عذبوني وعلقوني بالمقلوب وغطوا عيني وأدليت باعتراف كاذب وقضيت 2950 يوم بسلة قمامة "انظر للمستقبل وعد لحياتك الطبيعية".. هكذا خاطب عزام عزام، الجاسوس الإسرائيلي الذي أفرجت عنه القاهرة قبل سنوات، الجاسوس الآخر عودة ترابين والذي أطلقت القاهرة سراحه أمس ضمن صفقة لتبادل الأسرى، وفي مقابلة له مع موقع "والا" الإخباري العبري، تذكر عزام ال8 سنوات التي قضاها في سجنه قائلاً: "المصريون لا يعاملون المعتقل كما لو كان إنسانًا، يتوقعون أن تكون شاكرًا أنك ما زلت تتنفس، أنك تحصل على كوب ماء". وأضاف "عزام"، "كنت أتابع حالة ترابين، وأذكر أنني خلال لقاء مع وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق سيلفان شالوم، طالبت بإطلاق سراحه بشكل سريع"، واصفًا عودة بأنه "ولد برئ كان مسافرًا لزيارة شقيقته في مصر، وخلال زيارته لها، قام شخص ما بالتبليغ عنه واتهامه بالتجسس، وألقي في السجن 15 عامًا، ولفقوا له تهمة". وقال "سلمان والد ترابين لا يزال مطلوبًا في مصر، ويريدون تقديمه للمحاكمة، ولقد سألت سلمان يومًا لماذا لم يستعينوا بأعضاء الكنيست العرب للعمل من أجل عودة ابنهم، فقال لي ببساطة: إنهم "لا يرغبون". وأوضح "في اللحظة التي عدت فيها لإسرائيل، شعرت أن حياتي بدأت مجددًا، عدت إلى الدولة التي تهتم بمواطنيها"، متحدثًا عن فترة سجنه بقوله "في الأسبوع الأول، قاموا بتعذيبي بشكل شديد القسوة، إنني أشعر بقشعريرة عندما أفكر في هذا، في الأيام الصعبة بحياتي". وتابع "لقد علقوني بشكل مقلوب وتم تغطية عيني، حتى أدليت باعتراف، والآن أقول هذا الاعتراف غير صحيح، أنا لم أتجسس، هذا لم يحدث أبدًا، خطأي أنني اعتمدت على السلام بين القاهرة وتل أبيب، وفي النهاية لفقوا لي تهمة، لفقوا لشخص برئ تهمة، ودفعت 2950 يوم من عمري في سلة قمامة". واختتم قائلًا "المصريون لم يهتموا أنني مسلم درزي ولست يهوديًا، عندما تكون إسرائيليًا داخل معتقلاتهم لا يختلف الأمر إذا كنت من الأقليات أو يهوديًا، الأمر له أيضًا مزايا وعيوب، الجيد أن دولة كاملة تقف من ورائك، وفي المقابل، ينظرون إليك يوميًا بارتياب، في أعين المصريين كل إسرائيلي هو جاسوس".