تراث يتمسك به أهل صعيد مصر منذ قديم الأزل، حاضر في لحظات الفرح والغضب، فيه معاني الفروسية والقوة والحكمة والصبر، أنه كما يطلق عليه أهل الصعيد "لعبة التحطيب". ويمثل الموالد، وخاصة مولد النبوي الشريف مناسبات ل"التحطيب" وسط جمهور غفير، فتعقد المبارزات بالقرب من مقامات الأولياء في قرى ونجوع بمحافظات الصعيد وخاصةً في محافظة قنا. "التحطيب" مبارزة بالعصا على أنغام المزمار بين شخصين، ويسعى كل منهما إلى إسقاط عصا الآخر، ثم تبدأ أنغام المزمار في زف الفائز، فيما يصفق المشجعون الذين يحيطون المبارزين من كل جانب، ويأتون بلاعب آخر حتي يبارز الفائز. التحطيب لعبة مولع بها العديد من مريدين الموالد ومقامات الأولياء والقديسين في الصعيد، وهي فرعونية في الأساس، ولها العديد من القواعد المعروفة، ولا يلعبها سوى من يعرف قواعدها حتى لا يسخر منه المشجعون العالمين بها جيدًا. "التحرير" رصدت لعبة "التحطيب" في محافظة قنا، فطوال 100 مولد، أشهرها موالد السيد عبد الرحيم القنائي، والسيد في قرية أولاد نجم وجلال الكندي بمركز دشنا، يجتمع المبارزون في مواجهات ثنائية لا تعادل فيها. وقال الباحث محمود الدسوقي، أن المعابد الأثرية منقوش عليها رسومات للمصريين القدماء، ويظهرون وهم يتبارون باستخدام عصيان، بنفس الطريقة التي يتبارز بها الصعايدة الآن، وتوضح الكتابة بالمعابد قواعد وقوانين اللعبة. وذكر أن العرب أضافوا العديد من القواعد ل"التحطيب" القرن الماضي، منوهًا بأن التحطيب أحد أهم عناصر ثقافة الصعيد، وأشار إلى أن "التحطيب" لها قواعدها معروفة في اللعب، ولابد أن يلم ممارس تلك اللعبة بكافة قواعدها.