أحمد القويسنى: تحسين لوجه النظام وإبراء ذمتنا من أية اتهامات مساعد وزير الخارجية الأسبق: أحلم بالتحقيق فى إهانة أو وفاة أى مصرى فى الخارج عبد الرؤوف الريدى: لتهدئة الرأى العام الإيطالى عقب الحادث
استقبل اللواء السيد جاد الحق، مدير مصلحة الأمن العام، وفدًا من رجال الشرطة الإيطالى المكلف بمتابعة الإجراءات الأمنية التى تم اتخاذها لكشف ملابسات حادث مقتل الشاب الإيطالى جوليو ريجينى، وتم إطلاع الفريق على إجراءات التحقيق الخاصة بالحادث والجهود الأمنية التى بذلت منذ الإبلاغ بغيابه حتى تاريخ العثور على جثمانه، كما تم إطلاع الفريق الإيطالى على بنود خطة البحث، التى تم وضعها لكشف ظروف وملابسات الحادث. «التحرير» استطلعت آراء عدد من الدبلوماسيين، فى مسألة إرسال إيطاليا فريقًا أمنيًا للاطلاع على آخر مستجدات التحقيقات فى القضية، وتوضيح الدلالات السياسية المختلفة جراء التعاون بين البلدين. شفافية واحترام السفير أحمد القويسنى، مساعد وزير الخارجية الأسبق لشئون القنصلية والمصريين بالخارج، قال إن مصر قبلت هذا الأمر بإرسال فريق إيطالى، ولم تجبر على ذلك وكان بإمكانها أن ترفض، لكن العلاقات الدولية مثلما تبنى فى كثير من الأحيان على الصراع إلا أنها ينبغى أن يكون لها ظهير من التوافق والمصالح والسعى لإقامة علاقات طيبة. وأضاف القويسنى، أن إيطاليا شريك تجارى لمصر حيوى وهام، وتربطنا بها علاقات تاريخية طيبة، حيث كان يرسل إليها الوفود الكثيرة لدراسة الفنون، متسائلا: لماذا نرفض؟ إذا كان الجانب المصرى متأكدًا من أنه لم تكن هناك ممارسة أمنية عشوائية فى حادث مقتل ريجينى، لا سيما أنه كان ناشطًا سياسيًا، وله موقف مما يحدث فى مصر من أحداث، موضحًا أن مصر قبلت طلب الجانب الإيطالى حرصًا على إبراء ذمتها من أية اتهامات قيلت عن هذا الشأن، فبعض التلميحات تشى بوجود اتهام لأجهزة الأمن المصرية بالتورط فى الحادث، "بقبول مصر طلب الجانب الإيطالى المدعى نكون قد حققنا مبدأ الشفافية والاحترام". تحسين وجه النظام وأكد الدبلوماسى السابق أنه ليس لدينا ما نخفيه، وخطوة إشراك الفريق الأمنى الإيطالى فى التحقيقات وإطلاعهم عليها، تحسين لوجه النظام القائم، الذى يشاع عنه فى بعض وسائل الإعلام المحلية والأجنبية، عبر عدة مواقع وقنوات أجنبية أنه يطارد النشطاء السياسيين ويتعقبهم ويقمع الحريات وخلافه، وهى الصورة السائدة إعلاميًا وداخليًا. بما لا يمس هيبة الدولة وأشار القويسنى إلى أنه لا مانع وضرر من إطلاع الجانب الإيطالى على ملف التحقيق فى الواقعة، من حيث الإصابات التى وجدت بجسد المجنى عليه "ريجينى"، ويأتى متخصص فى الجوانب الفنية، ويتم إطلاعه على مستجدات التحقيقات، وتلبية طلباته بما لا يمس هيبة الدولة أو الأمن القومى بالبلاد، حيث إنه من الأوفق والأفضل أن يتم التعاون بين البلدين فى الحادث، فنحن لا نضمن رد الفعل الإيطالى إذا ما تم رفض التعاون معه، فقد يتم تداول القضية فى الاتحاد الأوروبى، فضلاً عن أنه من الوارد أن تحذر إيطاليا مواطنيها من السفر إلى مصر، ومن الممكن أن يؤدى ذلك إلى منع السفر إلى مصر من الأساس، موضحًا أن الجانب المصرى إذا استشعر أن طلب الجانب الإيطالى للمشاركة فى نتائج التحقيقات يحمل أهدافاً سياسية أو تشى بوجود بعض الاتهامات للجانب المصرى أو تجعلك عرضة للنيل الإعلامى من هيبة الدولة، ففى تلك الحالة يقابل طلب الدولة الأجنبية بالرفض. لعلنا نتعلم واختتم القويسنى قائلا «أرجو حين يتعرض مصرى لأى معاملة سيئة فى الخارج أو لا قدر الله يتعرض للوفاة جراء حادث سرقة أو نصب أو خلافه، أن نحرص على حقوقه، ونستخدم الأساليب الدبلوماسية، نتعلم الحرص على مواطنينا، وأن تتسم السلطات المصرية بالحرفية والشفافية والمهنية، وملف مصرع الشاب الإيطالى مهم جدًا علينا أن نحسن إدارته، فربما يتطور الأمر، وقد تفكر إيطاليا فى وضع قيود على إجراءات سفر مواطنيها إلى مصر، فى وقت تساعدنا فيه إيطاليا على رعاية مواطنينا وتقدم لنا العديد من المساعدات». وقال الدكتور عبد الرؤوف الريدى، السفير المصرى الأسبق فى واشنطن، والمندوب الدائم الأسبق فى الأممالمتحدة، "موضوع وفاة الشاب الإيطالى عامل قلق هناك، لذلك أرسلوا وفدًا للاطلاع على التحقيقات، لتهدئة الرأى العام هناك".