الكتاب يشبه أطلسًا شعريًّا يضم عددًا كبيرًا من سير أبرز شعراء العرب القدامى والمحدثين العدد 92 من «كتاب العربى» صدر تحت عنوان «ويسهر الخلق»، ويضم سيرا ومختارات من الشعراء العرب، وهو نتاج مادة زاوية ثابتة تقدمها الشاعرة سعدية مفرح فى «العربى» منذ عام 2006. يبدو الكتاب مثل أطلس شعرى صغير، يضم عددا كبيرا من سير أبرز شعراء العرب القدامى والمحدثين، متبوعة بنماذج من قصائدهم، مما يجعل للكتاب نكهة شعرية خالصة ومميزة، فالكتاب الذى يبدأ بسيرة المتنبى «الشاعر الأكثر خلودا فى تاريخ أمة قدر لها أن تكون أمة للشعر واللغة»، على ما تقول مفرح فى تقديمها له، يوالى تقديم سير فحول آخرين، من فحول الشعر العربى، وبينهم مثلا «أحمد شوقى.. أمير القوافى وخادمها»، وابن زيدون الأندلسى، وجبران خليل جبران، وأبو العلاء المعرى، وعمر بن الفارض، سلطان العاشقين، وفهد العسكر.. شاعر اليقين فى زمن الشك، والبردونى، آخر الشعراء العرب الكلاسيكيين، كما تصفه سعدية، والبوصيرى وحافظ إبراهيم وأبو القاسم الشابى، وعمر بن أبى ربيعة، والجواهرى «شاعر العرب»، كما تقول عنه سعدية مفرح، وبشار بن برد، وغيرهم. إذ يضم الكتاب تعريفا بثلاثين شاعرا عربيا من بين 86 شاعرا كانت مفرح قدمتهم ومختارات من أشعارهم فى مجلة «العربى» وحتى الآن. ويشير رئيس تحرير «العربى» الدكتور سليمان العسكرى، فى المقدمة إلى أن الكتاب هو جزء من أجزاء أخرى من هذه السلسلة سيتوالى تقديمها لاحقا، قائلا: «نلفت إلى أن هذه المجموعة الأولى التى تضمها دفتا هذا الكتاب ستتبعها، مجموعات تالية أخرى، بقدر تجدد وتوالى إنتاج الشاعرة سعدية مفرح، التى تخطو بكل ثقة وتمهل فى إخصاب بقاع بستان حياتها الأدبية المثمرة». الحديقة الشعرية التى تقدمها سعدية مفرح تبتغى تجديد علاقة الألفة بين القارئ العربى وبين الشعر العربى استنادا إلى شخصيات منتجيه. وارتكزت عملية تجديد هذه العلاقة فى منهج الكتاب على تجاوز التصنيفات والفواصل الزمانية والمكانية المعهودة فى الدراسات الأكاديمية، كما تبتعد السلسلة أيضا، وفقا للعسكرى، عن تصنيف الشعراء وفق ترسيمات الحدود المكانية سواء إلى مشرق ومغرب أو شام ويمن أو إلى بدو وحضر، فقد كان المرتكز هو إبراز الإنسان الشخص نفسه بطريقة لا تحشره داخل القوالب التحقيبية والأكاديمية المعهودة سابقة التجهيز. لذلك فإن سعدية مفرح كانت تتبادل تقديم شاعر من شعراء العرب القدامى، من فحول الشعر كما يُعرفون ويطلق عليهم فى المدونات اللغوية والشعرية العربية، ثم تتبعه بشاعر معاصر من نجوم القصيدة المعاصرة، مما يقدم للقارئ ما يشبه بانوراما شعرية تخترق حدود الزمن. فى تقديم الكتاب تقول سعدية مفرح: «لا شىء قادرا على تقديم شاعر أو التعريف به أكثر من شعره».