الأخبار الصادمة تتوالى... هجوم على ملهى ليلي بالعجوزة يسفر عن مقتل 16 شخصًا وإصابة اثنين (قناة روسيا اليوم ارتفعت بالعدد إلى 18 وفقا لما نشره موقع جريدة التحرير). ومدير الملهى يؤكد أن الشرطة تعرف جميع الذين ارتكبوا الهجوم لكنها تتراخى في القبض عليهم، لكن الشرطة تعلن من جانبها القبض على بعض المتهمين. وتؤكد أن ملهى العجوزة لم يكن يحظى بوسائل التأمين المعتادة! طارت الأخبار ملوثة بالدم في وسائل الإعلام المصرية والعالمية، فالجريمة بشعة وغريبة وعدد القتلى ليس بالقليل، ولكن السؤال الجوهري... متى وكيف تولّد هذا العنف في نفوس المصريين؟ وهل تحولت الطبيعة الهادئة المسالمة للشعب المصري إلى بركان مدمر في العقود الأخيرة؟ وهل سطوة المال منحت القتلة قوة نفسية جبارة ظنوا معها أنهم لن يُسألوا عما يفعلون؟ (يقال إن قائد القتلة ابن رجل أعمال شهير). الحكاية كما أعلن تتلخص في شجار حاد بين ثلاثة من رواد الملهى ومدير المكان أدى إلى طردهم، فخرجوا والشر يتراقص في صدورهم، وعادوا بعد نصف ساعة - قد اصطحبوا معهم آخرين كما قيل - وسكبوا جراكن البنزين على المحل وأحرقوه! أبسبب شجار - خناقة - ينبثق كل الهذا العنف؟ وارد طبعًا أن المجرمين كانوا سكارى، أو أنهم تعرضوا لإهانة ما أمام مطربة أو راقصة في الملهى جرحت شعورهم الذكوري وأشعلت في صدورهم نار الانتقام، أو أنهم تصرفوا تحت تأثير مخدر ما عطّل لديهم التصرف العاقل، لكن طوال التاريخ وهناك نفر من أهلنا المصريين يتجرعون الخمور ويتعاطون الحشيش، لكن لم ينفلتوا إلى هذه الدرجة، ويقرروا تدمير ملهى بأكمله وينفذوا قرارهم الأهوج في ظرف نصف ساعة فقط! إنني أدعو علماء النفس لدينا لدراسة هذه الجريمة البشعة من الجوانب كافة، ومعرفة طبيعة المجرمين وأعمارهم وبيئتهم الطبقية ومستواهم التعليمي والثقافي، حتى يمكن لنا أن نفهم - ولو قليلا - ما الذي دفع المصريين إلى استخدام لغة الدم بهذه السهولة؟.