عظماء سابقون مارسوا المهنة وكانت بالنسبة لهم حياة ومبادئ ومعظمهم كانوا أشهرهم سيد الحلو، وعمله كان تقديم الفقرات وترويض الأسود والنمور إلى أن أصبح كل حيوان دربه صديقه، إلى أن وقعت حادثة أودت بحياة سيد الحلو وكادت توقف هذا اللون من فن السيرك. في ذلك اليوم الأليم، عندما اقترب الأسد من صاحبه ليس لمعانقته ولكن لقتله، حيث فوجي الجمهور بانقضاض "الأسد سلطان" عليه من الخلف، فحدث هرج ومرج بين الجمهور، وأطلق الحراس الرصاص، وسالت دماء الاثنين الأسد وصاحبه ونقلا إلى المستشفى، مات المدرب وانتحر الأسد، وكانت هذه إحدى الفواجع في قصص تدريب الحيوانات غير الأليفة مهما بلغ ارتباطنا بها. وفي "التحرير" قررنا فتح الملف وسؤال مدربي الأسود، واخترنا منهم واحدة برعت في مجالها برغم صغر سنها، هي "أنوسة كوتة" أصغر مدربة أسود في الوطن العربي، وإلى نص الحوار: قدمي نفسك للجمهور ؟ اسمي أنوسة كوتة حفيدة محاسن الحلو ومن عائله لها باع طويل في تدريب الحيوانات المفترسة، وبدأ حب الأسود معى منذ الصغر، وكنت أبلغ من العمر ٦ سنوات، وكنت أجلس مع الأسود وألعب معهم وأفرح بمصاحبتهم، ولم أكن أعلم أنهم مفترسون، فكنت ألعب مع كلب وقطة على يساري وألعب بأسد على يميني. ما مراحل التدريب التى تمر بها الأسود داخل السيرك ؟ يبدأ الأسد بالتدريب بمكوثه شهري رضاعة مع أمه ثم أخذه إلى المنزل ونبدأ تكوين علاقة معه عبر اللعب والطعام، ولا يجب أن يُترك وحيدًا فدائمًا مدربه بجواره، ثم يوخذ إلى السيرك ويتعلم بعضًا من الحركات والتدريبات التي سيؤديها أمام الجمهور بأمر المدرب. ما أخطر المواقف التى واجهتك.. وكيف يمكن تجنب ما حدث مع "محاسن الحلو" ؟ كانت حادثة عرضية مرت بها جدتي محاسن عندمها هاجمها أسد من أسود السيرك، ولكن هذا لا يحدث في كل الأحوال، لا أريد أن أتحدث عن هذا لأنه وضع مخيف، فمن الممكن وفي أي وقت أن نهاجم من الأسود وأنا لا أعتبر أن مهنتي "سهلة"، بل بالعكس هناك الكثير من الخطورة فيها، وبالمناسبة ليست القوة الجسمانية للمدرب هي الفيصل، فأنا لا أملك قوة ولكني أتعامل معها بالعقل، فأنا أحب الأسود وأحب التعامل معها، وقرأت فكرها الذى يعتمد على الثواب والعقاب و"اللحمة" إذا نفذ ما أمرته به. هل سافرتي خارج البلد لتقديم عروض للسيرك؟ نعم الأول في القاهرة، قدمنا عروض سيرك كثيرة جدًّا بالداخل، ثم تطور الأمر وخلال ال٦ أشهر المقبلة، سيتم عمل سيرك في محافظات الصعيد وبحري أيضًا، أما عن الخارج فقد أقمنا معارض كثيرة أهمها في دول أوروبا الشرقية وألمانيا. لأى فئة عمرية ينتمى جمهورك ؟ الأطفال، وهم من يأتون بأسرهم إلى السيرك، لذلك فحب الأسود للأطفال أكثر من أى فئة عمرية أخرى وتكون سعيدة بسعادتهم.