قال الخبير البحري الربان علي السماديسي، استشاري تشغيل الموانئ، إنَّ قطاع النقل البحري التابع لوزارة النقل والمواصلات أصبح جزر منعزلة بعد تولي الدكتور سعد الجيوشي مسؤولية وزارة النقل. وأضاف، في تصريحاتٍ ل"التحرير"، الاثنين: "الأيادي الخفية تقوده لتبحر به في بحار الفساد التي يهمين عليها جماعات المصالح من رجال الأعمال والإدارات العائلية وكبار الموظفين الذين يتنقلون بين أروقته كأنهم يلعبون لعبه الكراسي الموسيقية دون ضخ دماء جديدة في هذا القطاع المترهل والغارق في الفساد، ومعظم قياداته من الطاعنين في السن وكأنَّ هذا القطاع دار مسنين أو مقهى لأرباب المعاشات". أوضح أنَّه خلال الأيام الماضية صدرت بعض قرارات التعيين والندب لقيادات النقل البحري المتناثرة بين الوزارات والهيئات المختلفة وكلها تؤكد السير عكس اتجاه سير القيادة السياسية التي تنادي بالاستثمار والتنمية الاقتصادية وتفعيل دور الشباب في المرحلة المقبلة، وفق تعبيره. وأشار السماديسي إلى أنَّ أشرف سالمان وزير الاستثمار جدَّد لرئيس الشركة القابضة للنقل البحري والبري اللواء محمد يوسف الذي يتقلد هذا المنصب منذ 16 عامًا، على الرغم من المظاهرات اليومية من العاملين ضده والتى تطالب برحيله لكن دون جدوى، لافتًا إلى أنَّ التغيير شمل قيادات الشركات التابعة للقابضة للنقل، ومن أبرز التغيرات التي شهدتها الشركات التابعة إقالة اللواء علاء مأمون ندا رئيس شركة الإسكندرية لتداول الحاويات والبضائع وتولي نائبه اللواء ممدوح توفيق دراز رئيسًا للشركة خلفًا له، وتعيين اللواء علاء محمد أحمد إبراهيم نائبًا لرئيس الإسكندرية لتداول الحاويات وعضوًا منتدبًا لشؤون محطة حاويات الدخيلة، بعدما كان نائبًا لرئيس شركة بورسعيد لتداول الحاويات، وتمَّ تعيين اللواء محمد محمد الحسيني من القوات البحرية نائبًا بدلاً منه وتعيين اللواء فتحي طه محمد عطية رئيس هيئة ميناء الإسكندرية عضوًا بمجلس إدارة الشركة خلفًا للواء عبد القادر درويش الذي تولى منصب رئيس الهيئة الاقتصادية لمحور تنمية قناة السويس، وتعيين اللواء محمد عبد القادر جاب الله رئيسًا لشركة القناة للتوكيلات الملاحية وهو على المعاش منذ عامين تقريبًا، وكان يعمل رئيسًا لقطاع النقل البحري بالندب ورئيسًا لهيئة موانئ البحر الأحمر، وتعيين اللواء عزت خليفة عبد الهادي رئيسًا لشركة السويس للشحن والتفريغ، واللواء محمد عبد الرحمن نعمان نائبًا لرئيس الشركة العربية المتحدة للشحن والتفريغ. وأوضح: "الوزير الجيوشي أصدر قرارًا بتكليف اللواء بحري علاء مأمون ندا بمهام مستشار الوزير لشؤون النقل البحري لمدة عام وقد تمَّت إقالته من منصب رئيس شركة الإسكندرية لتداول الحاويات والبضائع والذي شغله لمدة خمس سنوات، وقرارًا بندب اللواء طارق غانم عبد المتعال الصعيدي رئيس الهيئة المصرية لسلامة الملاحة البحرية للعمل رئيسًا لقطاع النقل البحري بديوان عام وزارة النقل، وندب اللواء خالد سعيد زهران مستشار شؤون الموانئ والمنائر بقطاع النقل البحري للعمل رئيسًا لمجلس إدارة الهيئة المصرية لسلامة الملاحة البحرية لمدة عام، وندب اللواء بحري مدحت مصطفى عطية رئيس هيئة ميناء بورسعيد للعمل رئيسًا لمجلس إدارة هيئة ميناء الإسكندرية، وندب اللواء فتحي طه محمد عطية المكلف برئاسة مجلس إدارة هيئة ميناء الإسكندرية بعد بلوغ سن المعاش للعمل رئيسًا لهيئة ميناء بورسعيد، وندب اللواء المهندس محمد أحمد محمد الدقاق رئيس الإدارة المركزية للشؤون الهندسية بهيئة ميناء الإسكندرية للعمل نائبًا لرئيس مجلس إدارة الهيئة لمدة عام". وذكر السماديسي: "التغييرات الأخيرة بقطاع النقل البحرى أشبه بلعبة الكراسي الموسيقية لإقناع الرأي العام بأنَّ هناك تغييرات، فالأوساط البحرية العسكرية قلقة من ندب اللواء خالد زهران رئيسًا لهيئة السلامة لأنَّ ذلك لا يتماشى مع مبدأ الأقدمية في الرتب العسكرية فكما يطلقون أنَّ زهران لواء كارنيه بمعنى أنَّه لم يتقلد رتبة اللواء إلا بعد التقاعد لإصدار الكارنيه كنوع من التكريم ولاحتمال نشوب صراع بينه وبين اللواء عادل عمران نائب رئيس الهيئة الذي خدم برتبة اللواء كما أنَّه يشغل منصبه الحالي منذ أكثر من سنتين ومعين بقرار رئيس مجلس الوزراء ويدير أهم وأدق ملف بحري وهو التفتيش الإلزامي".