في الأيام الأخيرة قبيل انطلاق المرحلة الثانية والأخيرة لانتخابات مجلس النواب، تشتد المنافسة بين قائمتي "في حب مصر" و"التحالف الجمهوري"، على اكتساب الأصوات لمختلف أطياف وشرائح المجتمع، وجزء منها خاصة بأبناء الطرق الصوفية، فالشيخ عبد الهادي القصبي، شيخ مشايخ الطرق الصوفية، مرشح على "في حب مصر"، وفي المقابل، نزول عصام محيي الدين، أحد كوادر الطريقة العزمية، في "التحالف الجمهوري". وأجرت "التحرير" حوارًا مع الشيخ طارق الرفاعي، شيخ الطريقة الرفاعية، لمعرفة أين ستتجه أصوات "الصوفية" في المعركة الانتخابية.. وإلى نص الحوار هناك حالة من الصراع على أصوات الصوفية.. ما تفسيرك؟ بالفعل هناك صراع "قوي ورهيب" بين القوائم على أصوات الطرق الصوفية، وهذه المرة الأولى التي تشهد الصوفية حالة من الصراع والخلاف على أصواتها، والسبب يرجع لترشح القصبي، شيخ المشايخ، في قائمة "في حب مصر"، مقابل نزول محيي الدين، زوج أبنة الشيخ علاء أبو العزائم، شيخ الطريقة العزمية، ورئيس الاتحاد العالمي للطرق الصوفية، في قائمة "التحالف الجمهوري"، الأمر الذي أحدث حالة من الانقسام، فكل طرف له مؤيدين، ولو اجتمع الطرفان في قائمة واحدة، لكان أبناء الصوفية سيتجهون جميعًا لدعمها. وماذا عن موقف الطريقة الرفاعية من القائمتين؟ موقفنا معلن وواضح، وهو دعم "في حب مصر"، تلك القائمة التي نالت إعجاب وتأييد جموع وكلاء الرفاعية في شتى محافظات المرحلة الثانية، والسبب الرئيسي لدعمنا تلك القائمة، هو وجود المهندس أكمل قرطام، رئيس حزب المحافظين، بها؛ لأنني أحمل كارنيه عضوية الحزب، ولدينا علاقة طيبة مع قرطام و"المحافظين" بشكل عام. وندعم "في حب مصر" أيضًا لترشح القصبي بها، وأيضا أحمد سعيد، رئيس حزب المصريين الأحرار، أما ما يتعلق بالمرشحين الفردي، فلا ندعم أحد منهم بالتحديد، إلا من ينتمي للصوفية، ولن نختار مرشحي حزب النور، لأنهم والإخوان وجهان لعملة واحدة. هل يعني هذا أن تأييدك مبني على علاقات شخصية وليس برامج؟ لا على الإطلاق، حديثي حول دعم "في حب مصر"، لوجود قرطام والقصبي، لا يعني خلو القائمة من البرامج والرؤى السياسية الفعالة، القادرة على النهوض بالمجتمع، والوصول به إلى بر الأمان، بل "الرفاعية" أطلعت بشكل دقيق ومفصل على جموع المشاركين في القائمة، واتتضح أنها تمثل الجماعة الوطنية؛ لوجود شخصيات ذات كفاءة وخبرة بالعمل السياسي بها، وخير شاهد على ذلك مؤتمراتها في المحافظات، التي تشهد نسبة مشاركة عالية من كافة أطياف المجتمع، ناهيك عن تفوقها في المرحلة الأولى. حدثنا عن نصيب "التحالف الجمهوري" من أصوات الصوفية؟ فيما يتعلق ب"التحالف الجمهوري"، فلها مؤيدون من مشايخ وأبناء الطرق الصوفية، فوفقًا لما أعلنته القائمة في تصريحات صحفية، على لسان عدد من أعضائها، فهناك 11 طريقة صوفية أعلنت دعمها للقائمة، التي تضم بعض الكفاءات، وشخصيات وطنية، كذلك في المقابل، هناك الكثير من الطرق إلى جانب "الرفاعية"، ستتدعم وبقوة "في حب مصر"، والانتخابات معركة شريفة، يجب على الجميع خلالها احترام القانون والدستور، والكلمة الأولى والأخيرة لصناديق الاقتراع. وماذا عن الاتهامات بنشر قوائم للمذهب الشيعي؟ ليس لدي معلومات دقيقة عن مدى صحة أو حقيقة ما يثار حول وجود أقراد في إحدى القوائم، ينتمون للمذهب الشيعي، وأرفض وبشدة استخدام الشعارات الدينية في الانتخابات؛ لأن ذلك مخالف للقانون والدستور، إضافة إلى أنه يرجع بالأذهان إلى سياسة الإخوان والسلفيين، وتلك الممارسات المرفوضة من جموع الشعب المصري. هل مبدأ السمع والطاعة يسود الموقف الانتخابي للصوفية؟ لا يجب أن يفهم حديث بعض مشايخ "الصوفية" عن أن طريقاتهم ستتدعم قائمة معينة، بأن شيخ الطريقة يعطي أوامر وتكليفات مباشرة لجموع أبنائها في المحافظات بدعم وتأييد تلك القائمة، ولكن هناك ثقة متبادلة بين الأبناء والمريدين وبين شيخ الطريقة، فالطريقة الرفاعية أعلنت دعم "في حب مصر"، بعد العديد من اللقاءات والندوات مع وكلاء الطرق والبيوت الرفاعية والعائلات، وفي نهاية المطاف اتفقنا سويًا على رأي موحد، وهو الوقوف وبقوة بجوار القائمة. كيف تدعم الرفاعية "في حب مصر"؟ "الرفاعية" تعد أكبر طريقة صوفية في مصر، وعدد مريديها يقرب من ثلاثة ملايين مواطن في شتى المحافظات؛ لذلك حرصت الطريقة على دعم القائمة منذ بدء الدعاية الانتخابية، بالتحدث مع المريدين بضرورة تأييدها، وقامت بعض العائلات بتنظيم مؤتمرات لدعم القائمة، متحملين النفقات، إضافة إلى أن وفد من الطريقة، برئاسة شيخ الطريقة، يجري جولات في محافظات المرحلة الثانية؛ لحث الرفاعية والصوفية على دعم "في حب مصر". وما موقف المرأة "الصوفية" من الانتخابات؟ المرأة "الصوفية" ليست مسجلة رسميًا في المشيخة، وتدعم وتأيد ما يذهب إليه زوجها، وبالمثل الفتيات؛ ويمكننا القول إن المرأة "الرفاعية" ستتجه للمشاركة وبقوة وتأييد وانتخاب "في حب مصر". وما رسالتك لشباب الطرق الصوفية بالنسبة للمشاركة في الانتخابات؟ أدعو جميع أبناء الطرق في محافظات المرحلة الثانية إلى المشاركة وبقوة في الانتخابات، فالبرلمان المقبل لديه العديد من المهام والمسئوليات التشريعية الجسام، ويتعين على جميع فئات الشعب وليس الصوفية بحسب النزول والانتخاب، حتى يكون مجلس النواب القادم ممثلًا عن الشعب.