"أيه دا.. مش دي ست اللي بتترمى على الأرض؟ أجروا يا جدعان أمسكوا التوك توك ده".. يخرج عدد من أهالي العزبة على صوت الاستغاثة يجتمعون في لحظات على الطريق يمسكون بالتوك توك وبداخله شابين بعدما تمكن الثالث من الهرب, يعودون بهما إلى مكان الجثة التي سقطت من التوك توك مذبوحة تنزف دمًا والتراب يغطي ملابسها ممتزجًا بدمائها, يترحمون عليها وعلى طريقة قتلها, ثم أنهالوا ضربًا على الشابين, حتى فرقهتم سرينة سيارة الشرطة فأبتعدوا فاتحين لها طريق. رئيس المباحث ينزل إلى الشابين محاولًا إنقاذهما من "علقة موت" وتحفظ عليهما, وعلى التوك توك والمضبوطات وعلى الجثة حتى حضور النيابة, ثم يعود إلى قسم ثان شبرا الخيمة ومعه المتهمين ليستمع منهما لتفاصيل الجريمة. البداية في مكتب المقدم مصطفى لطفي، رئيس مباحث قسم ثان شبرا الخيمة، بدأ "عماد أ"، 30 سنة، سائق توك توك، يروي تفاصيل دوره في الجريمة: "يا باشا صاحبي كيرلس طلب مني أقف قدام مكتب بريد بهتيم وأسوق التوك توك، وعندما خرجت الست قال لي روح أقف قدامها علشان توصلها وأخدتها في التوك توك علشان أوصلها للبيت وفي الطريق غيرت اتجاهي ورحت عند عزبة أنور شعبان". ويضيف: "كان ورايا كيرلس وسامح في توك توك تاني وعند مطب صناعي قللت السرعة ونزلوا وركبوا جنب الست فصرخت حاولا كتم أنفاسها لكنها كانت تقاوم فقاموا بوضع رأسها تحت الكرسي لحد ما ماتت، وبعد كدا قام سامح راميها من التوك توك وأخد كل مجوهراتها وفلوسها والموبايل, لكن قبل ما نمشي شافنا الأهالي وطلعوا يجروا ورانا لحد ما مسكونا أنا وسامح وكيرلس هرب". المصور القاتل عند هذا الحد صمت عماد وأكمل "سامح أ"، 36 سنة، الحديث عن دوره في الجريمة: أنا مصور فوتوغرافيا وعايش في بهتيم , دايمًا في حالي وراضي بالقليل لحد لما عرض عليا كيرلس مبلغ كبير قلت منين قالي هنقوم بعملية صغيرة دوري فيها بسيط رحت معاه وركبنا توك توك, ومشينا ورا التوك اللي عماد كان راكبه وعند المطب نزلنا وركبنا التوك توك التاني وأخدنا ذهب الست وفلوسها لكنها صرخت فكتمنا نفسها وبعدين رميناها لكن الأهالي مسكونا". المتهم الرئيس هارب تجمعت خيوط الجريمة وأركانها أمام رئيس المباحث وبقى الجزء الأهم فيها وهو المتهم الرئيس والعقل المدبر لها، كيرلس, فتم تشكيل فريق بحث وتمكن رجال المباحث من خلال رصد الأماكن التي يتردد عليها، ويحتمل اختباؤه فيها، وفي أحد الأكمنة ألقى القبض عليه وتم اقتياده إلى القسم، ووقف أما رئيس المباحث يروي تفاصيل الجريمة منذ أن كانت فكرة حتى انتهت بجثة سيدة ملقاة على الأرض. كيرلس يعترف قال "كيرلس ر"، 30 سنة، سائق توك توك: "المجني عليها سبق واستقلت معه التوك توك من أمام مكتب بريد بهتيم محل عملها وخلال توصيلها لمحل سكنها بعزبة عثمان شاهدت كمية من المشغولات الذهبية تتحلى بها الموظفة، وبعد توصيلها جلست مع نفسي ووسوس الشيطان لي أن أحاول توصيلها مرة أخرى وأقوم بسرقة المشغولات، وكانت الخطة تحتاج لمساعدين لتنفيذها، ففكرت في صديقى عماد وسامح وجلست معهما وأقنعتهما بنجاح الخطة واقتسام حصيلة السرقة وقمنا بتنفيذها". تم تحرير محضر بأقوال المتهمين، وتم إحالتهم إلى النيابة العامة، وأمرت بحبسهم بعد أن وجهت إليهم تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد.