محلل سياسي لبناني ل"التحرير": تفجيرات الضاحية الجنوبية رسالة مباشرة من «داعش» لحزب الله وتهدف لتأجيج الصراع بين الفلسطينيين واللبنانيين جيلان جبر: الحادث استهدف إشعال الفتنة بين السنة والشيعة يرى عدد من المحللين والمتخصصين فى الشأن اللبناني أن التفجيرات الإرهابية التى استهدفت "حسينية" في "برج البراجنة" بالضاحية الجنوبية في بيروت -أمس الخميس- تهدف إلى تخفيف الضعط الإعلامي عما يحدث فى سوريا، بعد الخسائر التى تكبدتها التنظيمات الإرهابية، وكذلك إحداث فتنة بين الفلسطينيين واللبنانيين خاصةً مع قرب منطقة الحادث من أحد المخيمات الفلسطينية، وإعلان تنظيم داعش أن فلسطينيين اثنين وسوريًّا بين منفذي العملية. من جانبه، قال فادي عاكوم، المحلل السياسي اللبناني، فى تصريحات خاصة ل"التحرير"، إن التفجيرات التي أودت بحياة أكثر من 40 شخصًا، وأصابت 200 آخرين، جاءت كرد فعل على الخسائر التى تكبدتها التنظيمات الإرهابية بسوريا، وعلى رأسها "داعش" و"النصرة"، خلال الأسبوع الماضي، بعد تقدم جيش النظام السوري وحزب الله، ونجاحهما في فك الحصار عن مطار كويرس بريف حلب، موضحًا أنه تم "تحرير" العديد من المناطق غربي حلب من قبضتي "داعش والنصرة". وأوضح عاكوم أن هذا الأمر جاء "كرد فعل من أجل تخفيف الضغط الإعلامي عن الداخل السوري"، بالإضافة إلى أن "داعش والنصرة بشكل عام تعتمدان على مبدأ فرِّق تسُد"، حيث يعلم التنظيمان أن الأرضية فى لبنان مزعزعة طائفيًّا. وأضاف عاكوم قائلًا إن "التفجير بذلك الحجم الكبير وإعلان داعش تبنيه وأن هناك اثنين من منفذيه من ذوي الجنسية الفلسطينية، إلى جانب حدوث العملية بالقرب من مخيم "برج البراجنة" للاجئين الفلسطينيين، جاء من أجل إحداث بلبلة مع الشيعة الذين يقطنون المنطقة، مستشهدًا بما حدث فى الثمانينيات من "معارك المخيمات"، والتى استمرت لأكثر من عامين، ودفع الفلسطينيون واللبنانيون ثمنها غاليًا.
وأوضح المحلل السياسي أن القيادات الفلسطينية الموجودة بالضاحية الجنوبية عقدت عدة اجتماعات -مساء أمس- عقب الحادث لتطويق أي ردود أفعال تتعلق بالحادث الإرهابي. كما أشار إلى أن الانتحاري الثالث -الذي أعلن عنه "داعش"- سوري الجنسية، معتبرًا أن التنظيم يوجه بذلك رسالة إلى حزب الله، لتذكيره بالشق المذهبي للحرب في سوريا. ومن جهتها، قالت جيلان جبر، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، والمتخصصة فى الشأن اللبناني، إنه يجب النظر إلى عامل التوقيت في التفجيرات الانتحارية، موضحةً أنها جاءت قبل انعقاد مؤتمر فيينا، كما تزامنت مع تصريحات لوزير الخارجية الأمريكي، جون كيرى. وأضافت جيلان ل"التحرير" قائلةً "إن لبنان لم يشهد تفجيرات إرهابية بالأحزمة الناسفة خلال الفترة الماضية، حيث إن معظم العمليات كانت تتم بالسيارات المفخخة، موضحةً أن المنطقة التي وقعت بها التفجيرات كانت تقع تحت حماية كاملة وتأمين كبير من قبل حزب الله، وليس الدولة اللبنانية، كما أن ظهور الأحزمة الناسفة من جديد يُعد رسالة موجهة إلى التنظيم الشيعي". وتساءلت جيلان "من الذى يحرك "داعش"؟ ولماذا لم يقم التنظيم بمثل هذه العمليات فى فترات سابقة؟ ولماذا أتت قبل مؤتمر فيينا؟ مؤكدةً أن الهدف من التفجير هو إشعال حرب "سنية-شيعية".