المهندس أكمل قرطام رئيس حزب المحافظين في أجرأ حوار: فلسفة حزب المحافظين سبقت ائتلاف دعم مصر.. والأجهزة الأمنية لا تتحكم في البرلمان لا أبحث عن مكاسب شخصية .. ولن أشارك في ائتلاف على شكل حزب مسيطر الانتخابات الداخلية ل"دعم مصر" خطأ فادح.. وستظهر نتائجه السلبية لاحقا أتمنى أن يشكل المستقلون كتلة برلمانية تحميهم وتحولهم إلى قوة لا يستهان بها سندعم المرشحين الأفضل لمناصب البرلمان ولو من خارج «دعم مصر» حوار: صلاح لبن رجل تحركه مبادئه، يتخذ قرارات مفاجئة، لكونه على قناعة بأهميتها، يرى أنه لابد من العمل على تحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي، وعدم النظر إلى المصالح الشخصية الضيقة، إنه المهندس أكمل قرطام، رئيس حزب المحافظين، وعضو مجلس النواب، يتحدث ل"التحرير" في السطور التالية عن أسباب انسحابه من اجتماع ائتلاف دعم مصر، ونظرته للمستقبل السياسي، ودور نواب مجلس النواب في المرحلة المقبلة، فإلى نص الحوار: ** بداية.. لماذا انسحبت من الانتخابات الداخلية لائتلاف «دعم مصر»؟ أريد التأكيد على أن الانتخابات الداخلية قرار خاطئ جدا، وأذكر الجميع بأن آخر شيء فعله حزب المحافظين وضع فلسفة الائتلاف وآلياته في وثيقة كاملة أرسلناها لأعضاء الائتلاف، وفي الحقيقة لم نستقبل ردا، ولذلك حزب المحافظين غير مسجل ضمن الائتلاف حتى الآن، ونحن مازلنا في انتظار الوثيقة. ومن ناحية المبدأ نتحدث عن هذا الائتلاف باعتبار أنه من الممكن أن يمثل أغلبية، ونرى أهمية في وجود أغلبية في البرلمان لديها القدرة على تحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي للبلاد من خلال تشريعات ورؤية نتوافق عليها، وبالتالي نريد أن نشارك في ائتلاف توافقي في سبيل تحقيق التنمية الاقتصادية بعد ذلك، ونرى أن دعم الدولة مهم جدا، باعتبار أن الدولة هي وجه العملة الآخر للحريات العامة والسياسية. ** وما الأشياء التي أزعجتكم من إجراء الائتلاف لانتخابات داخلية؟ * لأن الائتلاف يتم بالتوافق، ولا توجد سابقة في العالم المعاصر بل في العالم القديم تقول إن هناك ائتلاف يجري انتخابات داخلية، لأنه بذلك يتشبه بالأحزاب، وأرى أن فلسفتنا في حزب المحافظين سيصلها الائتلاف بعد فترة، حيث إن فلسفة "المحافظين" العمل على الاستقرار السياسي والاجتماعي من أجل التنمية الاقتصادية، وتحت هذا التعريف يأتي مشاريع قوانين وأجندة تشريعية وخلافه. ** ألا ترى أن قرارك الانسحاب من الانتخابات الداخلية مفاجئا؟ بالعكس، إذ أنني كنت خارج البلاد ووصلت بالأمس، وما فهمته أن هناك اجتماعا لاختيار مرشح الائتلاف على الرئاسة والوكالة، واعتبرت ذلك عملية انتخابية، وأرى أن العملية الانتخابية بين ائتلاف تخرجه من أطره، حيث أننا أرسلنا وثيقة نعرف فيها الائتلاف بأنه "توافقي"، وأخبرونا بأنهم وضعونا بعين الاعتبار، لكن لم نجد شيئا على أرض الواقع. وانسحابي من الانتخابات الداخلية هو مبدأ توافق مع قناعاتي، وأسجل في تاريخي أنني لم أشارك مع ائتلاف على شكل حزب مسيطر، لذلك رفضنا الانتخابات الداخلية. ** وماذا يعتزم حزب المحافظين فعله في أولى جلسات مجلس النواب؟ سننظر لمرشحي الائتلاف، وإذا وجدنا من هم أكفأ منهم بكل تأكيد لن نخون ضمائرنا، نحن لم نشارك في العملية الانتخابية وانسحبنا منها، أما مسألة انضمامنا للائتلاف من عدمه، فهو أمر يتوقف على ما ستؤول إليه الأمور مستقبلا. ** هل من المحتمل عدم مشاركة حزب المحافظين داخل ائتلاف «دعم مصر» ؟ بكل تأكيد، وقبل ذلك صرحت بعدم المشاركة في الائتلاف، عندما وضعوا وثيقة لم نتفق عليها، نحن نتحدث وفق مبادئنا، إذ أننا سنكون داخل الائتلاف طالما أنه يلبي الحد الأدنى لرؤيتنا، وذلك لضمان الاستقرار السياسي في مصر، من خلال التوافق على قوانين ومواقف. ولكن أريد التأكيد أننا سنتوافق على كل ما يدعم الاستقرار السياسي حتى إذا لم ننضم لهذا الائتلاف، لأننا نعمل من أجل النهوض بهذا البلد، ولا نبحث عن فوائد أو مكاسب من وراء الانضمام ل"دعم مصر". ولا يوجد في الحزب من يريد أن يرأس لجنة غير إيهاب الخولي، وأنا وقتي لا يسمح للتفرغ بأن أكون رئيسا للجنة أو حتى لوكالة البرلمان. ** هل تنتوي عدم الترشح لأي منصب في مجلس النواب؟ قلت لهم اليوم "دعونا نتوافق وأنا خارج طرح التوافق"، وأخبرتهم أنني لن أطرح اسمي نهائيا، لكنني أريد توضيح موقف الانسحاب من الانتخابات الداخلية لائتلاف "دعم مصر" أكثر، إذ أن الانتخابات من شأن الأحزاب، كما أنها تفرز غضاضة في النفس، وتصنع أكثر من "لوبي"، ونحن في غنى عن هذا الكلام، كما أنه لا توجد سوابق في أي أدبيات سياسية إجراء انتخابات داخل ائتلاف، وهو خطأ فادح ستظهر نتائجة بعد ذلك. ** ما ردك على من يرى أن البرلمان يتحكم فيه الأجهزة الأمنية.. وأنه سيكون برلمان "موافقة بالإجماع"؟ هذا الأمر غير صحيح، لا أحد سيسطر على أي نائب، وأؤكد أن النواب لا يخافون من أحد، وسيتخذون القرارات التي تمليها عليهم ضمائرهم، ولا أشعر بقلق من هذه المسألة نهائيا، نظرا لثقتي في جميع النواب. ** ما هي نصيحتك للنواب المستقلين؟ * أتمنى أن يتوحد المستقلون داخل كتلة واحدة، لأن هذا الأمر لصالح الشعب، وأنهم إذا اجتمعوا ستكون أكبر كتلة داخل البرلمان، وبعد ذلك عليهم أن يفكروا في أجندة تشريعية، وأن يختاروا رئيسا للهيئة البرلمانية حتى يمثلهم، فذلك سيمنحهم قوة لا يستهان بها. هل تتوقع وقوع مفاجآت في انتخابات مجلس النواب أم أن المسألة محسومة لصالح من يتوافق على ترشيحه ائتلاف "دعم مصر"؟ من الممكن حدوث مفاجآت، لأننا لا نضمن أن من تم الاتفاق عليه في الغرف المغلقة هو نفس القرار الذي سيتخذه النواب تحت قبة البرلمان، الانتخابات الداخلية للائتلاف كان شكلها غير مفهوم للناس، وبعض الأعضاء الجدد كانوا يعتقدون أنهم سينتخبون رئيس البرلمان والوكيلين، لكن ما حدث هو تسمية المرشح فقط، وكل ما أريد قوله إن ما توافق عليه مرشح في نهاية الأمر إما أن يفوز بالمقعد أو يخسر. ما هي تخوفاتك في الفترة المقبلة؟ من ضمن الأمور التي تقلقني أن اللائحة الداخلية تحت مسمى مجلس الشعب، بينما الدستور جاء على مجلس النواب، كأننا لا نمتلك لائحة داخلية، وإذا اعتبرنا أن مجلس الشعب هو مجلس النواب رغم أنه أمر غير جائز، سنجد أن هناك مواد في اللائحة تتعارض مع الدستور، ما يدفعنا إلى إبطالها. وما يقلقني أيضا السرعة في إقرار القوانين طبقا للمادة 156، بالإضافة إلى 138 قانونا التي يجب أن يتم توزيعهم على اللجان، لذلك نحن بحاجة في أول جلسة إلى أن يتم انتخاب الرئيس والوكيلين، وتسمية الأعضاء الذين دخلوا اللجان، ثم انتخاب رؤساء اللجان وهيئات المكتب، وبعد ذلك إحالة القوانين للجان طبقا للاختصاص، ثم تصدر اللجان تقاريرها للمناقشة في البرلمان، كل ذلك نريد الانتهاء منه قبل 25 يناير، وفيما عدا ذلك لا يوجد شيء يقلقني، لأنني على قناعة بأن جميع النواب سيتفقون في النهاية سواء داخل الائتلاف أو خارجه. هل استقر قرطام على الشخصية التي يدعمها لرئاسة البرلمان؟ أرى أن الدكتور علي عبد العال طرح جيد جدا من الائتلاف وهو شخص مناسب، لكن عندما يتم الترشح سأختار الأكفأ. ** في النهاية.. هل حزب المحافظين خارج ائتلاف "دعم مصر" حاليًا؟ من ناحية المبدأ نتفق على أن نكون داخل ائتلاف للأغلبية باسم "دعم مصر"، ونؤمن بضرورة وجود أغلبية تحقق الاستقرار، لكن حتى الآن لم أجد هذا الائتلاف كما أتصوره، وعندما تعرض الوثيقة النهائية للائتلاف إذا وجدناها مناسبة لحزب المحافظين سنشارك فيه، وإذا كانت مخالفة لن ننضم إليه.