كشفت الاتحاد الدولي للنقل الجوي عن تراجع أرباح النقل الجوي في الشرق الأوسط خلال العام 2015 ، لتهبط من توقعات سابقة بأن تصل إلى 1.8 مليار دولار لتحقق 1.4 مليار دولار فقط، فيما حققت صناعة النقل الجوي أرباحًا خيالية وصلت إلى 33 مليار دولار بهامش ربح 4.6٪، ليتجاوز توقعات المؤشرات الدولية التي سبق وتنبأت بأن تصل الأرباح إلى 29.3 مليار دولار. القفزة الواسعة دفعت أوساط النقل الجوي المعنية لرفع سقف توقعاتها لعام 2016 بأرباح تتجاوز 36 مليار دولار وبهامش ربح 5.1٪ ، تتصدر فيه أمريكا الشمالية وأوروبا جني الأرباح فيما تتراجع منطقة الشرق الأوسط لتحصد فقط 1.8 مليار دولار . ووفقًا للارقام التي كشفتها المنظمة الدولية، فإن أربعة عوامل تقف وراء المؤشرات المتباينة لأداء نشاط وصناعة النقل الجوي في مناطق مختلفة حول العالم، على رأسها تدهور أسعار البترول إلى حد 55 دولارًا للبرميل، والذي يتوقع أن يواصل الهبوط في 2016 إلى 51 دولارًا للبرميل، وهو ما صعد بأرباح شركات الطيران والصناعة. وتوقعت المنظمة أن تتراجع فاتورة الوقود لشركات الطيران لتصل إلى 180 مليار دولار، مقارنة مع 226 مليار دولار في العام الماضي، بما يقدر بنحو 20.6 % من إجمالي النفقات التشغيلية مقارنة مع 31.6 % في العام 2014 . وأشار الاتحاد الدولي للنقل الجوى إلى أن تزايد الطلب على السفر بنسبة نمو 6.7 في 2015 ، وتوقعات بأن تصل إلى 6.9 في 2016 ، عامل آخر لقفزة الأرباح مع وصول أعداد المسافرين إلى 3.8 مليار راكب في العام 2016 ، مقارنة مع 3.5 مليار مسافر في العام الجاري. وجاء أداء الشحن الجوي مخيبًا للآمال بنسبة نمو 1.9٪، ليعكس تراجع حركة التجارة، ومع ذلك توقع الاتحاد أن تتسارع نسبة النمو في 2016 إلى 3٪ مع استمرار التحسن في الاقتصاد العالمي وحركة التجارة الدولية. على جانب آخر، فإن تحسن اقتصاديات منطقة اليورو على وجه التحديد، دفع بتوازن أمام تباطؤ اقتصاديات الصين والبرازيل. وأثار توقعات بتحسن نمو الدخل القومي العالمي إلى 2.7٪ في العام القادم، فيما جاء استفادة الناقلات بمكاسب تحسن فاعلية النشاط لترتفع نسبة الإشغال إلى 8 .6٪ في العام الحالي، بينما يتوقع أن ترتفع العام القادم 2016 مع ازدياد الطلب على السفر. وفي توضيحه لتباين مؤشرات الحركة من منطقة لأخرى، كشف أن هناك تباينًا في أداء شركات المنطقة بين ناقلات الخليج القوية التي نجحت في بناء شبكة ونقاط طويلة فاعلة، وبقية ناقلات المنطقة التي تعاني من تأثير تراجع أسعار النفط والأحداث السياسية في عدد من دول المنطقة. ووصف الأرباح الخيالية على الرغم من ذلك بأنها "عادية"، بالنظر إلى العائدات الضخمة التي تحققها الصناعة، والتي ستصل مع نهاية العام الجاري إلى 710 مليارات دولار و717 مليارًا في العام المقبل 2016. ودعا في المقابل الحكومات إلى سن تشريعات " ذكية " تدعم الصناعة وتكون بمثابة عامل محوري في التنمية الاقتصادية كما في دول الخليج وسنغافورة، والتوقف عن فرض المزيد من الضرائب التي تؤثر على القطاع سلبًا. ووفقًا للمنظمة الدولية، فإن الإنفاق على النقل الجوي العام الجاري يصل إلى 742 مليار دولار، مع توقعات بأن يرتفع في العام المقبل إلى 749 مليار دولار. وأظهرت مؤشرات نمو النقل الجوي نمو الأسطول العالمي إلى 26842 طائرة العام الجاري، تقفز إلى 27889 طائرة في العام المقبل بنسبة نمو 3.9 % ، وبإجمالي رحلات 34.4 مليون رحلة سنويًّا مقارنة مع 33 مليون رحلة العام الماضي وبنسبة نمو 4.3 %.