على غرار الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان الذي أمتهن التمثيل، ووصل لسدة البيت الأبيض بين عامي 1981 و1989، فاز الممثل التلفزيوني الكوميدي الحالم، جيمي موراليس بالانتخابات الرئاسية التي جرت في جواتيمالا في سابقة هي الأولى لممثل كوميدي ينتخب رئيسا للبلاد بلا خبرة سياسية، ودون فريق انتخابي، وتكون برنامجه من 6 صفحات فقط. ووصل جيمي موراليس الذي يتزعم حزب جبهة التقارب الوطني إلى السلطة، بعد تحقيقه فوزا ساحقا في انتخابات الرئاسة التي جرت في جواتيمالا، أمس، مستفيدا من غضب شعبي من فضيحة فساد أطاحت بالرئيس السابق وعمقت انعدام الثقة في المؤسسة السياسية بالبلاد. ووعد موراليس البالغ من العمر 46 عاما، وهو وافد جديد على عالم السياسة، بحكم نزيه بعد حصوله على 72.4% من الأصوات، إثر إعلان نتائج 70% من مراكز الاقتراع، تقدم فيه على ساندرا توريس زوجة الرئيس الأسبق والتي حصلت على نحو 27.6%، واعترفت الأخيرة بهزيمتها أمام موراليس، وعمت الاحتفالات مقر حزب جبهة التقارب الوطني بزعامة موراليس . وقال موراليس بعد أن أظهرت النتائج أنه في طريقه لتحقيق فوز ساحق "حصلت على تفويض كرئيس وتفويض شعب جواتيمالا هو لمحاربة الفساد الذي يستنزفنا جميعا. فليباركم الله وشكرا لكم."
وبروايات عن أصله المتواضع ودعابات عن عمله طوال 14 عاما في عرض كوميدي تواصل موراليس (46 عاما) مع الناخبين الذين ملوا من الفساد الذي أثار احتجاجات في شتى أنحاء جواتيمالا وأسقط في نهاية اِلأمر الرئيس أوتو بيريس الشهر الماضي. وبرنامج موراليس الانتخابي كان يتألف من 6 صفحات فقط، ولم يعطي مفاتيح تذكر لمعرفة كيف سيحكم البلاد، كما أن حزبه لا يشغل سوى 11 مقعدا فقط من أصل 158 مقعدا في البرلمان المقبل. يذكر أن موراليس واجه انتقادات بسبب أفكاره السياسية التي وصفت بالخيالية مثل تعهده بتوزيع تليفونات ذكية على الأطفال أو ربط المدرسين بجهاز تحديد المواقع (جي.بي.اس) للتأكد من حضورهم الفصول الدراسية. وكان رئيس جواتيمالا أوتو بيريز مولينا، قدم استقالته في 3 سبتمبر الماضي بعد صدور مذكرة توقيف في حقه بتهمة الفساد، وذلك قبل أيام فقط على انتخابات عامة في البلاد. وبيريز مولينا (64 عاما) جنرال متقاعد حكم البلاد منذ عام 2012 واتهمته النيابة العامة ولجنة تابعة للأمم المتحدة لمكافحة الإفلات من العقاب، بتزعم نظام فساد داخل جهاز الجمارك حيث كان يسمح للموظفين بإعفاء بعض الواردات من الرسوم مقابل حصولهم على رشاوى. وقال هوجو نوفاليس وهو محلل سياسي في معهد أسيس البحثي بجواتيمالا، "ليس لديه برنامج ولا فريق. ولكن السخط متزايد جدا إلى حد أن هذه القضايا لا تمثل أولوية بالنسبة لناخبك العادي." ورفض الناخبون إلى حد كبير منافسته توريس (60 عاما) بوصفها جزءا من النظام السياسي القديم. وكانت توريس قد وعدت بتمديد برامج الرعاية الاجتماعية التي كانت تُعد فيما مضى إحدى السمات المميزة لرئاسة ألفارو كولوم عندما كانت توريس السيدةالأولى في البلاد ولكن منتقدين اتهموها باستخدام هذه البرامج لشراء الأصوات في المناطق الريفية الفقيرة.