منذ حسم نادى مانشيستر يونايتد لقب الدورى الإنجليزى وحصوله على اللقب العشرين فى تاريخه واللقب الثالث عشر تحت قيادة المدير الفنى سير اليكس فيرجسون حظى اللاعبون بداية من الحارس الأسبانى ديفيد دى خيا وحتى راس الحربة وهداف الدورى الهولندى روبن فان برسى بالمديح ،ولكن ربما يكون أعظم انجاز تحقق بالفوز باللقب الموسم الحالى هو نجاح الثعلب العجوز «فيرجسون» فى تأكيد مكانته كأعظم عقلية هجومية فى عالم الساحرة المستديرة. ومما يؤكد ذلك أنه على الرغم من عدم امتلاكه أسلوب الأداء الهجومى الذى قد يتميز به بعض المدربين الكبار الأخرين، إلا أن فيرجسون هو استاذ خلق الفرص واستغلال الإمكانات المتاحة وهو ماميز مانشيستر يونايتد الموسم الحالى. ففى الموسم الماضى بدأ الفريق الموسم وهو يسعى للبناء على ماحققه فى موسم 2010-2011 ووصل خلاله لنهائى دورى الابطال. وكان الفريق يمتلك خط هجوم رائع بفضل تميز واين رونى وصعود اجنحة واعدة موهوبة تمثلت فى انطونيو فالينسيا واشلى يونج ونانى. وفى ظل وجود مايكل كاريك وويلبيك خلف هذا الرباعى فإن يونايتد كان قويا للغاية فى الهجوم. ولكن كانت المحصلة «صفر» حيث لم يحقق الفريق أى لقب رغم تسجيل 89 هدفا فى الدورى فقط وعجز عن التسجيل فى ثلاث مباريات فقط خلال الموسم وانتهى الدورى فى معقل مانشيستر سيتى بفضل الثنائى كارلوس تيفيز وسيرجيو اجويرو. ومع نهاية الموسم الماضى بدأ فيرجسون غير سعيد بالنظام الخططى للفريق وكان قد شهد تحولأ أوروبا من خطة 4-4-2 واكتشف الحاجة إلى ايجاد صانع العاب فى قلب الملعب وأدرك أن نجاح مانشيستر يونايتد يعتمد على هذا الأمر. وبالفعل أجرى فيرجسون تغييرات جذرية خلال موسم الانتقالات الصيفية، وكان هدفه الأول لاعب خط الوسط المهاجم لبروسيا دورتموند شينجى كاجاوا ثم ضم رأس حربة أرسنال الهولندى فان برسى ليكون رأس حربة الفريق فى ظل ترك برباتوف لاولدترافورد. وجاء ضم فان برسى رغم معارضة الكثيرين لما اعتبروه صفقة فاشلة وقيل أن اللاعب كثير الإصابات، كما أن الخاسر الأكبر من ضم لاعب قارب من الثلاثين عاما سيكون المكسيكى اليافع هيرنانديز. وكان المعارضون للصفقة يرون أنه يجب إعطاء الفرصة لهيرناديز وويلبيك بدلا من ضم فان برسى مقابل 20 مليون جنيه استرلينى، وكان الرأى السائد أن فيرجسون ضم اللاعب غير المناسب الذى سيفسد الخط الأامامى المنظم والناجع بالفعل. ولكن مرة أخرى أثبت السير أنه على صواب وأن هجوم مانشيستر يونايتد كان بحق فى حاجة لجهود فان برسى وأن رونى لم يكن هو الحل الأمثل داخل الصندوق، كما أن ويلبيك وهيرنانديز لم يتأثرا سلبا بل كان لهما طوال الموسم أدوارا مهمة فى التشكيل. وكان نجاح مانشيستر هذا الموسم مذهلا وفاق كل التوقعات، فقد تحول الفريق إلى الخطة الهرمية 4-3-2-1 وبات فان بيرسى فى موقع رأس الحربة المتقدم ماكينة تسجيل الأهداف التى لاتتوقف واثبت رونى مايتمتع به من موهبة من خلال قيامه بدور لاعب خط الوسط المتقدم وليس رأس الحربة الصريح وذلك دون أن يفقد الفريق جهود كاجاوا فى خط الوسط. ونجح فيرجسون فى الاستفادة من الثلاثى معا بجانب الأجنحة، وكان يشرك ريان جيجز فى الأوقات المناسبة ويعرف متى يشرك توم كليفرلى بجانب كاريك فى المنتصف ومتى يشرك أحدهما بمفرده وفقا لما هو مطلوب، كما ساعد فان برسى على أن يظهر بمستوى يفوق مستواه فى الموسم الماضى فى صفوف أرسنال وكان نجاح اللاعب نتيجة طبيعية لفكر المدير الفنى. ولذلك لم يكن من المستغرب فى ظل وجود الخماسى فان برسى وكاجاوا ورونى وهيرناديز وويلبيك أن تثور أنباء عن ضم مهاجمين جدد مثل راداميل فالكاو أو روبرت ليفاندوفيسكى لأن المدير الفنى المخضرم لديه القدرة على توظيف إمكانات اى لاعب لصالح الفريق. ويمكن القول أنه خلال عام واحد نجح فيرجسون فى تغيير أسلوب أداء الفريق تماما حتى حين بدا أنه لن ينجح وان الفريق فى حاجة للترميم،ونجح فى إثبات خطأ من قالوا أن فان برسى تقدم به السن، وإنه لن ينجح فى ظل وجود رونى وأن ويلبيك وهيرنانديز سيتركان الفريق. ورغم أنه لايملك القدرات الهجومية التى يملكها جوزيه مورينيو فى ريال مدريد أو تيتو فيلانوفا فى برشلونهة تحت أيديهما أو حتى مايملكه جوب هينكينس فى بايرن ميونيخ ولكنه نجح فى تقديم اداء هجومي رائع للغاية، بعد أن وضع كل لاعب فى المكان المناسب وقام بتنويع الأداء الخططى من 4-3-3 إلى 4-3-1-2 إلى 4-2-3-1 وفقا لما هو مطلوب من كل مباراة، واثبت الثعلب العجوز عبقريته فى تغيير أسلوب الأداء لاستغلال إمكانات اللاعبين للحد الأقصى، ونجح فى استخلاص الدروس من اخفاقات العام الماضى مما مكنه من تقديم موسم رائع انتهى بالتتويج باللقب .