لم يكن وصول ثلاثة أفلام عربية للترشيحات النهائية لجائزة الأوسكار الأمريكية الشهيرة، هي السابقة الأولى من نوعها، فقبل تم ترشيح أفلام "ذيب" الأردني لجائزة أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية، وفيلمي "السلام عليك يا مريم" الفلسطيني، و"الصياد السيئ" العراقي لجائزة أفضل فيلم قصير. وكان هناك أفلام عربية أخرى سحرت العقول والقلوب واستطاعت أن تعبر عن الواقع العربي فاستحقت أن تصل للترشيحات النهائية لأهم جائزة سينمائية في العالم. وربما كانت الحفاوة الكبيرة التي قوبل بها فيلم "ذيب" للمخرج الأردني ناجي أبونوار مؤشرا قويا على أهميته، خاصة أنه شارك في العديد من المهرجانات الدولية والعربية المهمة، لكن ترشيحه لجائزة الأوسكار كأفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية كان التتويج الأهم في مسيرة هذا الفيلم الذي تدور أحداثه في صحراء الأردن، ويبدو أن أجواء الفيلم وعالمه الفريد كانا سببا مهما في وصوله إلى هذه المرحلة المهمة. وتضم قائمة الأفلام العربية التي وصلت لترشيحات الأوسكار النهائية مجموعة من الأفلام المهمة، التي تتمتع بلغة سينمائية عالية، بل توج بعضها بجوائز مهمة قبل أن تحصل على ختم الأوسكار الشهير، وفي مقدمة هذه الأفلام "تمبكتو" تحفة المخرج الموريتاني الشهير عبدالرحمن سيساكو، الذي سبق عرضه في مهرجان كان السينمائي العام الماضي وحاز على 7 من جوائز سيزار الفرنسية الشهيرة، وكان مسك هذه التتويجات ترشيحه للأوسكار حتى لو لم يحصل عليها. ويتناول فيلم "تمبكتو" قضية التطرف الديني في قرية صغيرة على حدود مالي اسمها "تمبكتو"، وشارك في بطولته ممثلون من مالي وموريتانيا والسنغال. وفي عام 2013 وصل الفيلم الفلسطيني "عمر" للمخرج هاني أبو أسعد للترشيحات النهائية لجائزة الأوسكار، وتدور أحداثه حول قصة حب بين شاب وفتاة في فلسطين رغم قسوة الاحتلال. ولنفس المخرج أيضا نالت فلسطين عام 2005 ترشيحا لأوسكار أفضل ناطق بلغة أجنبية عن فيلم "الجنة الآن"، الذي تدور أحداثه حول شابين يقرران تنفغيذ عملية استشهادية في الأراضي المحتلة لكنهما يتراجعان في اللحظة الأخيرة، ولم يفز الفيلم بالجائزة لكنه شارك في العديد من المهرجانات الدولية وحاز جائزة الجولدن جلوب. كما تضم القائمة العربية للأوسكار أيضا الفيلم الجزائري "خارج عن القانون" للمخرج رشيد بوشارب، الذي تم ترشيحه للجائزة عام 2010، وتدور أحداثه حول كفاح الشعب الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي. وفي عام 2014 كان لمصر نصيب من الترشح للأوسكار من خلال الفيلم التسجيلي "الميدان" للمخرجة جيهان نجيم، ويتناول الفيلم ثورة 25 يناير، والفساد الذي أدى لثورة الشعب المصري ضد نظام مبارك.