كتب طاهر الحساني: مر نحو أكثر من 40 عامًا على افتتاح متحف الأقصر للفن المصري القديم الآثري، الذي يضم مجموعة من المقتنيات الآثرية في عام 1975 ، ثم تم تطويره بافتتاح امتداد له وقاعات إضافية عام 2004 ليشتمل على مجموعة من القطع الفرعونية الهامة التي يتردد عليها الزوار من كافة أنحاء العالم. متحف الأقصر الأعلى إعجابًا في الشرق الأوسط رغم الركود السياحي تقول سناء علي، مدير متاحف مصر العليا، إن متحف الأقصر لقى معارضة كبيرة خلال فترة إنشائه منذ 40 عامًا، لما أشار إليه بعض الآثريين عن كيفية وجود متحف داخل مدينة تعتبر متحفًا مفتوحًا يضم أكثر من 600 مزار سياحي، ولكن اعتماد المتحف على الفن المصري القديم بجميع عصوره جعله من أهم المتحاف المصرية، حيث أن القطع الآثرية الموجودة بداخلة لها رسائل معينة وتعتبر وجبة دسمة للدارسين، وفاكهة لمحبي التاريخ الفرعوني، ويأتي إليه الكثير من السياح من جميع أنحاء العالم وحصل على أعلى نسبة إعجاب في الشرق الأوسط، من إخلال استبيان سنوي تقوم به إحدى الشركات السياحية العالمية. أهم ما يحتويه المتحف من قطع آثرية لمختلف العصور ويضم المتحف مجموعة من القطع الآثرية أهمها جزء من تمثال للملك أمنحتب الثالث، يمثل الرأس وعليه تاج الوجه القبلي وتظهر الحية المقدسة في أعلى الجبهة، و رأس البقرة حتحور، ذات الوجه المذهب والعينان المطعمتان باللازورد، و تمثال للإله آمون بملامح توت عنخ آمون، و رأس تمثال ملكي لسنوسرت الثالث، و تمثال للملك تحتمس الثالث، و تمثال مزدوج يمثل الإله سوبك برأس تمساح، وجسم آدمي جالسًا على مقعد له مسند للظهر وعلى يساره تمثال لملك واقف ربما أمنحتب الثالث، و تابوت بهيئة آدمية لأحد كهنة الإله مونت، و الجزء العلوي من تمثال الملك إخناتون، و تمثال للملك تحتمس الثالث يمثله جالسًا على كرسي بحجم أكبر قليلاً من الحجم الطبيعي، و مومياء رمسيس الأول والتي اُستردت من الولاياتالمتحدةالأمريكية، و مومياء أحمس الأول من مجموعة مومياوات المتحف المصري، إضافة إلى قاعة الخبئية الذي تضم تمثال كامل للملك «أمنحتب الثالث»، و تمثال مزدوج للإله «آمون» والإلهة «موت» جالسان على كرسي بمسند مرتفع، و تمثال مزدوج يمثل «آمون» جالس على كرسي وأمامه الملك «حور» محب واقفًا.
مقتنيات توت عنخ آمون داخل المتحف كما يضم المتحف معرضًا عن بعض مقتنيات مقبرة الملك توت عنخ آمون، تتضمن: نموذج لمركب جنائزي بالصاري، و زوج صندل، كرسي من البوص، و 63 «وريدة» من البرونز عليها رقائق ذهبية، و 162 فاقدة أجزاء من الرقائق الذهبية، و 90 فاقدة التذهيب تمامًا مُضاف إليها مجموعة من الرقائق المفتتة، و تمثال «أوشابتي» مُغطى برقائق ذهبية، وخنجر وجراب للملك أحمس الأول. كارثة تهدد بانخفاض الزوار على المتحف وبسؤال مديرة المتحف عن حقيقة نقل مقتنيات الملك توت عنخ آمون من المتحف، أكدت وجود خطة للمتحف المصري الكبير الذي ينشأ حاليًا وتتضمن فكرته جمع المقتنيات الآثرية للملك «توت» كاملة ضمن ما يحتويه المتحف من آثار بالقرب من الأهرامات، مما يعد تهديدًا للمتحف، حيث أن هذه المقتنيات تلقى نافذة ثقافية على مقبرة "توت عنخ آمون" من خلالها يتعرف الزائر على حياته، فنقلها سينقص التسلسل التاريخي الذي تحتوي عليه المعروضات داخل المتحف التي لا بد أن تحتوي عليه، إضافة إلى عدم وجود بدائل لتلك القطع. نقل مقتنيات الملك كارثة تهدد السياحة الثقافية للأقصر وأشارت إلى أن فكرة نقل مقتنيات توت عنخ آمون، بدأت منذ القيام بإنشاء المتحف الكبير الذي من المقرر افتتاحه خلال عام 2018 بالقرب من الأهرامات، ولكنها رفضت سابقًا لعدم تهميش متحف الأقصر، ولكن كلما جاء موعد الافتتاح نجد هناك جدية في أمر نقلها مما يثير المخاوف لدينا. وأوضحت إكرام حجاج، مرشدة سياحية أن فكرة نقل مقتنيات الملك توت عنخ آمون من متحف الأقصر ووضعه في متحف آخر خارج المحافظة، يعد كارثة كبرى وضربة موجعة خاصة للسياحة الثقافية للأقصر، بعد الركود التي تمر به المحافظة، مشيرة إلى أن مقبرة الملك لا يستطع الكثيرين زيارتها؛ لغلاء سعر تذكرة الدخول على المصريين والأجانب، فيقوم السياح بزيارة المتحف للاطلاع على مقتنياته المتواجدة بالداخل فهى مقصد لغالبية الزوار الذين يأتون خصيصًا لها، للاطلاع على تاريخ الملك، مما يصيب المتحف والأقصر بحالة من الركود إذا نقلت هذه المقتنيات، متسائلة: «ما الجدوى من زيارة محبي "الملك" للأقصر بعد معرفة الكثير عنه بزيارتهم للمتحف الكبير في القاهرة؟».