادر الطاقة البديلة، وهو ما يعد أمرًا بالغ الأهمية لمصر، ويتوافق أيضًا مع استراتيجيات حكومة جمهورية مصر العربية فى تشكيل مستقبل الطاقة فى البلاد. من جانبها، أعربت جمهورية كازاخستان عن استعدادها لدعم طلب مصر للحصول على وضعية شريك حوار فى منظمة شانغهاى للتعاون، بما يسهم فى تعزيز التعاون متعدد الأطراف بين البلدين. عرض الجانب الكازاخستانى رؤيته فى إنشاء منظمة للأمن والتنمية فى آسيا على أساس مؤتمر التفاعل وتدبير بناء الثقة فى آسيا، وأخذ الجانب المصرى علمًا بالمقترح الكازاخستانى. وناقش الجانبان أهم القضايا الدولية، وتطرقا لجميع القضايا الحيوية على جدول الأعمال الدولى المعاصر، ونظرًا لتشابه المواقف بين الدولتين، اتفق الجانبان على توطيد التعاون الوثيق فى قضايا مكافحة الإرهاب الدولى والتطرف الدينى وغيرها من القضايا الدولية الأخرى. اتفق الجانبان على أن دعوة الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى لتجديد الخطاب الدينى جاءت ردا على التهديدات المعاصرة التى تهدف إلى تشويه الصورة الحقيقية للدين الإسلامى الحنيف، وفى هذا السياق أعرب الجانب الكازاخستانى عن دعمه لجهود الحكومة المصرية والأزهر الشريف فى مكافحة التطرف الدينى والراديكالية وسعيه لنشر أفكار التسامح والجوهر السلمى للإسلام. وأكد الجانب المصرى التزامه القوى بمكافحة الإرهاب وتشجيع كل المبادرات التى طرحت لمكافحة الإرهاب بما فيها مبادرة الرئيس نور سلطان نازارباييف لإنشاء "تحالف الأممالمتحدة لمكافحة الإرهاب" استنادًا إلى مواثيق الأممالمتحدة ذات الصلة. وأعربت جمهورية كازاخستان عن امتنانها لجمهورية مصر العربية على تأييدها لقرار الأممالمتحدة بشأن اعتماد "الإعلان العالمى لبناء عالم خال من الأسلحة النووية"، بمبادرة من رئيس جمهورية كازاخستان نور سلطان نازارباييف فى عام 2010 فى واشنطن، ومن جانبها تدعم كازاخستان مبادرة القاهرة لإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية فى الشرق الأوسط. وأعربت مصر وكازاخستان عن أسفهما لفشل المؤتمر التاسع لمراجعة معاهدة حظر الانتشار النووى فى إصدار وثيقة ختامية على الرغم من جهود كل الأطراف فى هذا الشأن. كما أعربتا عن خيبة أملهما فى ضوء أن فشل المؤتمر أعاق التوصل لتوافق حول تدابير جديدة بشأن إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وكل أسلحة الدمار الشامل الأخرى، وهو الأمر الذى يمكن أن يقوض الجهود الرامية لتعزيز نظام عدم الانتشار ككل. وتشدد كل من مصر وكازاخستان على الحاجة الملحة لتنفيذ القرار حول الشرق الأوسط لعام 1995، الذى يعد أساس التمديد اللا نهائى لمعاهدة حظر الانتشار النووى. أولى الجانبان اهتمامًا خاصًا بقضايا التعاون التجارى والاقتصادى، واتفق الجانبان على ضرورة إعطاء دفعة جدية للتعاون فى هذا المجال، وتشجيع أنشطة مجلس الأعمال المشترك، الذى يهدف إلى تعزيز إقامة اتصالات فعالة بين رجال الأعمال فى البلدين، وفى هذا الصدد، يرحب الجانبان بعقد الاجتماع الرابع لمجلس الأعمال فى إطار الزيارة. رحبت كازاخستان برغبة مصر فى إبرام اتفاقية للتجارة الحرة مع الاتحاد الاقتصادى اليوروآسيوى، استنادًا إلى ثقتها فى أن اشتراك البلدين فى هياكل التكامل المختلفة سوف يفتح آفاقًا جديدة لتطوير التعاون التجارى والاقتصادى. واتفق الجانبان أيضًا على السعى نحو توقيع اتفاقية بين حكومتى البلدين حول تجنب الازدواج الضريبى ومنع التهرب الضريبى، فيما يتعلق بالضرائب على الدخل ورأس المال، وتبادل الجانبان وجهات النظر حول سبل تطوير التعاون فى مجال الفضاء. كما تبادل الجانبان وجهات النظر حول تعزيز التعاون فى مجال الأمن والدفاع، وتم تحديد المجالات الاقتصادية الواعدة التى يمكن التوصل إلى شراكة مفيدة للطرفين فيها، لتشمل الزراعة والصناعات الدوائية، والسياحة، والبنية التحتية، وصناعة المنسوجات، والأثاث ومواد البناء. ومن أجل تشجيع التدفق السياحى المتبادل والعلاقات التجارية اتفق الجانبان على العمل نحو استئناف رحلات الطيران المباشرة المنتظمة بين البلدين، كما توافق الطرفان حول ضرورة إعطاء دفعة جادة للتعاون فى المجال التجارى والاقتصادى وتشجيع نشاط مجلس الأعمال المشترك، الذى يساهم فى إقامة علاقات التعاون الفعالة بين رجال الأعمال لكلا البلدين. فى هذا الصدد، رحب الجانبان بعقد الجلسة الرابعة لمجلس الأعمال المشترك أثناء الزيارة. وأشار الجانبان إلى أهمية الحفاظ على الديناميكية الحالية للحوار الثقافى، وأكدا رغبتهما المتبادلة فى توسيع نطاقها بهدف تعزيز أواصر الصداقة بين الشعبين الشقيقين. واتفق الجانبان على التباحث حول إبرام اتفاقية بين حكومتى البلدين حول إنشاء المراكز الثقافية وتنظيم عملها ونشاطها فى كلا البلدين. وتم بحث سبل مواصلة تطوير "الجامعة المصرية للثقافة الإسلامية"، إضافة إلى الدعم الذى تقدمه مؤسسة الأزهر الرائدة فى التعليم الإسلامى والفكر الإسلامى المعتدل. واتفق الجانبان على تعزيز التعاون بين المؤسسات التعليمية والعلمية فى البلدين وتسهيل تبادل الطلاب والخبراء، بما فى ذلك عبر الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية التابعة لوزارة الخارجية المصرية. واتفق الجانبان على استمرار التنظيم المتبادل لأيام ثقافية فى البلدين، وأسبوع السينما، والمشاركة فى العديد من المهرجانات فى مجال الفن والفولكلور والفنون الشعبية، والمزيد من التوسع فى التوأمة بين المدن والمناطق الرئيسية والمحافظات فى كازاخستان ومصر. كما تم التأكيد على أهمية الانتهاء من أعمال الترميم فى مسجد السلطان بيبرس فى القاهرة، فشخصيته تشكل ارتباطًا تاريخيًا هامًا يعمل على ربط وتعميق أواصر الصداقة التى امتدت لعقود عديدة بين الشعبين الكازاخستانى والمصرى. ورحب الجانبان بإنشاء جمعية "الصداقة الكازاخستانية-المصرية"، التى تهدف إلى تعزيز وتطوير علاقات الصداقة بين البلدين، واتفق الجانبان على تقديم الدعم الكامل لأنشطتها. وأعرب الرئيس عبدالفتاح السيسى لنظيره الكازاخستانى الرئيس نور سلطان نزارباييف والشعب الكازاخستانى عن امتنانه لحسن الاستقبال والحفاوة التى حظى بها الوفد المصرى، كما أشاد فخامته بنتائج زيارته الرسمية الأولى إلى جمهورية كازاخستان. ووجه الرئيس عبدالفتاح السيسى الدعوة للرئيس نورسلطان نزارباييف لزيارة لمصر فى أقرب فرصة، وقبل الرئيس نورسلطان نزارباييف الدعوة، ووعد بتلبيتها فى القريب العاجل.