أثار حادث مقتل الشاب المصري أحمد عاطف دهسًا، تحت عجلات سيارة مواطن كويتي، قلق العمالة المصرية في الكويت، خاصة بعد قرار السلطات الكويتية بترحيل كل المصريين المشاركين في المشاجرة، حيث أصدر وزير الداخلية الكويتي محمد الخالد قرارًا بإبعاد كلًا من حرَّض أو شارك من الوافدين من الجنسية المصرية، حسبما ذكرت صحيفة "الرأى" الكويتية. كانت المشاجرة قد وقعت يوم السبت 31 أكتوبر، في منطقة حولي، بين 4 كويتين و 15 مصريًا، أسفرت عن مقتل وافد مصري، وإصابة 3 آخرين، إثر خلاف وقع بسبب سعر أحد المنتجات، داخل محل أجهزة كهربائية يعمل به الوافدون المصريون، في مجمع الرحاب التجاري. ورصدت "التحرير" آراء بعض العمالة المصرية في الكويت، جراء ما حدث، والذين أبدوا تخوفهم، وقلقهم من الحادثة، وتأثيرها عليهم، خاصة بعد إصدار القرار بإبعاد الوافدين، فيقول حسن مدبولى عامل بأحد المصانع الكويتية، بأن أغلب العاملين لم يقوموا بتجديد إقامتهم، وهو ما أكثر ما أثار قلقهم، مضيفًا أن السفارة المصرية بالكويت تتلقى مشكلاتهم، دون تقديم أي حلول لهم، فلم يلاقوا رد سوى "التجاهل". فى انتظار المقاول، يقضي عامل البناء الأربعيني أحمد عبدالله، صباح كل يوم، ليبدأ عمله المجهد، مقابل "يومية" بسيطة، تكفي بالكاد مصاريف عائلته، مواجهًا شقائه بالصبر، "هنعمل إيه أكل العيش مر" يقولها الرجل بمرارة، فيحكي عن المعاملة السيئة التي يتلقوها من المقاوليين، دون أي اهتمام بأحوالهم الصحية، وحقوقهم، واصفًا وضعهم ب"الاستعباد"، فيقول "الحادثة مش هتفرق كدا كدا وضعنا سئ". "ليست تلك المرة الأولى التي يتم التعامل معها مع الوافدين بهذا الشكل".. هذا هو رأى صاحب أحد المحلات، رفض ذكر اسمه ، فيحكي أن ما حدث هو نتيجة طبيعية لتهاون وزارة الخارجية والسفارات مع مواطنيها وحقوقهم، في كافة الدول، مضيفًا أن المصريين يتم التعامل معهم دائمًا كأنهم مواطنين درجة أقل، "مش عارف حكومتنا فين من كل ده؟" يقولها متعجبًا. عشرون عامًا قضاها صلاح عبد الهادي في الكويت، كانت كفيلة ليشعر بأنها بلده الثاني، فيقول "هنا اشتغلت وكسبت وكبرت، وعمرنا ما اتعاملنا بطريقة مش كويسة"، مضيفًا أن ما حدث هو مجرد "حوادث فردية"، لا يجب أن تعمم على كل أهل الكويت، بأن معاملتهم للمصريين غير جيدة، بل على العكس فإنه يشعر كأنه وسط أهله، ولم يشعر يومًا بالغربة. رغم اعتراضه على الحادثة، وتعامل كلا من السلطات المصرية والكويتية معها، إلا أن شريف حاتم يرى أن الموضوع سيأخذ ضجته، ويزول مثل كل مرة يتم فيها التعدي على حقوق أحد المصريين، فيقول: إن "المسألة ليست مجرد تعامل الكويتيين مع الوافدين أو غيرهم، بل الأمر كله يتلخص في أن المصرى مهضوم حقه"