قال محمد النقلي، المحلل السياسي بجامعة السوربون، والمقيم حاليا في باريس، إن شوارع باريس هادئة صباح يوم التفجيرات التي ضربت العاصمة الفرنسية، لافتا إلى أن هذا الهدوء وكأن هناك حظر تجوال في المدينة، مشيرا إلى أن هذا العدوء يتعلق بالهجوم الإرهابي إلى جانب أن اليوم السبت هو الإجازة الإسبوعية في فرنسا. وأضاف النقلي، في إتصال هاتفي مع "التحرير"، أن رد الفعل الحكومة الفرنسية واضح منذ أمس، في اتخاذ بعض الإجراءات الاحترازية لمنع تكرار تلك العمليات الإرهابية، فرض حالة الطوارئ في أنحاء البلاد وإغلاق الحدود مع الدول المجاورة، بالإضافة إلى أن فرانسوا هولاند فوض الجيش والمخابرات لاتخاذ الإجراءات المناسبة لفرض حالة الطوارئ ومراجعة بيانات المشتبه بهم. ولفت إلى أن الأزمة الحقيقة التي تعاني منها فرنسا حاليا هو الجيل الثاني أو الثالث من الجاليات المسلمة المقيمة في فرنسا، والتي تكون صيدا سهلا للجماعات الإرهابية، ويتم تجنيدها عن طريق الإنترنت، وكذلك المجموعات الفرنسية التي اعتنقت الإسلام على يد جماعات متشددة في الفترة الأخيرة، وهذه المجموعات يتم تجنيدها، وتظل خلايا نائمة إلى أن يتم أمرها بتنفيذ عمليات خاصة. وتابع النقلي، بأن الجاليات المسلمة والعربية المقيمة في فرنسا، لن تتأثر بتلك العمليات الإرهابية "غير وارد التفكير في رد عنيف على تلك المجموعات التي تعيش في البلاد"، لافتا إلى أن اليمين الفرنسي المتطرف صاحب المواقف المعادية للمهاجرين والمسلمين، سيستغل تلك الأحداث ليزيد من هجومه على هولاند وعلى الجاليات العربية والإسلامية المقيمة هناك، "لكن كحكومة فرنسية لا أتوقع رد فعل تجاه تلك الجاليات". وتابع النقلي، بأنه على المستوى الخارجي فإنه من المتوقع أن تزيد فرنسا من ضرباتها لجماعة داعش الإرهابية، في فرنسا، خاصة وأن هولاند قال إن فرنسا تواجه حرب طويلة وشاملة، وبالتالي لن يتراجع عن الحرب على"داعش" .