قال كبير محللي المخابرات في الجيش الإسرائيلي اليوم الثلاثاء «إن قوات الحكومة السورية استخدمت أسلحة كيماوية وربما غاز الأعصاب في قتالها ضد مقاتلي المعارضة الذين يشنون انتفاضة منذ عامين ضد حكم الرئيس بشار الأسد». وأدلى البريجادير جنرال ايتاي برون بتصريحاته في مؤتمر امني في تل أبيب بعد يوم من تصريح وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل خلال زيارة لإسرائيل بأن وكالات المخابرات الأمريكية ما زالت تقيم ما إذا كانت مثل هذه الأسلحة استخدمت. وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما وصف استخدام الأسلحة الكيماوية بأنها «خط أحمر» بالنسبة للولايات المتحدة سيثير اجراء أمريكيا غير محدد. وقال برون في أوضح بيان إسرائيلي عن الأمر حتى الآن «حسب ما عرفناه فقد كان هناك استخدام للاسلحة الكيماوية، اي اسلحة كيماوية؟ ربما السارين». وأضاف أن صور الضحايا تظهر خروج رغاوي من افواههم وانكماش بؤبؤ العين وهي علامات على استخدام غاز قاتل. وتابع أن القوات الموالية للأسد مسؤولة عن الهجمات على «مقاتلي المعارضة المسلحين في العديد من الأحداث التي وقعت خلال الشهور القليلة المنصرمة بما في ذلك الواقعة التي تحدثت عنها معظم التقارير والتي حدثت في 19 مارس». وتبادلت الحكومة السورية ومقاتلو المعارضة الشهر الماضي الاتهامات بشن هجوم بالأسلحة الكيماوية قرب مدينة حلب الشمالية. وكان هاجل قال أمس إن استخدام قوات الأسد للاسلحة الكيماوية سيكون «تغييرا لقواعد اللعبة» وإن الولاياتالمتحدة وإسرائيل لديهما خيارات لكل الطواريء. والتقى هاجل برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس بعد يوم من تحليق طائرة هليكوبتر عسكرية إسرائيلة فوق مرتفعات الجولان المحتلة. وقال هاجل في تصريحات للصحفيين قبل محادثاته مع نتنياهو عن الولاياتالمتحدة وإسرائيل «هذا وقت صعب وخطير، انه وقت يجب أن يتقارب فيه الأصدقاء والحلفاء عن أي وقت مضى». وكان دبلوماسيون ومسؤولون من الأممالمتحدة قالوا الأسبوع الماضي إن المناقشات بين سوريا والمنظمة الدولية بشأن تحقيق للأمم المتحدة حول احتمال استخدام أسلحة كيماوية وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض الحكومة السورية السماح للمفتشين بزيارة أي مكان غير حلب. وذكر دبلوماسيون من الأممالمتحدة أن بريطانيا وفرنسا زودتا مكتب بان جي مون الأمين العام للأمم المتحدة بما تعتقدان أنه دليل قوي على استخدام الأسلحة الكيماوية في مدينة حمص. وتبدي إسرائيل قلقها إزاء امكانية سقوط أجزاء من الترسانة الكيماوية السورية في أيدي مقاتلين من الجهاديين أو حزب الله اللبناني الذي خاضت معه حربا في 2006. وحذر قادة إسرائيليون من أنهم لن يسمحوا بحدوث ذلك، وفي هجوم لم يجر تأكيده بشكل رسمي قصفت طائرات إسرائيلية قافلة أسلحة في سوريا في فبراير ودمرت اسلحة مضادة للطائرات كانت متجهة إلى حزب الله. وقال برون الذي كان يتحدث في المؤتمر الأمني السنوي للمعهد الوطني للدراسات الأمنية في جامعة تل أبيب إن الجيش الإسرائيلي يدرس عددا من السيناريوهات في المستقبل فيما يتعلق بسوريا. وتابع «على الأرجح مع مرور الوقت تظهر سيناريوهات الفوضى أو تفكك سوريا إلى كانتونات، يمثل ذلك تحديات كبرى على إسرائيل، فرصة قيام حكومة مركزية مختلفة ما زالت قائمة إلا أنها تصبح أقل ترجيحا مع مرور الوقت».